لندن ـ سليم كرم
زعم تقرير أن وزارة الدفاع البريطانية تمول تكنولوجيا جديدة يمكنها أن تطلق العنان لجيل من أنظمة الأسلحة الفتاكة التي تتطلب القليل من التفاعل البشري، وربما لا تحتاج إليه إطلاقا.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن تطوير الأنظمة العسكرية يدخل تحت مسمى "الروبوتات القاتلة"، وكما هو الحال مع أي تطوير جديد له مناصرين ومعارضين، إذ في وقت سابق من هذا العام انسحبت شركة "غوغل" من مشروع مافين التابع إلى وزارة الدفاع الأميركية، والذي يستخدم التعلم الآلي لتحليل مقاطع الفيديو من الطائرات دون طيار، بعد اعتراضات أخلاقية من موظفي شركة التكنولوجيا العملاقة.
وتصرّ الحكومة البريطانية على أنها لا تملك أي أسلحة من هذا النوع، وليس لديها أي نية لتطويرها، لكن منذ عام 2015، رفضت المملكة المتحدة دعم المقترحات المقدمة في الأمم المتحدة لحظر مثل هذا النوع من الأسلحة، والآن، وباستخدام البيانات الحكومية، وطلبات حرية المعلومات مفتوحة المصدر، يكشف التحقيق الذي دام لمدة عام أن وزارة الدفاع تموّل العشرات من برامج الذكاء الاصطناعي لاستخدامها في الصراعات والحروب.
وقال بيتر بيرت، مؤلف التقرير تحت عنوان "Off the Leash": "رغم التصريحات العلنية التي تفيد بأن المملكة المتحدة لا تنوي تطوير أنظمة سلاح ذاتية قاتلة، هناك أدلة ملموسة على أن وزارة الدفاع، والمتعاقدين العسكريين والجامعات في المملكة المتحدة تشارك بنشاط في الأبحاث وتطوير تكنولوجيا تهدف إلى استخدام هذه التقنية في التطبيقات العسكرية".
ويدعي التقرير أن وزارة الدفاع تعيد النظر في "نظام التحكم المعرفي التنبئي" الذي تم نشره في العمليات الحية في مركز استخبارات القوات المشتركة في RAF Wyton، ويأخذ النظام كميات هائلة من البيانات شديدة التعقيد، بما يتجاوز فهم المحللين، ويستخدم شبكات عصبية تعلمية عميقة لوضع تنبؤات بشأن الأحداث والنتائج المستقبلية التي ستكون "ذات صلة تشغيلية مباشرة" بالقوات المسلحة.
ويثير هذا المخاوف بشأن ما سيحدث إذا تم تزويد نظام أسلحة مستقبلي بالبيانات الخاطئة أو إرسال روابطه الخاطئة إلى القيادة البشرية، إذ إن هذا الخطأ يمكن أن يحدث عواقب وخيمة، ومثل هذا السيناريو ليس بعيدا.
وقال بيرت: "لقد رأينا بالفعل تطور الطائرات دون طيار في بريطانيا التي تتمتع بقدرات ذاتية متطورة، مثل طائرة دون طيار من طراز تارانيس التي طورتها شركة (بي إيه إي سيستمز)، كما أن تطوير طائرة دون طيار مستقلة في المستقبل المنظور يعد الآن احتمالا حقيقيا"، مضيفا: "والطائرة الشراعية الأسرع من الصوت من طراز (تارانيس) هي طائرة تجريبية دون طيار يمكن أن تخترق عمق المنطقة المعادية، وتجد هدفا، وتقيم التأثير الذي تحقق، وتزود القادة بالمعلومات الاستخباراتية".
ويبدو أن الحكومة تقر بأن تطوير أنظمة الأسلحة المستقلة أمر لا مفر منه، فقد تحدث وزير الدفاع غافين ويليامسون، عن أخذ القدرات البريطانية في الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع إلى المستوى التالي باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وزعمت وزارة الدفاع أن الطائرات دون طيار "ستتمكن في النهاية من تحديد موقع أهداف متنقلة ومهاجمتها بشكل مستقل، مع التناسب والتمييز المناسبين، لكن ربما لن يكون ذلك قبل عام 2030"، ومع ذلك، قال متحدث باسم وزارة الدفاع: "لا توجد نية داخل وزارة الدفاع لتطوير أنظمة الأسلحة التي تعمل بالكامل دون تدخل الإنسان. ستكون أسلحتنا دائما تحت السيطرة البشرية كضمان مطلق للرقابة والسلطة والمساءلة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر