ما زال وباء كورونا يعصف بالدول الكبرى والنامية على حد سواء، ومازالت الطموحات ترتفع حذرة للقضاء على هذا الضيف الثقيل، ففي الوقت الذي يعلن فيه العالم قرب التوصل للقاح آمن، تستغيث بعض الدول من تزايد الإصابات بشكل مقلق.
بوادر بلقاح آمن
ووسط حالة الذعر من توقع الموجة الثانية للفيروس، يتجه العالم إلى متابعة الجانب المشرق لإنتاج لقاح فعال ضد الوباء، فعلى الصعيد العالمي، هناك العديد من لقاحات "كوفيد-19" في مراحل مختلفة من التطوير، وتشمل هذه التجارب على نطاق واسع في الهند والولايات المتحدة والصين وروسيا.
وأعلنت شركة "سينرجين" التي تتخذ من ساوثامبتون مقرا لها عن تطويرها بخاخا جديدا يحتوي على البروتين القابل للاستنشاق، يعمل على تسريع الشفاء، وتقليل احتمالات الإصابة بفيروس "كوفيد-19".
ووفق نتائج تجربة شارك فيها 48 متطوعا، فإن المصابين بفيروس كورونا المستجد والذين حصلوا على العلاج المتمثل بالبخاخ المعروف باسم "إس إن جي 001"، كانت فرص شفائهم أعلى مقارنة بآخرين أعطوا دواء وهميا.
ويحتوي العقار على البروتين "بيتا- 1 أي" المضاد للفيروسات، والذي ينتجه الجسم لمكافحة الالتهابات الفيروسية وتحفيز المناعة، حسبما ذكرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.
وتعليقا على نتائج الدراسة، قال البروفيسور توم ويلكينسون من جامعة ساوثامبتون: "تؤكد نتائج دراستنا بأن مضاد الفيروسات (بيتا)، وهو عقار معروف على نطاق واسع وموافق للاستخدام في شكله القابل للحقن، قد يكون لديه القدرة في حال استنشاقه على دعم الاستجابة المناعية للرئة، وتسريع الشفاء من كوفيد-19".
وفي وقت سابق، رحبت منظمة الصحة العالمية، بالنتائج التي أعلنتها شركتا "فايزر" و"بيونتيك"، التي أثبتت نجاح اللقاح الذي تعملان على تطويره ضد فيروس كورونا المستجد، لتؤكد المنظمة أنه من الممكن أن "يغير الوضع الوبائي للفيروس بحلول مارس 2021".
وكانت شركة "موديرنا"، قد أعلنت في سبتمبر، إنها تهدف لإنتاج 20 مليون جرعة من لقاحها التجريبي لفيروس كورونا مع نهاية العام الجاري.
روسيا تتصدر المشهد
وكانت منظمة الصحة العالمية رصت وجود نحو 170 مشروع لقاح حول العالم مضاد لكورونا، يتم تصنيع ٣ منها في روسيا.
وأفاد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين يثمن عاليا اللقاحات الروسية المضادة لفيروس كورونا، وهو سيعلن بنفسه موعد تلقيه اللقاح، مبنًا أن رئيس البلاد يقيم عاليا لقاح (سبوتنيك Vعن مركز غاماليا) ولقاح مركز فيكتور، ولديه توقعات عالية بشأن اللقاح الروسي الثالث.
فيما يقوم الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة بفتح أسواق جديدة للقاح الروسي ضد كورونا، إذ أبرم اتفاقا مع كوريا الجنوبية لإنتاج ملايين اللقاحات فيها، فيما أرسل عينات لاختباره إلى الهند.
وتوصل الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة مع شركة GL Rapha الكورية الجنوبية إلى اتفاق لإنتاج أكثر من 150 مليون جرعة من اللقاح الروسي المضاد لفيروس كورونا المستجد "سبوتنيك V" في كوريا الجنوبية بشكل سنوي.
وسيتم إطلاق الإنتاج في ديسمبر\كانون أول من هذا العام، على أن يجري البدء في تسليم اللقاح لأسواق التصدير في يناير 2021، وفقا لبيان نشره الصندوق الروسي. وأظهرت نتائج الاختبارات أن نسبة فعالية المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح هي 92%.
وأكدت وسائل إعلام وصول عينات من اللقاح الروسي ضد كورونا إلى الهند لإجراء التجارب، وقامت صحيفة New Indian Express بنشر صور لتفريغ اللقاحات من حاوية شحن.
ووفقا للصحيفة الهندية فإن التجارب السريرية للقاح ستبدأ قريبا، ومن المخطط استكمال المرحلة الثالثة من الاختبارات بحلول مايو من العام المقبل.
وكان الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة قد أعلن في وقت سابق أن روسيا تلقت طلبات لتصدير أكثر من مليار جرعة من لقاح "سبوتنيك V" المضاد لكورونا إلى دول أخرى. وأصبحت روسيا في أغسطس الماضي أول دولة على مستوى العالم تسجل وتشرع في إنتاج لقاح ضد كورونا.
طمأنات يابانية حذِرة
ورغم تلك التحركات نحو اللقاح، إلا أن الدول سلكت نهجًا حذرًا لطمأنة مواطنيها، وبعد الحديث عن عدد الإصابات والوفيات، تتحدث السلطات عن مستجدات الحصول على اللقاحات.
ففي اليابان، قال رئيس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوجا، اليوم الجمعة، إن بلاده ليست في وضع يسمح بإعلان حالة الطوارئ مرة أخرى بشأن جائحة كورونا، مشيرا الى أن الخبراء أيدوا هذا الرأي، لافتًا إلى أن مبادرة الحكومة لتعزيز السياحة الداخلية بالإعانات، لا تحتاج إلى مراجعة.
وصلت الاصابات بكورونا في اليابان، إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، عند 1634 حالة سجلت يوم أمس الخميس، متجاوزة الرقم القياسي السابق المسجل في 7 أغسطس، وفقا لإذاعة NHK العامة.
مصر تحذر مواطنيها
فيما أعلنت وزارة الصحة المصرية عن تسجيل 12 وفاة، و214 إصابة جديدة بفيروس كورونا في الـ24 ساعة الأخيرة. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية خالد مجاهد، إن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد بلغ 110095 إصابة بينها 100760 حالة تم شفاؤها، و6417 حالة وفاة.
وفي وقت سابق، قال رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة في مصر حسام حسني، إن هناك تزايدا في أعداد الإصابات بكورونا خلال الأيام الأخيرة، بسبب تغيرات الجو في فصل الخريف. وأوضح أن الفيروس يصيب فئة الشباب بصورة أكبر، لأنهم الأكثر نشاطا في المجتمع، مشددا على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية بصورة أقوى.
ولفت إلى حديث وزيرة الصحة المصرية عن مناطق معينة في محافظات القاهرة والإسكندرية والجيزة والقليوبية، باعتبارها الأكثر إصابة بكورونا، موضحا أنه سيتم تشديد الإجراءات الاحترازية على هذه الأماكن، مع المتابعة المستمرة. وتابع: "إذا وجدنا تضاعفا في أعداد الإصابات بكورونا لأكثر من المتوسط بـ200 حالة في هذه المناطق، سنتخذ إجراءات الإغلاق".
المغرب تنفي شائعات
قالت الحكومة المغربية، إن لقاح كورونا، الذي من المقرر أن يمنح لفئة واسعة من المغاربة في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، آمن وفعال، لتنفي مجموعة من الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي تشكك في فعاليته.
وأفاد بيان لمجلس الحكومة عقب انتهاء اجتماعه الأسبوعي بأن اللقاح "بين أياد أمينة حريصة على أمن وصحة وسلامة المواطنين".
وذكرت مصادر أن اختيار المغرب "للقاح ينبني على معياري الأمان والفعالية، وهما معياران أساسيان لابد منهما قبل الاختيار، وقد أثبتت الدراسات السريرية التي أنجزت إلى حد الساعة سلامته وفعاليته".
وقال رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني إن الحكومة تنسق مع "منظمة الصحة العالمية في هذا المجال والتي اختارت عددا من اللقاحات المنتجة عبر العالم لتكون ضمن برنامجها كوفاكس لإتاحة لقاحات كوفيد-19 على الصعيد العالمي بشكل منصف".
وكان بيان للقصر الملكي في مطلع هذا الأسبوع قد أعلن بدء حملة تطعيم ضد الجائحة، وقال إنه من المنتظر أن تشمل حملة التطعيم" المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما، حسب جدول لقاحي في حقنتين".
وتابع البيان "ستعطى الأولوية على الخصوص للعاملين في الخطوط الأمامية.. كالصحة والسلطات العمومية وقوات الأمن والتعليم والأشخاص المسنين والفئات الهشة للفيروس وذلك قبل توسيع نطاقها".
الوباء يصيب كبار المسؤولين
سجلت أوكرانيا غصابات عديدة ضمن الطاقم الحكومي، ووجه الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، "خطابا إلى الأمة" عبر تسجيلين مصورين، في أول ظهور له منذ نقله للمستشفى بعد إصابته بفيروس كورونا في وقت سابق من الأسبوع، قائلا: "كما تعرفون COVID-19 لم يتحاشاني، لكنني في حالة جيدة بدرجة كافية... أخضع للعزل الصحي الذاتي منذ 3 أيام لكنني لم أعزل نفسي عن العمل وأتولى مهامي".
وأضاف زيلينسكي: "أعتقد أن كل الأجهزة الحكومية تعمل بنظام عادي. وعلى مدار كل هذه الأيام أجريت بشكل افتراضي اجتماعات ومحادثات مهمة واتصالات".
دوره، قال مكتب الرئيس الأوكراني إن زيلينسكي البالغ 42 عاما من عمره نقل إلى المستشفى للخضوع لعزل ذاتي وعدم تعريض آخرين للخطر.
ووردت أنباء أن 3 آخرين من كبار المسؤولين الأوكرانيين، هم وزيرا المالية والدفاع ومعاون كبير لزيلينسكي، أصيبوا أيضا بفيروس كورونا. وسجلت أوكرانيا، حتى الخميس، 500865 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، من بينها 9145 حالة وفاة.
ناقوس خطر في الولايات المتحدة والبرازيل
الوضع مختلف في البرازيل والولايات المتحدة على وجه الخصوص، فالولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضررا في العالم، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 10 ملايين إصابة، وأكثر من 240 ألف وفاة بالفيروس.
سجلت ولاية كاليفورنيا أكثر من مليون حالة إصابة بفيروس كورونا لتصبح ثاني ولاية أمريكية تخترق هذا الحاجز بعد ولاية تكساس.
وأصبحت تكساس أول ولاية أمريكية تتجاوز المليون إصابة بفيروس كورونا، حيث تكافح البلاد موجة ثالثة من الإصابات وسجلت أكثر من 100 ألف إصابة 3 مرات في أقل من أسبوع.
وأبلغت ولاية تكساس التي تمثل أكثر من 10% من إجمالي الإصابات في الولايات المتحدة، عن أكبر عدد من الحالات الجديدة في البلاد الأسبوع الماضي وتلتها ولاية إلينوي التي تضم نصف عدد المصابين.
ومع اقتراب موسم العطل والطقس البارد دق مسؤولو الصحة ناقوس الخطر لاحتواء الارتفاع في الحالات في الأسابيع القليلة الماضية.
وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها يوم الخميس، إن إجمالي عدد إصابات فيروس كورونا في الولايات المتحدة وصل إلى عشرة ملايين و314254 حالة بزيادة 143408 عن الحصيلة السابقة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 242202 حالة.
أما البرازيل التي تحتل المركز الثالث عالميا من حيث عدد الإصابات بالفيروس بعد الولايات المتحدة والهند، والذي وصل إلى حوالي 5.8 مليون حالة، فقد أعلنت وزارة الصحة البرازيلية عن تسجيل 33207 إصابات جديدة بفيروس كورونا، و908 حالات وفاة خلال اليوم الأخير.
ويأتي لك على خلفية مباحثات البرازيل مع شركة "فايزر" الأمريكية التي أعلنت مؤخرا عن إحراز تقدم في تطوير اللقاح المضاد لفيروس كورونا، الذي قالت إن فاعليته بلغت 90%.
كما سجلت البرازيل ثاني أكبر حصيلة الضحايا جراء الفيروس في العالم بعد الولايات المتحدة، حيث تجاوز إجمالي الوفيات الـ 160 ألفا.
قد يهمك ايضا
طبيب يطمئن المغاربة بشأن لقاح "كورونا"
مكتشف لقاح "كورونا" يحدد موعدا لنهاية الوباء
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر