الرباط ـ الدار البيضاء اليوم
تستكين مظاهرات الربيع الأمازيغي عن السير في شوارع المملكة للمرة الثانية تواليا بسبب تفشي فيروس "كورونا"، متخلية عن تقليد دأبت حركة "تاوادا" على تنظيمه استرجاعا لذكرى انتفاضة القبايل 1980، وتنديدا بما تمسيه "التراجعات التي تمس ملف الأمازيغية". ودأبت تنظيمات متفرقة على تنظيم مسيرات في مدينة معينة خلال العشرين من أبريل، وهو تقليد يمتد على مختلف دول منطقة شمال إفريقيا، لكنه توقف خلال السنة الماضية، واضطرته الحالة الوبائية الحالية إلى التأجيل مرة أخرى.
ومسيرات "الربيع الأمازيغي" جاءت لتخليد ذكرى الأحداث التي شهدتها منطقة القبائل بالجزائر في أبريل 1980؛ فقد اندلعت مظاهرات بجامعة تيزي أوزو، بعد منع السلطات الكاتب الأمازيغي مولود معمري من إلقاء محاضرة، لتنتقل بعدها شرارة الاحتجاجات إلى مناطق أخرى، وهو ما أدى إلى عصيان مدني وسقوط قتلى وجرحى.
ويرى عبدالله بوشطارت، فاعل أمازيغي باحث في التاريخ، أن تخليد هذه الذكرى يتم كل سنة لكونها منعطفا حاسما في تاريخ الحركة الأمازيغية في الجزائر والمغرب، حيث منها بدأ الوعي الثقافي والسياسي بالقضية الأمازيغية.
وأضاف بوشطارت أن وهج هذه المحطة ازداد سنة 2001 حيث قمعت الجزائر مرة أخرى احتفالات تافسوت وأسفر ذلك عن اغتيال حوالي 126 شهيدا، على إثر مواجهات عنيفة بين الأمازيغ وسلطات الجزائر بعد اغتيال الشهيد ماسينيسا ݣرماح، وسميت "تافسوت تابركانت".
وفي المغرب، يقول بوشطارت، دأبت الحركة الأمازيغية على الاحتفال بهذه الذكرى لما لها من رمزية نضالية وسياسية في الصراع مع الدول بشمال إفريقيا لانتزاع حقوق الأمازيغ. وفي السنوات الأخيرة بعد حركة 20 فبراير، يتم تخليد تافسوت عن طريق تنظيم مسيرات احتجاجية وطنية في مدن مغربية.
وبالنسبة لمؤلف كتاب "الأمازيغية والحزب"، فتافسوت ايمازيغن في هويتها الاجتماعية والسياسية هي محطة احتجاج ومحور صراع بين الدولة والحركة الأمازيغية حول قضية الهوية بشكل عام، نافيا أن تكون المسيرات الاحتجاجية متعثرة خلال السنوات الماضية.
وفسر بوشطارت تراجع الدينامية الأمازيغية على مستوى الشارع والاحتجاج إلى الواقع الدستوري والمؤسساتي بعد دسترة الأمازيغية، خاصة عقب إصدار القوانين التنظيمية، مما يحتم على الأمازيغ تغيير أسلوب الاشتغال، مطالبا بنقل التفكير إلى مستوى التنظيم السياسي في إطار حزب ذي مرجعية أمازيغية.
ويرى الكاتب المغربي أن الحركة تواجه فيه صعوبات كثيرة، البعض منها مرتبط بما هو ذاتي كطبيعة الحركة والفاعلين فيها، وبعضها يتعلق بما هو موضوعي مرتبط بالسلطة والأحزاب الأخرى التي تريد ابتلاع الحركة.
قد يهمك أيضًا:
تدوينة لرئيس الحكومة المغربية تجر عليه غضبًا كبيرًا بسبب "رونو"
تفاصيل مهمة حول التطبيق المعلوماتي الجديد لمراقبة تنقلات المغاربة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر