الرباط - الدار البيضاء اليوم
اجتاح فيروس "كورونا" العالم أجمع وأسقط أعتى الاقتصادات والنامية منها وجعلها تحت رحمته، وإلى جانب ذلك فرقع فقاعات الأكاذيب والأوهام التي كانت تستبد بأنظمة تسوق نفسها لشعوبها أنها قادرة على تجاوز كل المحن والعقبات، كما لفت الانتباه إلى دول أينعت وسط الأزمة وبدت متفردة كنقطة بيضاء وسط لطخة من الدوخة والتيه.ويبرز المغرب كبلد استطاع خطف إعجاب العالم بسبب التدابير الاحترازية والوقائية التي اتخذها لتطويق جائحة "كورونا"، بقيادة فعلية من الملك محمد السادس، الذي استطاع رسم معالم "خطة مارشال" مغربية صرفة، ونال تنويه كل المتابعين والتقارير الإعلامية التي جعلت من سياسة المغرب تجاه "كورونا" مواد صحفية تتناول من زوايا معالجة متعددة كل مناحي هذه السياسة.
ولأن لكل مجتهد نصيب فللنجاح ضريبة أيضا، فبينما حلق المغرب بعيدا في مواجهة الجائحة العالمية، بدا في أعين خصومه صغيرا، لكن هيهات أن تكون النتائج التي حققتها المملكة مجرد كلام تذروه الرياح، فالحصيلة موشومة في كتب التاريخ الذي لا يجامل أحدا بعد حين ولو أن الأقوياء هم من يكتب أغلب صفحاته.ولا ينكر التفوق المغربي إلا من في قلبه ضغينة، فالمملكة استطاعت تحقيق رقم اختبارات يومي لـ"COVID-19" يقارب 1800 ألف، على حد قول خالد آيت الطالب، وزير الصحة الذي طمأن المواطنين حول الريادة التي كتبت للمملكة في زمن الجائحة، بعدما جرى تسخير أزيد من 30 مختبرا لإجراء اختبارات كشف الإصابة بالفيروس.
وتختلف المختبرات المغربية التي تضطلع بإجراء كشوفات الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد، بين 24 مختبرا وطنيا ومختبرات صحية تابعة للقوات المسلحة الملكية التي تجندت لخدمة الوطن والمواطنين فضلا عن مختبرات خاصة، تتكفل بإنجاز الاختبارات المعروفة اختصار بـ"PCR" (Polymerase Chain Reaction)، ليتم إنجاز اختبارات كشف للفيروس لما يقارب 400 ألف نسمة، وهو رقم بعيد المنال ويظل راسخا في سجل أماني الجيران والأشقاء ليس إلا.ومن رحم المعاناة مع "كورونا" انبثق الأمل في غد مشرق للمغرب، بعدما شمرت السلطات عن سواعدها لمقاتلة الفيروس التاجي، بكل حكمة وحنكة وحزم، وقد نأى المغاربة بأنفسهم عن التشدق بالكلام والتجؤوا إلى العمل لتحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة الكمامات الواقية مما جعل اسم المغرب يرن بقوة داخل أعرق البرلمانات كنموذج يلزم الاقتداء به، مثل ما وقع داخل الجمعية الوطنية الفرنسية.
وتفوق المغرب في صناعة الكمامات الواقية مسجلا أرقاما يومية قياسية، انهزمت أمامها أقوى المنظومات الاقتصادية ليتم تصديرها إلى إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وحتى ألمانيا، وهو ما شكل شقا ضمن تقارير أنجزتها منظمات حكومية وغير حكومية جعلت المغرب في مصاف دول قليلة واجهت "كورونا" برأس مرفوعة وصدر عار وأقدام ثابتة في الأرض.
لكن الثابت المتجذر الذي لا يتزحزح هو اليقين في نجاعة السياسة المغربية تجاه "كورونا" فنسبة الوفيات تظل دون المسجل في محيط المملكة بواقع 212 حالة وفاة، ومجموع إصابات لا يتعدى 8683 إصابة، على أن عدد الحالات المستبعدة بعد إجراء التحاليل المخبري السلبية بلغ 390054 حالة.
قد يهمك ايضا :مشفى الناظور يشهد حالة شفاء جديدة من "كورونا"
استياء أصحاب القاعات الرياضية في الدار البيضاء بعد استثنائهم من تخفيف الحجر
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر