الرباط - الدار البيضاء
خصصت الجمعية الوطنية الفرنسية، جلسة، لفحص سياسة الحكومة الفرنسية تجاه قضية الصحراء المغربية، بدعوة من تحالف اليسار الديمقراطي والجمهوريين، دافعت فيها الحكومة الفرنسية على موقفها الداعم لمقترح الحكم الذاتي المغربي، وحذرت فيها من تزايد التوتر المغربي الجزائري الذي يهدد مستقبل المنطقة.الجلسة التي عقدت بدعوة من الجمهوريين، مساء أمس الخميس، خصصت وقتا كبيرا للاستماع إلى وفد جبهة “البوليساريو”، قاده ممثلها في أوربا أبي بشرايا البشير، ودافع فيها جون بابتيس ليموين، الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية الفرنسي المكلف بالسياحة والفرنسيين المقيمين بالخارج والفرنكوفونية، عن الموقف الرسمي الفرنسي من النزاع المفتعل.
وقال ليموين، في رده على مداخلات النواب الفرنسيين وأبي بشرايا البشير، إن فرنسا كانت دائما تستمع للوضع في المنطقة بخصوص النزاع الذي امتد لعشرات السنين، ومتشبثة بتطبيق القانون الدولي في كل النزاعات التي تتبعها للتوصل إلى حل سلمي، وهي المواقف التي تعبر عنها في كل الهيئات التي تتمتع بعضويتها، في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان.
أما بخصوص قضية الصحراء المغربية، فقد أكد ليموين على أن بلاده تدعم سبل البحث عن حل سياسي مقبول دائم ومتوافق مع قرارات مجلس الأمن، مؤكدا على أهمية حل النزاع بالنسبة لفرنسا بالقول، إن “حل هذا النزاع بالنسبة إلينا مهم لعدد من الأسباب، خصوصا أن التوترات الموجودة تمثل عدم استقرار في محيطنا الإقليمي المباشر، والتوتر ليس في صالح أحد”.
وأشار ليموين إلى التوترات المتصاعدة التي تعيشها المنطقة بسبب التصعيد الجزائري ضد المغرب، وقال إن قضية الصحراء “تغذي خلافات خصوصا لشريكين أساسيين لفرنسا المغرب والجزائر، وهذه التوترات عائق أمام التطور الاقتصادي المغاربي”.وجدد الوزير الفرنسي موقف بلاده بالدعم اللامشروط للأمم المتحدة وأمينها العام، ومبعوثه الشخصي الجديد للمنطقة ستيفان دي ميستورا، مراهنا على هذا الأخير لاستعادة المسار السياسي.وتحدث الوزير الفرنسي بوضوح عن موقف بلاده الداعم لمقترح الحكم الذاتي، وقال إن “مقترح الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب، مقترح جدي لاستعادة الحوار”، ويتوافق مع الرؤية الفرنسية بضرورة إرساء حل واقعي وسلمي ودائم لفض النزاع.
أما بخصوص ملف حقوق الإنسان في المنطقة، فيقول ليموين، إن احترام حقوق الإنسان أولوية فرنسية في الصحراء والجزائر وكل بلدان العالم، مشيرا إلى أن “فرنسا تطالب كل الدول بما فيها المغرب باحترام حقوق الإنسان، في احترام لسيادته”، كما أشار إلى ضرورة احترام الجزائر لحقوق الإنسان فيما يخص الأشخاص المقيمين في مخيمات تندوف على أراضيها، وهو ما أكد أن فرنسا تتابعه من خلال سفارتها في الجزائر.من جانبه، وخلال كلمته خلال اللقاء ذاته، وجه ممثل الجبهة الانفصالية في أوربا أبي بشرايا البشير، اتهامات لفرنسا بـ”عرقلة الحل” في المنطقة، بالتقارب الذي يجمعها بالمغرب.
وعبر أبي بشرايا البشير بوضوح عن انزعاج الجبهة الانفصالية من الدعم الذي تقدمه فرنسا للطرح المغربي داخل أروقة الأمم المتحدة، وخصوصا في مجلس الأمن الدولي، وكذلك من خلال طعنها في الحكم الصادر عن محكمة العدل الأوربية في شتنبر من العام الماضي حول اتفاقية الصيد البحري التي تجمع المغرب بالاتحاد الأوربي، وهي الاتهامات التي رد عليها الوزير الفرنسي بالتأكيد على أن بلاده منسجمة مع مقتضيات القانون الدولي، وذلك بدعمها لمصلحة ساكنة الأقاليم الجنوبية.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر