بالتزامن مع توسع فيروس "كورونا" لا سيما في أوروبا، يخطف الناس حول العالم أنفاسهم بانتظار بارقة أمل تشي بانحساره، ولو طالت قليلًا، ففي آخر الإحصاءات أعلنت منظمة الصحة العالمية مساء الأحد، تسجيل نحو 11 ألف إصابة جديدة خلال الـ24 ساعة الأخيرة في جميع أنحاء العالم، مع وفاة 343 شخصا. وأوضحت المنظمة في بيان: "إصابة 10982 حالة جديدة بفيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم خلال الـ 24 ساعة الماضية"، وبالتالي بلغ العدد الإجمالي للمصابين حول العالم 153 517 شخصا، كما بلغ العدد الإجمالي للوفيات 5375
أوروبا تحت وطأة الوباء
أما في أوروبا، فلا يزال الفيروس يتمدد مسجلًا المزيد من الإصابات لا سيما في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، فقد أفادت تفارير في فرنسا أن هناك توجهًا لعزل مقاطعتين بالكامل في البلاد بسبب الفيروس، مشيرًا إلى وفاة 127 شخصًا حتى الآن، وفي وقت سابق، أعلن وزير الصحة، أوليفييه فيران، ارتفاع حصيلة وباء كورونا في البلاد إلى 120 وفاة و5400 إصابة منذ كانون الثاني/يناير. أما في إسبانيا فقد سجل أمس ألفي إصابة، ونحو مئة وفاة خلال 24 ساعة فقط، في حين أحصت إيطاليا 368 وفاة جديدة خلال 24 ساعة، ما يرفع الحصيلة إلى 1809 في هذا البلد الأكثر تضررا في أوروبا، وفق حصيلة للدفاع المدني بدوره، أكد رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، إن الخطر الأكبر قادم. وقال المسؤول الذي يعتبر بلاده في طليعة البلدان الأوروبية المصابة بالفيروس، "لم نصل إلى ذروة الانتشار بعد، فالأسابيع المقبلة ستشهد الخطر الأكبر".
أقرأ أيضًا:
الجزائر تعلن تسجيل 6 إصابات جديدة بفيروس كورونا ليرتفع بذلك العدد الإجمالي
وتعد إيطاليا المنطقة الأكثر تضررا من انتشار الفيروس بعد الصين التي سجلت أكثر من 80 ألف إصابة ونحو 3200. أما في ألمانيا، فقد عمدت السلطات إلى إغلاق الحدود جزئيا مع خمس دول سعيا لاحتواء الفيروس. كما أوصت المواطنين عدم السفر للخارج لأي دولة إلا عند الضرورة
في حين شنت إسبانيا حملة تعقيم على القطارات، حيث قام متخصصون عسكريون يرتدون سترات واقية بتعقيم محطات القطارات، بينما أمر أفراد الشرطة الذين كانوا يرتدون كمامات طبية المارة بالعودة لمنازلهم بعد أن زاد عدد الوفيات بسبب المرض لأكثر من المثلين.
ووقف الإسبان، الذين مُنعوا قانونا من الخروج منذ يوم السبت، في الشرفات والنوافذ مساء الأحد ليعبروا عن امتنانهم لتعامل خدمات الطوارئ مع ثاني أسوأ تفشٍّ في أوروبا بعد إيطاليا، وفجرت إجراءات العزل في إسبانيا بالإضافة إلى تحركات مماثلة لتعطيل مظاهر الحياة العامة في فرنسا، حالة دهشة في غرب أوروبا في مطلع الأسبوع في الوقت الذي تحذو فيه دول حذو إيطاليا في فرض قيود لم تشهدها القارة في زمن السلم. وفي السياق، فتعتبر جمهورية "الجبل الأسود" Montenegro بمساحتها البالغة 13800 كيلومتر، وبسكانها الأقل من 650 ألفا، هي الوحيدة الخالية للآن من "كورونا" الذي اكتسح كل أوروبا، مع أن عاصمتها Podgorica المقيم فيها 120 ألفا فقط، لا تبعد سوى 280 كيلومترا عن إيطاليا، الثانية ابتلاء بالوباء بعد الصين.
منذ مدة، وجمهورية Montenegro المطلة على البحر الأدرياتيكي الفاصل عنها كعب "الحذاء الإيطالي" في الجهة المقابلة، والمجاورة لألبانيا وكوسوفو بمنطقة البلقان، تبحث عن أي كان حلّ فيه الفيروس بأراضيها، ولا تجد أحدا معتلا في البلاد الشبيهة طبيعتها ومناخها بلبنان، إلى درجة تجد من يقول فيها إن بإمكانك السباحة في البحر ثم التزلج بعد ساعة على ثلج متراكم صيفا في الجبال. لم تتبلغ جمهورية "الجبل الأسود" من أي مستشفى عن أحد فيها معتل بالوباء، ولا من طبيب بأن مريضا استشاره بعد ظهور الأعراض "الكورونية" عليه. مع ذلك، تتصرف سلطات الدولة المحتلة الدرجة السابعة في نسبة الفقر والدخل القومي المخفوض بين دول القارة الأوروبية العجوز، كأن البولدوزر الفيروسي منتشر فيها، فتستمر بمحاولة إبعاده عنها اتقاء لشره ما أمكن، ونجحت بمسعاها أكثر من أي دولة أوروبية أخرى.
صدّت الآخرين عن حدودها وعن المرافئ والمطارات، وفي الداخل أغلقت النوادي والمؤسسات التعليمية على أنواعها، كما وملاعب كرة القدم والملاهي، وغيرها مما يتوالد عنه تجمهر ما، وأصبحت هي والسلفادور وجارتها Belize في القارة الأميركية الدول الوحيدة الناجية في قارتين كاملتين من شر الوباء المنتشر. أما في آسيا وإفريقيا وبلاد الشرق البعيدة في القارة الأوقيانية، فلا يزال "كورونا" المستجد يغزو تلك القارات، وبشهية على الفتك لا ترحم.
أول جرعة تجريبية
في المقابل، أعلن مسؤول أميركي البدء في اختبار أول جرعة تجريبية للقاح، موضحًا أنه سيتم الكشف الاثنين عن أول جرعة تجريبية كلقاح محتمل لفيروس كورونا المستجد، وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة أسوشيتد برس، إن المشارك الأول في التجربة السريرية سيتلقى اللقاح التجريبي لأن التجربة لم تعلن رسميا بعد، كما لفت إلى أن المعاهد الوطنية للصحة تمول تلك التجربة التي تجري بمنشأة أبحاث في ولاية واشنطن.يشار إلى أنه بحسب مسؤولي الصحة العامة، فإن التحقق بشكل كامل من صحة أي لقاح محتمل سيستغرق من عام إلى 18 شهرًا. وفي هذا السياق، أوضح الطبيب أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية التابع للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، أنه "حتى إذا سارت تلك الاختبارات الأولية بشكل جيد، فنحن هنا نتحدث عن عام إلى عام ونصف" قبل أن يصبح أي لقاح جاهزًا للاستخدام على نطاق واسع"
أما عن تفاصيل التجربة، فقد كشف المسؤول، أن الاختبار سيبدأ مع 45 متطوعًا شابًا وبصحة جيدة، حيث سيتناولون جرعات مختلفة من اللقاح الذي طورته بشكل مشترك شركتا NIH و Moderna Inc.
هنا تجدر الإشارة بحسب المسؤول، إلى أنه لا مجال لهؤلاء الشبان لالتقاط العدوى، لأن الجرعات التي سيتناولونها تحتوي على الفيروس نفسه، كما أوضح أن الهدف من تلك التجربة أو الاختبار هو التحقق من أن اللقاحات لا تظهر أي آثار جانبية مقلقة، مما يمهد الطريق لاختبارات أوسع في الفترة اللاحقة.
وعلى الجانب الآخر، وفي مؤتمر صحفي دعا الرئيس الأميركي ترمب المواطنين إلى عدم الهلع قائلًا: "لا يجب أن تشتروا الكثير من الإمدادات. خذوا الأمور ببساطة. تحلوا بالهدوء"، كما أكد، بعد التحدث مع كبار المسؤولين التنفيذيين في سلاسل متاجر المواد الغذائية، بحسب قوله، أن المتاجر ستظل مفتوحة ولن تغلق.
في حين حث نائب الرئيس مايك بنس الأميركيين على شراء المواد الغذائية التي يحتاجونها للأسبوع المقبل. فقط
"الأسوأ ينتظرنا"
إلى ذلك أكد ترمب أن قيود السفر داخل الولايات المتحدة - مثل الطريق من وإلى ولاية واشنطن المتضررة بشدة وكاليفورنيا - ربما لن تكون مجدية في أي وقت قريب. وأضاف "الأسوأ ينتظرنا. كيفية تعاملنا مع هذا التحدي هي التي ستحدد ما ستكون عليه نقطة النهاية."واعترف الرئيس الأميركي بأن الفيروس "معدٍ للغاية" لكنه أكد أن إدارته "تسيطر بشكل هائل" على انتشار المرض. وفي نفس السياق، صادقت حكومة إسرائيل مساء أمس على قانون طوارئ يتيح لجهاز الأمن العام (الشاباك) استخدام أساليب ووسائل استخباراتية وتجسسية مع المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا المستجد.
إجراءات مشددة في إسرائيل على خلفية ارتفاع عدد المصابين بكورونا
ويسمح هذا القانون بتحديد مواقع أجهزة الهاتف المحمولة للمصابين بفيروس كورونا المستجد، ومن مكثوا في محيطهم قبل الـ 14 يوما التي سبقت تشخيصهم. كذلك يسمح بتبليغ الجميع عن طريق رسائل نصية، أنه يجب عليهم الدخول إلى الحجر الصحي. ولسريان هذا القانون يحتاج إلى مصادقة لجنة الكنيست لشؤون جهاز الشاباك التابعة للجنة الخارجية والأمن.، وقال مسؤول كبير في وزارة العدل الإسرائيلية لصحيفة "هارتس" إن تنفيذ هذا القرار الذي وافق عليه المستشار القضائي للحكومة يعني أن جهاز الشاباك قادر على اختراق الهواتف المحمولة والكشف عن مسارات سير أصحابها بدون موافقة المحكمة.
وأوضح المسؤول أن السلطات ستطالب المرضى في البداية بتسليم هواتفهم الحمولة، وفي حال رفضهم، سيخترق الشاباك هواتفهم. وقال المسؤول إن المعلومات التي سيتم الحصول عليها من هذه الهواتف سيتم تمريرها فقط للأطباء في وزارة الصحة. أمّا في إيران، فقد رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني مجددا فرض الحجر الصحي على العاصمة طهران، مصرا على أنه "لا يوجد شيء يستدعي الحجر الصحي في إيران ولن يُسمح لحكام المقاطعات باتخاذ قرارات بشأن إجراءات الحجر".
وقال روحاني في تصريحات خلال اجتماع الحكومة لمناقشة أزمة كورونا، الاثنين، وبثها التلفزيون الايراني: "ليس هناك شيء يسمى الحجر الصحي، لا الآن ولا خلال عطلة النوروز، هذه كلها إشاعات"، وأضاف: "لن تُعطل الأعمال والمتاجر، والحكومة ستواصل تقديم الخدمات كالمعتاد". ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن روحاني قوله: "يجب على الناس أن يبقوا في منازلهم قدر المستطاع. يجب ألا يتجمعوا، وأن يكون كل شيء وفق بروتوكولات صحية".
في حين انتقدت النائبة عن مدينة طهران في البرلمان الإيراني، بروانه سلحشوري، بعض التدابير المتخذة في مدينة قم التي تعتبر بؤرة انطلاق فيروس كورونا في البلاد، كما انتقدت شركة "ماهان" للطيران محملة إياها مسؤولية تفشي المرض. كما أدانت عدم فرض حجر صحي على مدينة قم الإيرانية منذ بداية الأزمة، معتبرة أن هناك أشخاصًا في المدينة غامروا بأرواح المواطنين عبر بعض "المعتقدات الخرافية". وفي تصريح أدلت به إلى صحيفة "جهان صنعت"، أمس الأحد، أكدت سلحشوري أن "المسؤولين كان بإمكانهم، منذ بداية الأزمة، فرض الحجر الصحي على مدينة قم على الفور، بدلا من إخفاء الحقيقة، كي لا ينتشر هذا الفيروس في سائر المدن الأخرى".
من جانبها، أعلنت أمانة الرياض، الأحد، غلق المجمعات التجارية باستثناء محلات السوبر ماركت والصيدليات للحد من انتشار فيروس كورونا. وقالت في سلسلة تغريدات على موقعها الرسمي على تويتر "في إطار الإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس #كورونا.. #أمانة_منطقة_الرياض:
إغلاق المجمعات التجارية وجميع الأنشطة داخلها بما فيها المطاعم وأماكن ألعاب الأطفال باستثناء محلات السوبر ماركت والصيدليات"، وأكدت على منع الأكل والشرب داخل المطاعم والمقاهي بمنطقة الرياض سواءً المفتوحة أو المغلقة، واقتصار تقديم الخدمة على طلب السيارات والتوصيل فقط، كما شملت الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا منع التجمعات في الأماكن العامة المفتوحة والمغلقة بما فيها الحدائق والأنشطة البرية وما في حكمها.
جاء ذلك بعدما أصدرت وزارة الشؤون البلدية والقروية لجميع الأمانات والبلديات بمختلف مناطق ومحافظات المملكة، في وقت سابق الأحد، قرارًا بإغلاق جميع الأماكن المخصّصة للألعاب والأنشطة الترفيهية في المجمّعات التجارية وخارجها مؤقتًا.
وتلقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، اتصالًا هاتفيًا الأحد من رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، لبحث الجهود الدولية لمكافحة فيروس كورونا المستجد وضرورة تكاتف المجتمع الدولي للتصدي لهذا الوباء المتفشي.
وأكد ولي العهد خلال الاتصال على أهمية بحث الوسائل الممكنة لتنسيق التعاون الدولي في هذا المجال وفي إطار مجموعة العشرين التي تترأسها المملكة هذا العام، مؤكدًا عزم المملكة تنسيق جهود دول مجموعة العشرين لوضع السياسات اللازمة لمكافحة هذا الوباء وتخفيف أعبائه الاقتصادية وتمكين الحلول الطبية للوقاية والعلاج، وفق وكالة الأنباء السعودية "واس".
إلى ذلك أطلع جونسون محمد بن سلمان على جهود بريطانيا لإيجاد لقاح لكورونا. وقد أدى تفشي فيروس كورونا الجديد في جميع أنحاء العالم إلى إصابة أكثر من 156 ألف شخص ووفاة أكثر من 5800، مع ظهور آلاف الحالات الجديدة المؤكدة كل يوم. وفي مصر، أعلنت وزارة الصحة المصرية ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا في البلاد إلى 126 بعد تسجيل 16حالة جديدة، من المخالطين للحالات الإيجابية التي تم اكتشافها والإعلان عنها مسبقًا، باستثناء حالة مصرية عائدة من إيطاليا، حيث تم اكتشافهم ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.
وقالت الوزارة في بيان لها الأحد إنه من ضمن الحالات المكتشفة 8 مصريين، إضافة إلى 8 حالات لأجانب من جنسيات مختلفة، كما كشفت عن خروج 5 حالات من مصابي كورونا من مستشفى العزل بعد تلقيها الرعاية الطبية وتمام شفائها وفق إرشادات منظمة الصحة العالمية.
وأضافت أن إجمالي المتعافين من الفيروس وصل إلى 26 حالة من أصل 34 تحولت نتائجها معمليًا من إيجابية إلى سلبية لكورونا.إلى ذلك ذكرت أن باقي الحالات "السلبية" يتم متابعتهم في مستشفيات العزل وحالتهم مستقرة، ومن المنتظر خروجهم بعد ثبوت سلبية تحليل الـ"pcr" لهم مرتين بينهم 48 ساعة، موضحة أن الحالات الخمس التي غادرت مستشفى العزل الأحد من الجنسية المصرية.وأكدت أن حالتي وفاة فقط حدثتا في مصر وهما السيدة المصرية التي توفيت الخميس الماضي والألماني الذى توفي الأحد الماضي.
وقد يهمك أيضًا:
إجمالي عدد المصابين الذين تم تسجيلهم في مصر بفيروس كورونا هو 126 حالة من ضمنهم 26 حالة تم شفاءها
الصين تعلن وفاة 14 حالة بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية وتسجل 16 إصابة جديدة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر