قدم سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل، الأحد، ملف ترشحه في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 24 ديسمبر/ كانون الأول، بحضوره إلى مقر مفوضية الانتخابات في مدينة سبها غربي البلاد.وكانت مصادر ليبية مقربة من سيف الإسلام القذافي، أكدت في وقت سابق، أنه أعد الأوراق المطلوبة للترشح للانتخابات.
وأشارت إلى أنه سيحسم قرار ترشحه لرئاسة ليبيا بعد انقضاء مؤتمر باريس الذي اختتم أعماله أول أمس الجمعة، وهو ما حدث بإعلانه الترشح.وبحسب سجل بأسماء الناخبين الليبيين، فإن سيف الإسلام القذافي سجل بياناته في وقت سابق، كخطوة أساسية للترشح.
وورد اسم سيف الإسلام معمر القذافي، في الصفحة رقم 16 من كشوفات الناخبين بمدرسة الجمهورية للتعليم الأساسي، ورقم المركز الانتخابي 21021 بمدينة سبها حي الجديد جنوبي البلاد، حيث يتركز مؤيدوه.
ويشترط للترشح سواء للانتخابات الرئاسية أو النيابية الليبية المقبلة، أن يكون المرشح قد سجل بياناته في سجل الناخبين، وهو ما أكده السجل، وراجعت من خلاله البيانات الواردة بالكشف وتأكدت من صحة اسم المركز الانتخابي ورقمه ووجود اسم سيف الإسلام فيها.
وأكد مصدر في تصريحات سابقة ، أن اسم سيف الإسلام لم يكن ضمن كشوفات المركز الانتخابي في الاستحقاقات السابقة، لأنه كان مسجونا عامي 2012 و 2014، وأن التسجيل يكون شخصيا بناء على بيانات دقيقة مثل الرقم الوطني ومراجعة البيانات المسجلة على السيستم.
وحول كون تقديم طلبات الترشح للرئاسة بالحضور الشخصي، يرى المصدر أن اختيار مدينة سبها للتقدم بطلب الترشح هو الحل الأقرب لأن المدينة يتركز بها مؤيدوه وأبناء قبيلة القذاذفة.
وكان عماد السايح رئيس المفوضية العليا للانتخابات الليبية أكد في تصريحات سابقة، أنه لا يوجد ما يمنع قانونا من ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية، إن استوفى بقيت الشروط، مشيرًا إلى أن كونه مطلوبا للجنائية الدولية، يعد أمرًا لا يتعارض مع القانون الذي ينص على أن لا يكون المترشح محكومًا نهائيا من القضاء الليبي.
وظل سيف الإسلام القذافي مختفيا عن الأنظار لأربع سنوات ثم ظهر في حوار مع صحيفة "نيويورك تايمز" ، وألمح إلى العودة للحياة السياسية، وإلى وجود تقاربات وتحالفات مع أطراف ليبية أخرى خلال الفترة المقبلة.
واختفى سيف الإسلام القذافي عام 2017، بعد أن أطلقت سراحه المجموعات المسلحة في مدينة الزنتان التي ألقت القبض عليه تشرين الثاني/ نوفمبر 2011.ورغم صدور حكم بالإعدام على سيف الإسلام عام 2015 بعد محاكمة سريعة، إلا أن المجموعة المسلحة رفضت تسليمه للسلطات أو للمحكمة الجنائية الدولية التي تبحث عنه بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"، كما قضت المحكمة العليا في ليبيا بإسقاط حكم الإعدام الصادر ضد سيف الإسلام نجل الزعيم الراحل معمر القذافي آذار/ مارس 2021.
ولا يزال بعض الليبيين خاصة في الجنوب يدعمون النظام السابق ولديهم رغبة في دعم سيف الإسلام حال أعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، بعد أن عرفوه بمشروعه "ليبيا الغد" والتي سبق وأعلن عنها قبل سقوط نظام والده ومشروعا للمصالحة.ومؤخرا تم الإفراج عن شقيقه الساعدي القذافي، إلا أنه ظل قيد الإقامة الإجبارية في تركيا إلى الآن ويرى خبراء في تصريحات سابقة
ومنذ إعلان مفوضية الانتخابات في ليبيا الأحد الماضي، فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في النصف الأول من الشهر المقبل، أعلن سياسيون وشخصيات عامة ليبية عزمهم الترشح.
ومن بين هذه الشخصيات فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق، وأحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق، ومندوب ليبيا السابق بالأمم المتحدة، إبراهيم الدباشي، والدبلوماسي السابق عارف النايض، والدبلوماسي السابق عبدالمجيد غيث سيف النصر، والممثل الكوميدي الليبي، حاتم الكور، ووزير الخارجية الليبي السابق، الدكتور عبدالهادي الحويج، وعضو مجلس النواب عبد السلام نصية، ورجل تركيا والدبلوماسي الليبي حافظ قدور وغيرهم.
كما انطلقت عدة حملات شعبية لتجميع تزكيات لترشيح القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، لرئاسة الدولة، وبحسب مصادر فإن إجمالي التزكيات التي تم جمعها حتى الآن فاقت 800 ألف توقيع.
وقال أبوبكر مردة، عضو مجلس إدارة المفوضية العليا للانتخابات الليبية، إن المفوضية قبلت مبدئيا وسجلت مرشحًا وحيدًا للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو عبدالحكيم بعيو، مشيرًا إلى أنه استوفى كافة الشروط والأوراق المطلوبة، ولم يتبق له سوى شرط واحد وهو اللياقة الطبية.
وأوضح المسؤول الليبي، في تصريحات له، أن المفوضية تواصلت مع وزارة الصحة الليبية التي ستشكل لجنة طبية مختارة وستتواصل مع المرشح وتحدد له موعدا للزيارة لإجراء الكشف عليه، على أن ترسل النتيجة إلى المفوضية.وتابع أن باب التسجيل ما زال مفتوحا في مقر المفوضية بالعاصمة طرابلس وفرعيها ببنغازي وسبها حتى يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
قد يهمك ايضا:
روسيا تدعم ظهور سيف الإسلام القذافي في المشهد السياسي الراهن
إيطاليا وروسيا لا تمانعان في إعطاء سيف الإسلام القذافي دوراً قيادياً مستقبلاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر