الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
شددت الولايات المتحدة الأميركية على ضرورة تمتين العلاقات بين القوات المسلحة الملكية والجيش الأميركي، خاصة في ما يتعلق بعقد تدريبات مشتركة وتعزيز القدرات الدفاعية للمملكة.وبحسب القيادة الأمريكية في إفريقيا، فقد وقع وزير الدفاع الأمريكي مؤخرًا على إعفاء يسمح للقيادة الأمريكية بمواصلة تعاونها المكثف والتدريب العسكري مع المغرب.
ونقلت صحيفة “ميدل إيست آي” عن المتحدثة باسم القيادة الأمريكية في إفريقيا باردة أقزري، تأكيدها على أهمية التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والمغرب، وقولها إن “شراكتنا العسكرية مع المغرب قوية، ونحن على ثقة بأن هذه الشراكة التي لا تتزعزع ستستمر في الازدهار في السنوات المقبلة”.
ويأتي هذا القرار بعد أيام قليلة من زيارة نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان إلى المغرب.وكانت شيرمان قد حلت بالمغرب في وقت سابق هذا الأسبوع، وعقدت اجتماعات مع كبار المسؤولين، من بينهم وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة.
محمد الطيار، خبير في الشأن العسكري والاستراتيجي، قال إن خبر الشق المتعلق بالمغرب في قانون تفويض ميزانية الدفاع الوطني “الذي رفعه الكونغرس إلى الرئيس الأمريكي من أجل توقيعه ليصبح قانونا نافذا، والذي يتضمن تقييدا للتعاون العسكري الأمريكي مع المملكة المغربية، جاء في بيان صادر عن التحالف العالمي للحرية (GLA)، وهو تحالف يضم العديد من المنظمات التبشيرية المسيحية التي ينشط بعضها في مخيمات تندوف بتنسيق مع السلطات الجزائرية”.
وأوضح الطيار، في تصريح ، أن هناك فقرة جاءت في بيان التحالف المذكور توضح كيف ركز على الدوافع الدينية المسيحية لأعضاء الكونغرس من أجل تبني موقف من الاتفاقات العسكرية المغربية الأمريكية، حيث جاء في البيان “ومن بين الشواهد على تسامحهم لاعتناق الصحراويين للحرية الدينية، أن العديد من الأمريكيين، الذين ترعاهم الكنائس المسيحية، يعيشون علانية في مخيمات اللاجئين، وأن الأطفال الأمريكيين قد ولدوا هناك لهذه العائلات المسيحية”.
وأورد أن فسح المجال للمنظمات التبشيرية المسيحية الأمريكية من طرف النظام العسكري للعمل بحرية داخل مخيمات المحتجزين، “لن يؤثر على متانة التعاون العسكري بين المغرب وأمريكا، فهناك اتفاقية عسكرية تم توقيعها لمدة 10 سنوات من التعاون العسكري الثنائي ممتدة بين عامي 2020 و2030”.
وتابع الخبير في الشأن العسكري بأن “هنالك موعدا سنويا لتكريس هذه العلاقة المتينة، يتمثل في مناورات الأسد الإفريقي، فتحرك هذا النوع من اللوبيات لن يمكن النظام العسكري من التملص من مسؤوليته كطرف أساسي في النزاع المفتعل، ولن يؤثر على موقف الولايات المتحدة الأمريكية من قضية الصحراء المغربية”.
وقد أكدت ويندي شيرمان، نائبة وزير الخارجية الأمريكي، خلال زيارتها إلى الرباط في الشهر الجاري، أن “الولايات المتحدة تواصل اعتبار المخطط المغربي للحكم الذاتي جادا وذا مصداقية وواقعيا، وذلك باعتباره مقاربة تستجيب لتطلعات سكان المنطقة”. كما أكدت خلال زيارتها إلى العاصمة الجزائرية أن “الاستقرار الإقليمي هو المفتاح لمستقبل سلمي ومزدهر لمنطقة الساحل بأسرها”.
وقال الطيار: “هي إشارة واضحة إلى أن فك نزاع الصحراء أصبح ضرورة ملحة من أجل بناء الاستقرار بمنطقة الساحل الإفريقي، وهو ما ينسجم ويتماشى مع توجهات الأمم المتحدة”.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر