آخر تحديث GMT 06:25:28
السبت 12 نيسان / أبريل 2025
الدار البيضاء اليوم  -
أخر الأخبار

مِائة يوْم تمرُّ على تنْصيب حُكومة أخْنوش مليئة بِالتَّحدِّيات والْإنْجازات

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - مِائة يوْم تمرُّ على تنْصيب حُكومة أخْنوش مليئة بِالتَّحدِّيات والْإنْجازات

الحكومة المغربية
الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم

تقترب الحكومة التي یقودها عزیز أخنوش من استكمال مائة یوم على تنصیبها. وكما جرت الأعراف في المجتمعات الدیمقراطیة، تشكل هذه المحطة مناسبة للوقوف عند الإنجازات الأولى للحكومة، واختبار مدى قدرتها على الالتزام بوعودها سواء تلك التي جاءت في البرامج الانتخابیة للأحزاب المشكلة للأغلبیة، أو تلك التي تضمنها البرنامج الحكومي.


المائة یوم الأولى من عمر هذه الحكومة كانت ملیئة بالتحدیات المتعلقة أساسا بالتداعیات الاقتصادیة والاجتماعیة لجائحة كورونا، وما یتطلب ذلك من جهود لإنعاش الاقتصاد والحفاظ على مناصب الشغل والقدرة الشرائیة للمواطنین.


ولمواجهة هذه التحدیات، جعلت الحكومة من تعزیز ركائز الدولة الاجتماعیة خیارا ذي أولویة. وهو ما تم تأكیده في البرنامج الحكومي، الذي تضمن مجموعة من الإلتزامات الدالة على البعد الإجتماعي للسیاسات العمومیة المقبلة، من بینها على الخصوص إحداث ملیون منصب شغل صافي خلال 5 سنوات المقبلة، وتفعیل الحمایة الاجتماعیة الشاملة، وإخراج 1 ملیون أسرة من دائرة الفقر والهشاشة .حضور الهاجس الاجتماعي في أجندة الحكومة بدى جلیا في العمل الحكومي أیضا.


فالحكومة عقدت 11 مجلسا حكومیا، لم یخل أي منها من التداول بشأن قرارات ونصوص وتقاریر ذات نفس اجتماعي، كما أكد على ذلك رئیس الحكومة في كلمته الافتتاحية لمجلس الحكومة المنعقد يوم 23 دجنير المنصرم، مبرزا أن "هذا یعني أن خیار تعزیز ركائز الدولة الاجتماعیة بالنسبة للحكومة هي أفعال وقرارات لها أثرها على أرض الواقع".


ولتنزیل ورش تعمیم الحمایة الاجتماعیة، دشنت الحكومة منذ تعیین أعضائها في 7 أكتوبر من السنة المنصرمة، ومصادقة البرلمان بمجلسیه بالأغلبیة على البرنامج الحكومي في 13 أكتوبر، ولایتها باتخاذ حزمة من الاجراءات والمصادقة على عدد من المراسیم ومشاریع القوانین التي تتیح تعمیم الحمایة الاجتماعیة والاستفادة من نظام التأمین الإجباري الأساسي عن المرض ونظام المعاشات، الخاصین بفئات المهنیین والعمال المستقلین والأشخاص غیر الأجراء الذین یزاولون نشاطا خاصا.


وإذا كانت هذه القرارات والمبادرات قد تركت انطباعا جیدا لدى الأغلبیة البرلمانیة بمجلس النواب التي اعتبرت أن الأداء الحكومي خلال 100 یوم الأولى، "إیجابي ویبعث على التفاؤل"، فإن المعارضة البرلمانیة ترى بالمقابل، أن الحكومة "أخلفت الموعد " مع إعادة بناء الثقة مع المواطنین.


وفي هذا الصدد، قال علال العمراوي، النائب البرلماني عن حزب الاستقلال، أحد الأحزاب الثلاثة المشكلة للأغلبیة الحكومیة، إن أداء الحكومة الحالیة، وبعیدا عن منطق العصا السحریة، قد حمل إشارات ایجابیة وانطباعا جیدا.


وأشار السيد العمراوي ، في تصريح ، إلى أن البرنامج الحكومي وقانون المالیة تضمنا العدید من الالتزامات الانتخابیة للأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي خاصة ما تعلق منها بتقویة الدولة الاجتماعیة ، لافتا إلى أن الحكومة سارعت، بعد شهر من تشكیلها، إلى إخراج المراسیم المؤطرة للحمایة الاجتماعیة والتغطیة الصحیة الشاملة، "وهو عمل كبیر یحسب لها".


كما أطلقت الحكومة، بحسب النائب البرلماني، مبادرات مهمة لتمنیع الاقتصاد الوطني وتقویة السیادة الوطنیة في العدید من المجالات، مسجلا بایجاب، "تفاعل الحكومة مع انتظارات المجتمع باتخاذها عددا من القرارات التي مكنت، في بعض الأحیان، من التخفیف من تداعیات الازمة التي تعیشها بعض المهن " جراء جائحة كورونا.


علاوة على ذلك، یتابع السید العمرواي، تفاعلت الحكومة بسرعة للحفاظ على استقرار الأسعار التي سجلت ارتفاعا كبیرا في بعض المواد الأساسیة، وذلك بتخصیص 16 ملیار درهم على أساس سنوي لصندوق المقاصة، من أجل دعم أسعار غاز البوطان والسكر ودقیق القمح اللین.


واعتبر، من جهة أخرى، أن تشكیل الحكومة من ثلاثة أحزاب سیاسیة فقط "یشكل تحولا هاما في مسار توطید البناء الدیمقراطي للمملكة واحتراما تاما لمخرجات العملیة الانتخابیة التي أتاحت للأحزاب المتصدرة تشكیل الحكومة وأیضا تدبیر مجالس الجهات، وهو ما یعزز الالتقائیة ما بین المركز والجهات ویضفي بعدا ترابیا للسیاسات العمومیة التي تنهجها الحكومة".


وأضاف أن الحكومة المغربية تعمل وفق مقاربة النجاعة والفعالیة ، وهو ما عكسه حسن تدبیر الزمن السیاسي، حیث تم في غضون شهر واحد تنظیم انتخابات وتشكیل حكومة وهیاكل مجلسي البرلمان، بالإضافة إلى تقدیم والمصادقة على قانون المالیة لسنة 2022 .


كما حرصت الحكومة، یتابع المتحدث، على العمل بتجانس كبیر، من خلال اعتماد الائتلاف الحكومي على میثاق الأغلبیة كوثیقة مرجعیة تمكن من تحدید أسالیب الاشتغال والتعاون في مختلف المكونات الحكومیة والبرلمانیة والحزبیة.


في المقابل، اعتبرت النائبة البرلمانیة خدوج السلاسي عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبیة، أكبر أحزاب المعارضة، أن الحكومة، وبعد مرور 100 یوم من تنصیبها " فوتت الفرصة لإعطاء إشارات أولى قویة لاسترجاع ثقة المواطنات والمواطنین في الفاعل السیاسي، وكذا في توفیر شروط الإصلاح ومراعاة المناخ النفسي والاجتماعي للمواطنین خصوصا في هذه الظرفیة الوبائیة العسیرة".


وتابعت السيدة السلاسي ، في تصريح مماثل، " بدل أن تشهد ال 100یوم الأولى من عمر الحكومة إشارات قویة وصادقة في اتجاه بناء الثقة لدى المواطنین والمواطنات ، صدرت عنها قرارات انفرادیة، فجائیة أعادت مقیاس الثقة الى نقطة الصفر".


وأشارت في هذا الإطار، إلى أن " اللجوء إلى المعاییر الانتقائیة المجحفة وتسقیف السن في الثلاثین بالنسبة لمختلف أطر أكادیمیات التربیة والتكوین أبرز مثال على ذلك، مما جعل الحكومة تفشل في أول محطة من محطات استرجاع الثقة".


وأضافت " كنا ننتظر من الحكومة خلال 100 یوم الأولى إشارات جادة ودالة على معالم الدولة الاجتماعیة بمرتكزاتها الخدماتیة في القطاعات الاجتماعیة ذات الأهمیة البالغة كالتعلیم والصحة والشغل، وكذا في أبعادها الاقتصادیة والحقوقیة، إلا أن ما میز هذه 100 یوم هو الاعتداد العنید بالقوة العددیة والتضییق على الأدوار الدستوریة للمعارضة، الشيء الذي شكل تراجعا في احترام المؤسسات ومبدأي التشاركیة والدیمقراطیة كشرطین أساسیین لإعادة الثقة للعمل السیاسي ومؤسسات الدولة."


واستطردت بالقول إن " مائة یوم غیر كافیة لبلورة إنجازات كبرى ولكنها كافیة لبعث إشارات لإرجاع الطمأنینة والتفاؤل إلى المواطنین والمواطنات المتطلعین الى تغییر فعلي وملموس لأوضاعهم الإجتماعیة والاقتصادیة والحقوقیة، وهذا ما لم تنجح الحكومة الحالیة في تحقیقه".


وإذا كان تقییم المائة یوم الأولى من عمل الحكومات بات تقلیدا سیاسیا راسخا یستأثر باهتمام الأوساط السیاسیة والرأي العام ووسائل الإعلام، لما یحمله من إشارات قویة على تجسید الوعود الانتخابیة والبرنامج الحكومي على أرض الواقع، فإن هذه الفترة القصیرة، من وجهة نظر سیاسیة، تظل، بالمقابل غیر كافیة لتقییم الأداء الحكومي، وذلك بالنظر لحجم التحدیات الاجتماعیة والاقتصادیة المطروحة في ظل استمرار الجائحة وتداعیاتها.

قد يهمك أيضا

رسالة حقوقية لرئيس الحكومة لاعتبار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية في المغرب

 

أخنوش يؤكد أن تنمية العالم القروي في المغرب قرار لا رجعة فيه ولا يقبل التماطل و التأخير

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مِائة يوْم تمرُّ على تنْصيب حُكومة أخْنوش مليئة بِالتَّحدِّيات والْإنْجازات مِائة يوْم تمرُّ على تنْصيب حُكومة أخْنوش مليئة بِالتَّحدِّيات والْإنْجازات



GMT 22:38 2017 الخميس ,21 أيلول / سبتمبر

حادث بشع يودي بحياة تلميذة في سوق السبت

GMT 23:56 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

مقتل شخص وإصابة أخر جراء حادث سير في فاس

GMT 15:18 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

"إنيرجي" تعتزم بدأ حفر 12 بئرًا للغاز الطبيعي في المغرب

GMT 07:03 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

أبرز المعالم السياحية الأكثر شهرة لمحبي المغامرة

GMT 15:54 2012 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

النحل الطنان يقطع مسافات طويلة من أجل الزهور كثيرة الألوان

GMT 08:40 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

إحدى ضحايا هجوم إسطنبول تتوقع وفاتها عبر "فيسبوك"

GMT 06:39 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعلان عن 3 منازل جديدة مرشحة للفوز بجائزة RIBA 2017

GMT 17:20 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

بدر كادارين خارج حسابات عموتة لأسباب غامضة

GMT 19:11 2014 الجمعة ,26 أيلول / سبتمبر

الإتحاد المغربي يقرر إصلاح ملعب محمد الخامس

GMT 07:44 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

محمد رياض يكتشف خبث يوسف الشريف في "كفر دلهاب"

GMT 09:21 2017 الجمعة ,23 حزيران / يونيو

خطوات مهمة تساعد على تخفيف أعراض مرض البواسير

GMT 07:52 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على ما وراء كواليس عرض أزياء "فيتون" في اليابان
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca