آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

بوريطة يجري زيارة للتأكيد على دور المغرب في المرحلة الانتقالية

الرباط تُنشِّط "الدبلوماسية الروحية" تجاه الأزمة السياسية في جمهورية باماكو

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الرباط تُنشِّط

وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة
الرباط - الدار البيضاء

تُواصل الرباط تنشيط جهازها الدبلوماسي بخصوص القضايا الإقليمية التي تشكل محور تنافس جيو-سياسي، بحيث تندرج ضمنها الأزمة المالِية التي تعرف تطورات ميدانية متسارعة، ما دفع بالمملكة إلى إيجاد موطئ قدم استراتيجي لها في خضم التحركات القارية التي تشهدها باماكو.

لذلك، أجرى ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، زيارة رسمية إلى جمهورية مالي، تروم تأكيد الدور المغربي في إنجاح المرحلة الانتقالية؛ وهو ما لفت إليه المسؤول المغربي الذي صرّح بأن "الماليين لديهم القدرة على تدبير مشاكلهم، وليسوا بحاجة إلى تدويل وضعيتهم".

والتقى المشرف على الجهاز الدبلوماسي المغربي أيضا ببعض الزعماء الدينيين في مالي، من قبيل الإمام محمود ديكو وبويي حيدرا، إعمالاً لـ"دبلوماسيته الروحية" التي ساهمت في تعزيز الروابط الثقافية بين باماكو والرباط، وإحقاق الانصهار الحضاري بين البلدين.

وأجرى العاهل المغربي جولة إفريقية عام 2013، شملت مجموعة من الفواعل الإفريقية، ضمنها دولة مالي، ما شكّل نقلة نوعية في الاستراتيجية المغربية الخارجية تجاه "القارة السمراء"، عزّزت مجالات التعاون الثنائي بين العاصمتين، وكرّست الاهتمام المغربي الدائم بالأوضاع الداخلية "المقلقة" لباماكو.

وفي هذا الإطار، أورد عبد الواحد أولاد ملود، باحث في العلاقات الدولية والشؤون الإفريقية، أن "المغرب ما فتئ يسخّر كل الإمكانيات لتحقيق التوازن القاري، بوصفه فاعلا أساسيا على الصعيد الإفريقي"، مبرزاً أن "الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية لتباحث الوضع في دولة مالي، يمكن اعتبارها عرفاً مغربيا تجاه بلدان إفريقية بغاية المساهمة في حلحلة الأزمات".

 

وتأتي الزيارة، بحسب أولاد ملود، "في ظرفية إقليمية مهمة، بحيث عرف شهر شتنبر وساطة مغربية لحل الصراع بين الأطراف الليبية؛ الأمر الذي استحسنه الليبيون، ما يجعل الزيارة الرسمية التي قام بها ناصر بوريطة إلى مالي تحمل أبعادا استراتيجية عميقة، حرصاً من الرباط على رأب الصدع بين الأطراف السياسية"، على حد تعبيره.

وأوضح الباحث السياسي، ضمن تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الزيارة الأخيرة ليست وليدة اليوم، بل هي استمرارية للتفاعل المغربي مع جل الأحداث التي تعرفها منطقة الساحل والصحراء، فالحضور المغربي بباماكو الذي يعد أول حضور أجنبي من دولة صديقة وشقيقة، خلال المرحلة الانتقالية لتجاوز الأزمة المالية، يعكس دلالات جيو-سياسية لإرساء روح التعاون المغربي المالي".

لفت المتحدث إلى أن "الخطوات المغربية نحو مجريات الأحداث في دولة مالي، ما هي إلا تحصيل حاصل لترسيخ أسس السياسة الخارجية المغربية قاريا، فبروز المغرب كطرف وسيط في حل أزمات دول جنوب الصحراء، لا سيما جمهورية مالي، كان ممتدا لفترات؛ إذ لاحظنا الظهور المغربي البارز في أحداث 2013، سواء على المستوى الأمني أو الدبلوماسي، وهو ما تجلى في الزيارة الملكية أثناء تنصيب الرئيس السابق إبراهيم أبو بكر كيتا، وكذا زيارة قادة من الطوارق إلى المغرب".

لذلك، فإن المبادرة الأخيرة للمسؤول المغربي إلى العاصمة باماكو ستنعكس بالإيجاب على الوضع السياسي والأمني لجمهورية مالي، تبعاً لتصريح الباحث المغربي، الذي أكد أن الغرض من الزيارة يكمن في "استتباب الأمن بهذه المنطقة الجغرافية التي ما فتئت تواجه رجّات أمنية بسبب نمو الجماعات الإرهابية والإجرامية، والتشرذم العرقي والسياسي بالمنطقة، فضلا عن مساهمتها في تمتين العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وباماكو مستقبلا".

وخلص الباحث ذاته إلى أن "المغرب اتخذ مبادرة أحادية رغم حديث أوروبا عن فرض عقوبات مالية على مالِي، لأنه يهدف إلى مؤازرة باماكو في هذه المرحلة الانتقالية التي تمرّ منها، علماً أن السياسية الخارجية المغربية هي امتداد كذلك لما يجري على الصعيدين الإقليمي والدولي".

وقد يهمك ايضا:

ناصر بوريطة يُشدِّد على التزام وتشبّث المملكة بعدم نشر أسلحةٍ نوويةٍ

مطالبات بتغيير البروتوكول الصحي المعتمد للدخول إلى المغرب

 
casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرباط تُنشِّط الدبلوماسية الروحية تجاه الأزمة السياسية في جمهورية باماكو الرباط تُنشِّط الدبلوماسية الروحية تجاه الأزمة السياسية في جمهورية باماكو



GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام

GMT 05:34 2018 الإثنين ,11 حزيران / يونيو

تعرف على أبرز علامات ظهور "ليلة القدر"

GMT 23:49 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

الليمون الحل النهائي للقضاء على "قشرة الشعر"

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca