الرباط - الدار البيضاء اليوم
التقى رئيس الوزراء الفرنسي، إدوارد فيليب، برئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، لبرمجة استراتيجية عَامة تدفع بالمُبادلات والاستثمارات التي تَجمع البلدين إلى الأمام، خُصوصا بعد تصريحات وزير الاقتصَاد الفرنسي بشأن مَعامل السَيارات المتمركزة في المغرب، وذلك لوضع حدّ لسيل التكَهناتِ بعودة الفُتور إلى العلاقات بين الرباط وباريس.
ومُوازاة مع اللقاء الرفيع، باتَ مؤكّدًا أنّ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، سَيقومُ بزيارة رسْمية إلى العاصِمة المَغربية الرباط ولقاء الملك محمد السادس، وفقًا لما نقلته مجموعة من المنابر الإعلامية. وتأتي هذه الزّيارة لتكسّر "سلسلة" من التأجيلات إمّا بسبب أجنداتِ رئيس الدولة، أو لغيابِ الترتيبات البروتوكولية الممكنة للقيامِ بالزيارة "المنتظرة".
ويَبقَى الرِهانُ الأول لفرنسا داخل المغرب خِلال الأشهر القادمة هو إقنَاع المَملكة بالتراجع عن تَفضيل العرض "المغري" الذي قدّمته الصين من خلال "المجموعة الصّينية المحدودة للسكك الحديدية" للتَكلف بِمشروع القطار "مراكش – أكادير"، خاصة وأنّ المغرب يراهنُ بقُوة على هذا الخط لربط الشمال بالجنوب بشكل أكثر فعالية.
وفي هذا السياق، قال عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن "العلاقات المغربية الفرنسية جيدة؛ إذ إن بلاد الأنوار هي الشريك الأول للمملكة داخل الاتحاد الأوروبي، وذلك بالنظر لمحددات عديدة، منها التاريخية والواقعية والعملية، وأيضا بالعودة إلى تواجد عدد مهم من الجالية المغربية بالديار الفرنسية".
وأضاف البلعمشي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "خلال السنوات الأخيرة، صرح المغرب غير ما مرة برغبته في تنويع قنوات تصريف سياسته الخارجية، وهذا حقه السيادي"، مؤكدا أنه رغم ذلك يتشبث بالشركاء الأساسيين، وزاد موضحا: "تكون في كثير من الأحيان توترات مع الجانب الفرنسي بخصوص العديد من القضايا".
واستدرك رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات بالرباط بأن "التوترات مسألة عادية داخل منظومة العلاقات الدولية، لكنها تقاس بالموقف الرسمي الصادر عن الدولة، وليس بتقارير جانبية وغيرها من المؤشرات"، مشددا على أن الزيارة التي تقوم بها الحكومة المغربية إلى باريس تندرج في إطار التطمين".
وأردف البلعمشي أن "اللقاء يبرز أن المغرب وفرنسا وفيان للخط التقليدي على مستوى العلاقات"، مشيرا إلى أن "المصالح المشتركة على عدة أصعدة تمنع من الصدام"، مسجلا أن ما يحسب للفرنسيين هو موقفهم السياسي من قضية الصحراء، وزاد بخصوص مدى مساهمة صدام الرئيس الجزائري الجديد مع إمانويل ماكرون في تقريب العلاقات، أن "فرنسا تعتمد سياسة التوازن مع الفاعلين المهمين في شمال إفريقيا".
قد يهمك ايضا :
ترقب في المغرب قبل زيارة الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كانون الثاني
ملك المغرب يدعو البلدان الإسلامية للاستفادة من الثروات البشرية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر