الرباط - الدار البيضاء
سارع عدد من النشطاء المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التذكير بمواقف حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الائتلاف الحكومي، من التطبيع مع إسرائيل، وذلك بمجرد صدور بلاغ الديوان الملكي بشأن اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بمغربية الصحراء واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب.
وسارعت عدد من الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان إلى عقد اجتماعات استثنائية لمكاتبها السياسية مباشرة بعد بلاغ الديوان الملكي، وأصدرت بلاغات تشيد بالخطوة الملكية التي تستحضر مصالح القضية الوطنية الأولى، في مرحلة حاسمة يمر منها نزاع الصحراء المغربية، بعد قرار المغرب عدم التساهل مع استفزازات ميليشيات البوليساريو.
وأصدر كل من حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاتحاد الدستوري بلاغات داعمة للقرار الملكي، بينما حشد حزب الاستقلال أنصاره بالجهات الجنوبية الثلاث دعما للقرار الملكي، وتثمينا لقرار الإدارة الأميركية الاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء، وفي ظل تأخر صدور موقف رسمي لحزب العدالة والتنمية، القائد للائتلاف الحكومي، عبر عدد من أعضاء الحزب ضمنياً على انتقادهم للخطوة الملكية.
وأعاد عبداللطيف سودو، نائب عمدة مدينة سلا رئيس جمعية مهندسي العدالة والتنمية، نشر تصريح ل سعد الدين العثماني على صفحته بموقع "فيسبوك"، جاء فيه: "نرفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني لأن ذلك يشجعه على انتهاك حقوق الفلسطينيين".
وقال عبدالسلام بلاجي، عن حزب العدالة والتنمية: "نعم لمغربية الصحراء لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني"، وأضاف: "مع الأسف، قرار التطبيع في هذه الظروف من نتائج تصلب النظام العسكري الجزائري المتهالك المجرم في حق الجزائروالمغرب العربي. اليوم ربحنا اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء وهذا مهم. لكن علينا أن نناضل حتى إسقاط التطبيع وإخراج الصهاينة من المغرب وفلسطين".
قالت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية أمينة ماء العينين، في تدوينة على صفحتها على "فيسبوك": "لن يتخلى المغاربة عن الشعب الفلسطيني ومطالبه العادلة والمشروعة، ولا يمكن أن ينجح التطبيع في بنية ظلت تقاومه لعقود بإصرار ومبدئية"، وأضافت: "كل محاولة لخلق تقابل بين قضية الصحراء المغربية والقضية الفلسطينية لا يمكن إلا أن يضر بالقضية الوطنية التي لا يمكن كسبها بدون تكريس مبدئيتها باعتبارها قضية عادلة".
أما منظمة التجديد الطلابي، التابعة لحزب العدالة والتنمية، فاعتبرت عودة العلاقات بين الرباط وتل أبيب بمثابة "سقوط مُريع لا يليق بتاريخ المملكة المجيد وسُمعتها الأخلاقية والسياسية، ومكانتها الدولية"، وفي موقف شبيه بردود فعل جبهة البوليساريو، اعتبر الذراع الطلابي للحزب "الإسلامي" أن المرسوم الذي أصدره ترامب "لا يحمل أي قوة قانونية أو سياسية ملزمة، يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على ما أسمته واشنطن "الصحراء الغربية"، وفتح قنصلية لها بمدينة الداخلة تقوم بالأساس بمهام اقتصادية".
ردود الفعل الإسلامية المنتقدة للقرار الملكي جاءت رغم تأكيد الملك محمد السادس لرئيس السلطة الفلسطينية أن موقفه "الداعم للقضية الفلسطينية ثابت لا يتغير، وورثه عن والده الملك الحسن الثاني"، وشدد الملك على أن "المغرب مع حل الدولتين، وأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع".
وأكد الملك محمد السادس أن "المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيتها لن يكون أبدا، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة".
قد يهمك ايضا
مجلس الوزراء المغربي يناقش خطة الحكومة لوضع سياسة مندمجة للشباب
مجلس الوزراء المغربي يدرس حصيلة تنفيذ القانون المالي لسنة 2019
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر