الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
مساع إسبانية متواصلة من أجل تذويب جليد الخلاف السياسي مع المغرب، جسدها تصريح عاهل “المملكة الإيبيرية” الذي يريد إعادة صياغة العلاقات الثنائية تبعا لتطورات الأزمة، مما اعتبره البعض مؤشرا إيجابيا على “حسن النية” لتجاوز الفتور الدبلوماسي.وتأمل الأوساط السياسية الإسبانية أن تسهم التصريحات الإيجابية للملك فيليب السادس بخصوص العلاقات مع المغرب، خلال حفل استقبال السلك الدبلوماسي المعتمد بمدريد، في الدفع قدما بالعلاقات المشتركة في مختلف المجالات، بما يشمل قضية الصحراء المغربية.
وتشبث عاهل “المملكة الإيبيرية” بمتانة العلاقات الدبلوماسية بين مدريد والرباط من أجل تجاوز الخلاف السياسي الحالي، حيث لفت إلى أهمية “بناء علاقات مؤسساتية أكثر صلابة وقوة في الفترة المقبلة قصد إيجاد حلول ناجعة للمشاكل التي تهم البلدين”.
وتحاول مدريد تقليد خطوات برلين بشأن إعادة إحياء العلاقات السياسية مع الرباط، لكن يبدو أن إسبانيا ما زالت “متحفظة” إزاء ملف الصحراء؛ ففي الوقت الذي أيدت ألمانيا مقترح الحكم الذاتي لحل النزاع، تمسكت إسبانيا بدعم المباحثات بين المغرب و”البوليساريو”.
وبهذا الشأن، أوضح الملك فيليب السادس، وفقا لما نقلته صحيفة “إل موندو” الإيبيرية، أن “حكومتي البلدين اتفقتا على إعادة تحديد العلاقات السياسية بشكل مشترك”، مبرزا أن “إسبانيا تتشبث بموقفها حيال قضية الصحراء، من خلال دعم الحوار الأممي بين الرباط وجبهة البوليساريو”.
محمد شقير، باحث في العلوم السياسية، قال إن “إسبانيا بالتأكيد تريد استرجاع العلاقات مع المغرب، وهو ما عكسه التصريح الأخير للملك الإسباني الذي يعطي لهذا التوجه رمزية أكثر، بالنظر إلى مكانته الاعتبارية في مدريد، وكذلك العلاقات التي تجمعه بملك المملكة المغربية”.
وأضاف شقير، في تصريح أن “العديد من العوائق تحول دون عودة العلاقات إلى مستواها الطبيعي في الوقت الحالي، على اعتبار أن إسبانيا لم تستجب بعد للشروط المضمنة في الأرضية الدبلوماسية التي حددها بلاغ وزارة الشؤون الخارجية عقب استدعاء السفيرة المغربية”.
وأبرز المتحدث أن “إسبانيا لم تخرج بعد من المنطقة الرمادية مثلما تحدث عن ذلك الملك محمد السادس في خطابه”، مستدلا بـ”الموقف الألماني الذي استجاب للشروط المغربية، خاصة ما يتعلق بمبادرة الحكم الذاتي، بينما تكرر إسبانيا عباراتها المتداولة بخصوص قضية الصحراء المغربية، دون إشارة بسيطة إلى هذا المقترح”.
وسجل الباحث السياسي، ضمن إفادته، أن “إسبانيا لم تعبر بكل وضوح عن موقفها الصريح بخصوص قضية الصحراء المغربية، وهو ما يطالب به المغرب منذ سنوات عديدة”، خاتما بأن “الدليل على غياب التوافق السياسي هو عدم رجوع سفيرة المغرب إلى مدريد إلى حدود الساعة
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر