آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

ارتفاع أسعار المحروقات واحتكار المواد الأساسية غير المدعمة يُؤرقان الحكومة المغربية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - ارتفاع أسعار المحروقات واحتكار المواد الأساسية غير المدعمة يُؤرقان الحكومة المغربية

رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش
الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم

تسعى الحكومة المغربية لحلحلة مشكلة مزدوجة باتت تواجهها وتتعلق بالمضاربة واحتكار منتجات استهلاكية غير مدعمة، وفي المقابل إضرابات تهدد وسائل النقل التي تأثرت بالزيادات في أسعار البنزين والغازوال.وتحاول الحكومة المغربية الحد من تداعيات ذلك على المواطنين خاصة في ظل المخاوف المرتبطة بالسياق العالمي الجديد على وقع استمرار المعارك في أوكرانيا.

وأشار رئيس الحكومة عزيز أخنوش إلى أن المراقبة اليومية للأسواق أظهرت منذ شهر أنه يتم تموين الأسواق بشكل جيد عموما، ومع ذلك ستظل المصالح المختصة في يقظة مستمرة في ما يخص أسعار بعض المنتجات، منبّها إلى أن هناك مواد تتطلب مراقبة ومواكبة صارمة، وكلما بدا للحكومة أمر غير مستقر أو غير عادي ستتخذ الإجراءات الصارمة مقابل ذلك في حق المحتكرين.

وأكدت مصادر حكومية أن المغرب اختار منع تصدير بعض المواد، مضيفة أن المنتوجات الزراعية والغذائية متوفرة في السوق، لكن هناك وسطاء ومضاربين يحاولون احتكار بعض المواد وأن الحكومة ستتخذ في حقهم إجراءات زجرية لأنهم يهددون الاستقرار الاجتماعي والأمن الغذائي للدولة.

وأكد حمزة أندلوسي الباحث في العلوم السياسية أن “السياق الدولي له انعكاسات على السوق الداخلية خصوصا في علاقة بالمواد غير المتوفرة لدى المغرب وأهمها البترول الذي نستورده بشكل كامل، وكذلك المواد الأخرى التي نحتاجها لسد النقص بالنظر إلى كثرة الطلب عليها وندرة المنتوج الداخلي بشأنها”، مبرزا أن الحكومة تتبنى رؤية اجتماعية وتعمل على فتح قنوات الحوار والتشاور مع كافة المتدخلين من أجل تخفيف التكلفة على المواطنين.

وطالبت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان بفرض المراقبة على المضاربة التي تؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتوجات في الأسواق المحلية أحيانا بنسبة مئة في المئة نتيجة كثرة المتدخلين في هذا المجال، حيث بمجرد ما تزيد إحدى الشركات في سعر منتوجها تسلك باقي الشركات المنوال نفسه.

ووجهت الرابطة مذكرة مطلبية حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية إلى رئيس الحكومة تطالب فيها بعدم تمكين السياسيين والتجار الكبار من التحكم بمصير وحياة المغاربة من خلال استغلال الاقتصاد لصالحهم.

وأثر ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطنين، وقد أرجعت الحكومة ارتفاع الأسعار إلى ما يعانيه الاقتصاد العالمي من مشكلة الارتفاع المستمر في المستوى العام للأسعار سواء بالنسبة إلى المحروقات أو مواد أساسية مستوردة، وهذا ينعكس على قطاع النقل أيضا.

ورغم أن زيادة الأسعار مرتبطة بعدة عوامل أبرزها السوق الدولية فقد أكد أندلوسي أن الحكومة قامت ببلورة عدة إجراءات من شأنها التخفيف من آثار ارتفاع أسعار المحروقات، بينها إطلاق برامج للتشغيل “أوراش” والإعلان عن مواصلة دعم أسعار الدقيق وغاز البوتان.

وإلى جانب تداعيات ارتفاع أسعار المحروقات على بعض المنتوجات التي قد تشهد المضاربة والاحتكار، تواجه الحكومة المغربية رفضا من طرف مهنيي النقل البري للحلول التي قدمتها، معتبرين إياها ترقيعية ولا تحل المشكلة في عمقها، وهذا ما سيؤثر على القدرة الشرائية للمواطن الذي سيتحمل الزيادة في التسعيرة.

ومنذ الشروع في تحرير الأسعار بالسوق الوطنية وبالتالي خضوعها للتقلبات الدولية، فتحت الحكومة النقاش مع نقابات وهيئات قطاع النقل للوصول إلى حلول وسطى بعد دعوة تلك الهيئات إلى إضراب وطني قد يؤثر على تزويد الأسواق بالمنتجات الاستهلاكية.

وكان وزير النقل واللوجستيك محمد عبدالجليل قد أكد الاثنين أن الحكومة اختارت التدخل لمواجهة هذه الظرفية الاستثنائية، ودعم مهنيي النقل بهدف الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين في ظل وضع يتسم بارتفاع أسعار المحروقات على المستويين الوطني والعالمي.

إلى جانب تداعيات ارتفاع أسعار المحروقات على بعض المنتوجات، تواجه الحكومة المغربية رفضا من طرف مهنيي النقل البري

وشدد أندلوسي على أن “ارتفاع الأسعار في المغرب والذي أثر على قطاع النقل أيضا مرتبط بسياق دولي يعرف تبعات حالة الطوارئ الصحية الاقتصادية والاجتماعية وكذلك حربا مجهولة الآجال بين روسيا وأوكرانيا وارتفاع ثمن البترول، وهو ما أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن والنقل الدولي”.

وقالت مصادر نقابية إن النقاش مع الحكومة انصب حول مساهمة الظروف العالمية في ارتفاع أسعار المحروقات، لكنهم طالبوا الحكومة بعدم اللجوء إلى هذا السبب دون اتخاذ إجراءات عملية للتخفيف من أثر تلك الزيادات التي تؤثر على هوامش الربح، وبالتالي حتى لا تزداد الوضعية الاجتماعية للسائقين صعوبة.

وبعدما وعدت الحكومة بتقديم إعانات مادية لقطاع النقل الذي يعاني من مشاكل بنيوية أساسا، أكدت النقابات المهنية أن الأمر يحتاج إلى سياسة حكومية واضحة وعملية للنهوض بالقطاع بدل الحلول المؤقتة.

واعتبر نقابيون أن الحوار الذي عقد الاثنين مع الحكومة والذي دعت إليه وزارة النقل واللوجستيك للبحث عن صيغة توافقية لإعانة المهنيين في مثل هذه الظروف الصعبة والدقيقة لا يعني بالضرورة حل المشاكل المتراكمة منذ سنوات والتي برزت معالمها أكثر اليوم.

قد يهمك أيضا

اتفاق بين الحكومة المغربية والبرلمان يفتح طريق المصادقة على السجل الوطني الفلاحي

 

مُباحثات تجمع أخنوش ونظيره الوزير الأول الموريتاني في إطار أشغال اللجنة العليا المشتركة

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارتفاع أسعار المحروقات واحتكار المواد الأساسية غير المدعمة يُؤرقان الحكومة المغربية ارتفاع أسعار المحروقات واحتكار المواد الأساسية غير المدعمة يُؤرقان الحكومة المغربية



GMT 14:23 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

عبدالرحيم الوزاني يطالب لقجع بجلب مقر "الكاف" إلى المغرب

GMT 19:03 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

فيلم «نائب».. عبقرية الكوميديا السوداء

GMT 21:54 2016 السبت ,26 آذار/ مارس

أفضل زيوت تدليك الجسم و المساج

GMT 09:41 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

عماد متعب ويارا نعوم يكشفان أسرار حياتهما في "كل يوم"

GMT 21:47 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

إدارة السجون تكشف وضع على عراس في "تيفلت 2"

GMT 09:56 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الجزائرية الصادرة الأربعاء

GMT 14:26 2017 الإثنين ,12 حزيران / يونيو

التدليك الحل السحري للتخلص من المشكلات الصحية

GMT 02:23 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كولم كيليهر يؤكد أنّ المملكة السعودية سوق جاذبة للاستثمار

GMT 08:30 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

حملة أمنية على محلات درب عمر بسبب الدمى الجنسية

GMT 00:14 2015 السبت ,28 شباط / فبراير

استخدمي طرقًا بسيطة للحصول على فضيات مميزة

GMT 15:48 2016 السبت ,02 إبريل / نيسان

الزواج المبكر فى مصر يتراوح بين 13-15%
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca