تدور مواجهات منذ صباح السبت في كييف بين القوات الأوكرانية والروسية من أجل السيطرة على العاصمة الأوكرانية بعد يومين من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.وجرت معارك في جادة النصر، أحد الشرايين الرئيسية في كييف بعد ساعات من توجيه الرئيس فولوديمير زيلينسكي دعوة إلى التعبئة، فيما أفاد مصادر بأن صاروخا أصاب مبنى سكنيا قرب مطار جولياني في كييف.
وأوضحت خدمة الطوارئ أن الصاروخ أصاب المبنى بين الطابقين 18 و21، مشيرة إلى أن عملية إجلاء سكانه "جارية". وكانت روسيا أعلنت قبل فترة وجيزة أنها أطلقت صواريخ "كروز" في اليوم الثالث من غزوها لأوكرانيا.وإلى ذلك، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزير الصحة الأوكراني قوله، اليوم السبت، إن ما لا يقل عن 198 شخصا
بينهم 3 أطفال، قتلوا نتيجة الهجوم الروسي.
وأضاف أن 1115 أصيبوا بينهم 33 طفلاً، ولكن لم يتضح ما إذا كان يشير فقط إلى الضحايا المدنيين.ومن جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية، السبت، إنها لا تستهدف المدن الأوكرانية، وتتخذ كافة التدابير لتجنب سقوط ضحايا مدنيين.
ودخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الثالث، اليوم السبت، حيث تجدد قصف العاصمة وسُمع دوي إطلاق نار في ميدان الاستقلال وسط كييف منذ الساعات الأولى من اليوم، وسط تحذيرات من السفارات الأجنبية ومطالبات لرعاياها بالحذر والبقاء قرب الملاجئ، وتحذيرات متكررة للأوكرانيين بالنزول إلى الملاجئ للاحتماء من القصف.
وأفادت وكالة "إنترفاكس" بأن القوات الأوكرانية تسيطر على محطة كييف للطاقة الكهرومائية.وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش قصف بصواريخ "كروز" مواقع حيوية للجيش الأوكراني، وتحدث الإعلام الروسي عن أن مدينة ميليتوبول الأوكرانية باتت تحت سيطرة الجيش الروسي.
وأفادت الأنباء بسماع دوي إطلاق نار بالقرب من المقرات الحكومية في وسط العاصمة الأوكرانية، فيما أكد الجيش الأوكراني وقوع هجوم على قاعدة عسكرية قرب كييف، كما أن القوات الروسية أطلقت صواريخ "كاليبر" على أوكرانيا من البحر الأسود.
وأفادت مصادر متطابقة بأن العاصمة الأوكرانية تشهد انقطاعا في خدمة الإنترنت، كما أفاد شهود عيان بوجود أعمال سلب في كييف، بالتزامن مع شح المواد الغذائية وخاصة الخبز.وتزامنا، أفادت موفدة "العربية" و"الحدث" في أوكرانيا بتجدد استهداف مدينة خاركيف، مشيرة إلى أن سلطات خاركيف دعت السكان للنزول للملاجئ، مشيرة إلى وجود أزمة غذاء وتهافت على مخازن الطعام في خاركيف
وأعلن مجلس الأمن القومي الأوكراني أن الوضع في كييف تحت السيطرة، مؤكداً أن العاصمة تحت سيطرة الجيش والسكان، فيما قالت القوات الأوكرانية السبت إنها صدت "هجوماً" ليلياً شنه جنود روس على أحد مواقعها في شارع النصر، وهو أحد الشرايين الرئيسية في كييف.وكتبت القوات البرية في الجيش الأوكراني على "فيسبوك": "الهجوم تم صده"، من دون أن تعطي مزيدا من التفاصيل بشأن مكان هذه المواجهة.وقبل ساعات، توقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تشن القوات الروسية هجوما خلال الليل.
وفي سياق منفصل، ذكرت وكالة "إنترفاكس" الأوكرانية أن الجنود الروس يحاولون الاستيلاء على إحدى محطات توليد الكهرباء في المدينة.
وقال مسؤول دفاعي أميركي بارز، الجمعة، إن روسيا تواجه مقاومة أقوى مما كانت تتوقع في حربها ضد أوكرانيا، بما في ذلك تقدمها صوب العاصمة كييف، ويبدو أنها فقدت بعض الزخم في الهجوم.وأضاف المسؤول "حسب تقييمنا نرى أن هناك مقاومة من جانب الأوكرانيين أقوى مما كان الروس يتوقعون"، مشيراً إلى أن مراكز السيطرة والتحكم التابعة للجيش الأوكراني "لم تتعرض للضرر".
وتزامنا، نقلت وكالة "سبوتنيك"، الجمعة، عن وزارة الدفاع الروسية أنها صادرت كمية كبيرة من الأسلحة التي أمد بها الغرب أوكرانيا.
وأضافت أن وزارة الدفاع الروسية ذكرت أيضا أن الجيش دمر 211 منشأة عسكرية للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية، مشيرة إلى أن من بين المنشآت العسكرية التي تم تدميرها فيأوكرانيا 17 مركزاً للقيادة والاتصالات و19 منظومة "إس-300" و"أوسا" و 39 رادارا.
ومن جانبه أعلن الرئيس بايدن أن الأميركيين ليسوا على استعداد للقتال على الرغم من أن الروس كذلك. كما قام بإرسال قوات إلى أوكرانيا لإنقاذ المواطنين الأميركيين، إذا حدث ذلك، وقد قام بالفعل بسحب القوات التي كانت تعمل في البلاد كمستشارين ومراقبين عسكريين.
وبحسب التقرير البريطاني، فإن أسباب عدم إرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا تشمل:
1- ليس هناك مصالح أمن قومي
فأوكرانيا ليست في دول الجوار الأميركي، ولا تقع على حدود الولايات المتحدة، كما أنها لا تستضيف قاعدة عسكرية أميركية، وليس لديها احتياطيات نفطية استراتيجية، وهي ليست شريكا تجاريا رئيسيا.
2- بايدن لا يمارس التدخل العسكري
وهذا له علاقة بميول الرئيس بايدن "غير التدخلية"، والتي نمت معه مع مرور الوقت، فقد أيد العمل العسكري الأميركي في التسعينيات للتعامل مع الصراعات العرقية في البلقان، وصوت لصالح الغزو الأميركي للعراق عام 2003، لكن منذ ذلك الحين أصبح أكثر حذرا في استخدام القوة العسكرية الأميركية.
وبالعكس، فقد عارض تدخل أوباما في ليبيا وكذلك زيادة القوات في أفغانستان، وهو يدافع بحزم عن أمره بسحب القوات الأميركية من أفغانستان العام الماضي رغم الفوضى التي صاحبت تلك الخطوة والكارثة الإنسانية التي خلفتها.
3 الأميركيون لا يريدون الحرب
فقد أظهر استطلاع حديث أجرته "AP-NORC" أن 72% قالوا إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تلعب دورا ثانويا في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، أو لا تلعب أي دور على الإطلاق. فهم يفضلون التركيز على القضايا الاقتصادية، لا سيما ارتفاع التضخم، وهو أمر يجب على بايدن أن ينتبه إليه مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية.
4- خطر المواجهة بين القوى العظمى
فقد يكون هذا هو السبب الرئيسي، وتحديداً مخزون بوتين من الرؤوس الحربية النووية. فالرئيس بايدن لا يريد إشعال "حرب عالمية" بالمخاطرة بصدام مباشر بين القوات الأميركية والروسية في أوكرانيا، إذ قال بايدن لشبكة "إن بي سي" NBC في وقت سابق من هذا الشهر: "ليس الأمر وكأننا نتعامل مع منظمة إرهابية.. نحن نتعامل مع واحد من أكبر الجيوش في العالم، هذا وضع صعب للغاية، والأمور يمكن أن تسوء بسرعة".
5- لا توجد مسؤوليات المعاهدة
ولا توجد التزامات بموجب معاهدة تجبر الولايات المتحدة الأميركية على المخاطرة، في حين أن الهجوم على أي دولة من دول الناتو هو هجوم ضد الجميع، حيث إن الالتزام التأسيسي للمادة 5 يلزم جميع الأعضاء بالدفاع عن بعضهم بعضا، لكن أوكرانيا ليست عضوا في الناتو.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر