الرباط _ الدار البيضاء اليوم
قرّر المغرب وإسبانيا تأجيل الاجتماع رفيع المستوى بينهما إلى فبراير المقبل بشكل مفاجئ، بسبب الوضعية الوبائية الراهنة لفيروس "كورونا"، حسب بلاغ مشترك بين البلدين، وأكد البلاغ أن المغرب وإسبانيا "لاحظا أن الوضع الوبائي الحالي يحول دون تنظيم الاجتماع رفيع المستوى في الموعد المحدد، بكل ضمانات السلامة الصحية الملائمة للوفدين".
ويبدو أن أحداثا سياسية عديدة سبقت قرار تأجيل القمة المشتركة عكرت صفو العلاقات بين البلدين، إذ إن الوضعية الوبائية في المملكتين لم تتغير منذ أن تقرر عقد الاجتماع المشترك في 17 ديسمبر الجاري؛ وهو ما يفسر أن العذر الذي أعلنت عنه الرباط ومدريد لا يبدو مقنعاً لتأجيل الاجتماع رفيع المستوى الذي كان على طاولته ملفات مستعجلة، وعلى رأسها أزمة الهجرة غير النظامية التي تضاعفت وتيرتها خلال الأشهر المنصرمة بفعل عودة "قوارب الموت" إلى الواجهة في بلدان شمال إفريقيا.
بدأ التوتر بين الرباط ومدريد بخصوص سيل المهاجرين غير الشرعيين الذي وصل بشكل غير مسبوق إلى سواحل جزر الكناري؛ فمنذ أكتوبر الماضي تشير الأرقام إلى وصول أكثر من 20 ألف مهاجر إلى الأرخبيل الكناري، وهو الأمر الذي قالت منابر إعلامية إسبانية إنه "لم يكن ليحدث دون موافقة السلطات المغربية".
اتهامات بعض السياسيين الإسبان بخصوص "التواطؤ" مع مافيات تهريب البشر رفضتها كريمة بنيعيش، سفير المغرب في إسبانيا، بشدة. وأكدت الدبلوماسية المغربية، في حوار مع وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس"، رفضها المطلق للتصريحات التي تتهم الرباط باللجوء إلى سياسة "الابتزاز" مع مدريد في تدبير ملف الهجرة غير النظامية.
اعتبرت سفيرة الرباط في مدريد تلك التصريحات تعطي "صورة غير واقعية" عن بلد لا يعرف عنه الإسبان الكثير، على الرغم من أنه جار ويبعد عن إسبانيا بأربعة عشر كيلومترا، مشيرة إلى أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى مرحلة نضج مهمة وعندما تكون هناك أي مشاكل يتم حلها عن طريق الحوار والتواصل، لكن النقطة التي أثارت غضب الدبلوماسية المغربية تتمثل في تصريحات بابلو إغليسياس"، زعيم حزب "بوديموس" النائب الثاني لرئيس الحكومة الإسبانية، والذي دعا إلى تنظيم استفتاء في الصحراء، بعد التدخل المغربي لتحرير معبر الكركرات.
وزاد هذا التوتر بين البلدين عندما أعلن بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، لائحة مرافقيه إلى الرّباط، يتقدّمهم نائبه بابلو إغليسياس، المعروف بمواقفه المعادية للوحدة التّرابية؛ لكن يبدو أن رفض الرباط لحضوره دفع الحكومة الإسبانية إلى إسقاط زعيم "بوديموس" من قائمة المرافقين، غير أن وزيرة العمل المنتمية إلى الحزب ذاته كانت ضمن الوفد النهائي.
وذكرت مصادر إعلامية إسبانية أن تأجيل الزيارة كان بطلب من الرباط تحت مبرر فيروس "كورونا"، أوضحت مصادر مقربة من الملف أن "البلديْن في حاجة إلى وقت أطول لترتيب اللقاء". ولم تستبعد مصادرنا أن يكون تأجيل الزيارة مرتبطا أيضا بتصريحات النائب الثاني لرئيس الحكومة الإسبانية، وهي التصريحات التي احتفت بها جبهة البوليساريو بشكل واسع.
يأتي التوتر الجديد على الرغم من حرص وزيرة الخارجية الإسبانية على الرد في كل مرة على تصريحات حزب "بوديموس" المشارك في الحكومة الائتلافية، حيث قالت أرانشا غونزاليس لايا، وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، إن موقفها من قضية الصحراء لم يتغير، مؤكدة أن هذا الموقف "الواضح جدا" تحدده حصريا وزارة الشؤون الخارجية ورئاسة الحكومة.
وسبق لناتشو آلفاريز، كاتب الدولة الإسباني للحقوق الاجتماعية المنتمي إلى حزب "بوديموس"، أن استقبل من تسمى بـ"الوزيرة الصحراوية للشؤون الاجتماعية وترقية المرأة"، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين إسبانيا وجبهة البوليساريو؛ وهو الاستقبال الذي احتج عليه المغرب، وتبرأت منه الحكومة الإسبانية لاحقا.
وقد يهمك ايضا:
المغرب يرفع مساهمته في الميزانية السنوية للصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ
بوريطة يؤكّد تمسّك المغرب بوقف إطلاق النار في المنطقة العازلة في الكركرات
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر