الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) ، وثائق تؤكد وجود دور للجزائر في النزاع القائم بشأن الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو. وتؤكد الوثائق الجديدة أن "الجزائر يجب أن تكون طرفًا في التفاوض حول ملف الصحراء ولا يمكن أبدا عزلها عما يجري في المنطقة. ولا بد أن نشير إلى أن الإيديولوجيا تساهم في تأزيم الخلاف بين مرجعية اشتراكية في الجزائر وملكية تقليدية في المغرب. وملف الصحراء لا يخرج عن الصراع الجيوبوليتيكي بينهما للريادة في المنطقة، ولا شك أن الجزائر ما تزال تتذكر حرب الرمال".
وجاء في الوثائق الأميركية "وحدها الجزائر يمكن أن تقنع البوليساريو بالعودة إلى طاولة التفاوض لأنها هي من تسندها بدعم عسكري حيوي يشمل الأسلحة والتدريب، والبوليساريو لا تساوي أي شيء من دون هذا الدعم، ومع الحكومة الجديدة التي يرأسها الشاذلي بنجديد، فإن الدعم الممنوح للبوليساريو أصبح أكثر وضوحا مما كان من قبل. إنه يسير على نفس النهج الدبلوماسي الذي سار عليه الهواري بومدين مع دعم لا محدود لجبهة البوليساريو".
وبحسب نفس الوثائق فإن "النظام القائم في المغرب يشكل خطرًا على الجزائر، لكن يخمنون أن المغرب لا يمكن أن يدخل في مواجهة عسكرية صريحة بالنظر إلى الكلفة الاقتصادية المرتفعة، لكنها تخشى من الشخصية الكاريزمية للحسن الثاني وقدرته على ربح الصراعات والتفاوض الدبلوماسي. ما يحدث في الجزائر الآن هو كالتالي: 14 بالمائة من الناتج الوطني يذهب إلى ميزانية الدفاع أي ما يعادل 469 مليون دولار".
وعن دور الدول الغربية في الصراع، أوضحت الوثائق أن "الاتحاد السوفييتي قدم دعمًا صريحًا جدا للجزائر في كل المجالات، حتى في المجال الدبلوماسي، حيث دعا من داخل الأمم المتحدة إلى تحديد الحدود في الصحراء، وهو الأمر الذي يرفضه المغرب، بينما فرنسا لا تريد من أي قوة أخرى أن تنافسها في المنطقة، ولا تمتلك حكومة جيسكار ديستان موقفا واضحا من الصراع رغم الميل القليل في اتجاه المغرب، ويهمها جدا أن تحمي مصالحها الاقتصادية بالمغرب بأي طريقة، وفي انتظار أن تتغير الحكومات في الجزائر وموريتانيا، لا نتوقع أن يحدث أي تغير كبير وكل ما هو قائم الآن ينذر بحدوث حرب حقيقية، وكل طرف يجس نبض الآخر". وتعود هذه الوثائق إلى حقبة ما قبل انتخاب جاك شيراك رئيسًا لفرنسا، خلفا لجيسكار ديستان، وقبل انهيار الاتحاد السوفييتي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر