آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

"الرؤية المغربية" تقوم على إرساء "البعد التضامني" بين البلدان الإفريقية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

محمد بنطلحة الدكالي أستاذ علم السياسة بجامعة القاضي عياض بمراكش
الرباط - الدار البيضاء اليوم

تفاعلا مع ما تداولته وسائل الإعلام مؤخرا بشأن المنصة المغربية النيجيرية لتطوير الكيماويات، وفي إطار التحضير لأشغال التحالف المغربي الإثيوبي للولوج إلى الطاقة المستدامة، قال الدكتور محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ علم السياسة بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن “المتأمل في حقل العلاقات الدولية يلاحظ وجود علاقة جدلية بين السياسة والاقتصاد، كما أن السياسة الخارجية للدول ترسم معالمها بأهداف تجارية اقتصادية”.وأضاف أستاذ علم السياسة بجامعة القاضي عياض في تصريح لهسبريس أن “الدبلوماسية الاقتصادية تعتبر ترجمة للبعدين الاقتصادي والتجاري للدبلوماسية التقليدية للدولة، وبصفة فعلية هي استغلال لكل ما تتيحه الدبلوماسية التقليدية من قنوات اتصال للتعاون مع البلدان الأجنبية خدمة لاقتصاد البلاد، من أجل تحقيق المصلحة العليا للوطن”.

وتابع بنطلحة: “هنا يجب أن نستحضر أن الدبلوماسية الاقتصادية تعتمد على استراتيجية عقلانية وواقعية في تدبير علاقتها الدولية، مع العلم أن الاستراتيجية هي علم وفن استخدام الوسائل والقدرات المتاحة في إطار عملية متكاملة يتم إعدادها والتخطيط لها بهدف خلق هامش من حرية العمل يعين صناع القرار على تحقيق سياستهم العليا”، موردا أنها “الوسيلة أو الطريقة التي تؤدي بنا إلى تحقيق أهدافنا المتعلقة بالدرجة الأولى بالدولة، ولذلك نجد أنها تحتل مكانة كبيرة في العلاقات الدولية”.

وبعدما أكد أن “الدبلوماسية الاقتصادية للمغرب اختارت التوجه نحو عمقه الإفريقي للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان الإفريقية”، أوضح أن “الهندسة السياسية لتوجه المغرب نحو إفريقيا تعرف تحولات كبيرة وتعطي إشارات سياسية واضحة وقوية بأن المغرب يراهن على دوره الاستراتيجي في مد جسور التواصل مع بقية الدول الإفريقية في إطار خطة رابح-رابح من خلال المشاريع التنموية الكبرى”.

وأضاف أستاذ علم السياسة أن “بلادنا تقدم للسوق الإفريقية الواعدة تجربتها ومعرفتها ونموذجها الاقتصادي الذي يتكيف جيدا مع السياق الإفريقي، ونجد أن استثمارات الشركات المغربية في المنطقة بلغت في السنوات الست الماضية نحو 420 مليون دولار من مجموع استثمارات القطاع الخاص البالغة 630 مليون دولار، وشملت القطاع البنكي والاتصالات والمجموعات الاستثمارية وقطاع العقار والصناعة”.

إن الرؤية المغربية لإفريقيا، يضيف محمد بنطلحة الدكالي، “تقوم على إرساء البعد التضامني بين البلدان الإفريقية، لأن إفريقيا يمكنها أن تصنع نفسها بنفسها، هكذا أصبح المغرب ثاني أكبر مستثمر في إفريقيا، والشريك الاقتصادي الأول في غربها، وذلك بفضل استقرار المغرب السياسي والأمني والاقتصادي، مقارنة مع جيرانه من دول شمال إفريقيا”.

وجاء ضمن تصريح بنطلحة لهسبريس أنه “من أهم المشاريع التي يراهن عليها المغرب والتي سترى النور مستقبلا، مشروع أنبوب الغاز الإفريقي الذي سينطلق بطول 5560 كيلومترا من نيجيريا ثم بقية دول إفريقيا الغربية ليمتد إلى المغرب على البحر الأبيض المتوسط ثم أوروبا، حيث سينقل نحو 30 بليون متر مكعب من الغاز سنويا، وسيوفر عائدات مالية مهمة للدول المصدرة وسيؤمن وصول الغاز إلى الدول الأوروبية، لا سيما أن تأمين إمدادات النفط والغاز يعتبر أحد أهم العناصر الجوهرية على مستوى العالم، ويحتاج إلى تكاثف وتنسيق دولي للحفاظ على انسيابية وتدفق هذه الإمدادات”.

وأوضح الأستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش أن “هذا المشروع يعتبر أكبر برنامج استثماري على المستوى القاري، سواء من حيث حجمه الذي قد يبلغ 20 مليار دولار، أو من حيث آثاره الاقتصادية متعددة المستويات بالنسبة إلى كل البلدان التي سيمر عبرها هذا الأنبوب”، مشيرا في السياق ذاته إلى “مشروع المنصة المغربية النيجيرية لتطوير الكيماويات الأساسية المنتجة لمواد الأمونياك والأسمدة في نيجيريا، التي رصد لها غلاف مالي قدره الرئيس النيجري محمد بخاري بـ 1.3 مليار دولار”.

وتحدث الأستاذ الجامعي عن “الأشغال التحضيرية للتحالف المغربي الأثيوبي للولوج إلى الطاقة المستدامة”، موضحا أن “هذه الشراكة تأتي وفق رؤية مشتركة للدولتين المغرب وأثيوبيا لتدعيم شراكة جنوب-جنوب، مع العلم أنه تم الإعلان عن هذا التحالف خلال قمة العمل المناخي سنة 2019 على هامش مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف ضمان الولوج الشامل إلى الطقة المستدامة في البلدان الأقل نموا والبلدان الأخرى النامية، وذلك تماشيا مع الأجندة الأممية 2030”.

وختم محمد بنطلحة الدكالي تصريحه بتأكيد كون “المغرب عمل على تعزيز شراكة تضامنية مع إفريقيا تستحضر البعد التنموي أكثر من الاقتصادي، ووظفت الدبلوماسية الاقتصادية المغربية آليات وأدوات عديدة في سبيل تعميق تعاونها الإفريقي وفي قدرتها على أن تكون لاعبا فعالا في أوسع مساحة ممكنة، سواء على المستوى الإقليمي أو القاري أو الدولي وفق عمل دبلوماسي يستند إلى الواقعية وإلى حس استباقي دقيق”.

قد يهمك أيضَا :

بوعيدة تؤكد أن المغرب يعمل باستمرار لتفعيل الدبلوماسية الاقتصادية

البعثة المغربية الاستكشافية تُدرج فيتنام كسوق مستهدف على المدى المتوسط

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرؤية المغربية تقوم على إرساء البعد التضامني بين البلدان الإفريقية الرؤية المغربية تقوم على إرساء البعد التضامني بين البلدان الإفريقية



GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:59 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 02:12 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

قطار ينهي حياة شيخ ثمانيني في سيدي العايدي

GMT 10:19 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

"خلطات فيتامين سي" لشعر جذاب بلا مشاكل

GMT 13:54 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

نصائح مهمة لتجنب الأخطاء عند غسل الشعر

GMT 13:08 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام فعاليات "ملتقى الشبحة الشبابي الأول " في أملج

GMT 16:52 2015 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

كمبوديا تستخدم الجرذان في البحث عن الألغام

GMT 04:44 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميم مجمع مباني "سيوون سانغا" في عاصمة كوريا الجنوبية

GMT 06:28 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

خبير إتيكيت يقدم نصائحه لرحله ممتعة إلى عالم ديزني

GMT 12:22 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل 7 على الأقل في قصف جوي ومدفعي على حي الفردوس في حلب

GMT 04:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير الوليد بن طلال يؤكد بيع أسهمه في "فوكس 21"

GMT 22:13 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب غانا يهزم نظيره المصري في بطولة الهوكي للسيدات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca