الرباط - الدار البيضاء
تتباين وجهات نظر أعضاء الأحزاب المغربية في الطريقة التي سيتم اعتمادها في التواصل مع المواطنين، مع بداية الحملة الانتخابية الخاصة بالاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي ستنطلق يوم 26 غشت الجاري، في ظل استمرار تصاعد أعداد المصابين بفيروس “كورونا”، خاصة في مدينة الدار البيضاء.ففي الوقت الذي تواصل فيه العاصمة الاقتصادية تقدم لائحة المدن المغربية الأكثر إصابة بمرض “كوفيد19 في المغرب ″، يرى العديد من المسؤولين المحليين للأحزاب والمرشحين المقبلين في الانتخابات أن مسألة التخلي عن التواصل المباشر مع المواطنين في بيوتهم وأحيائهم السكنية وإقامة تجمعات انتخابية ترويجية لا يمكن استبعادها بشكل كامل.
ويرى فريق آخر أن الحملة الرقمية ستكون لها كلمة الحسم في صناديق التصويت، شريطة احترام الإجراءات الاحترازية المشددة التي أعلنت عنها السلطات الصحية للمملكة؛ وعلى رأسها احترام شروط التباعد الجسدي بين المواطنين وعدم عقد تجمعات كبرى التي يتجاوز عددها 25 شخصا، والامتناع عن تنظيم اجتماعات انتخابية في الأماكن المغلقة.شفيق بنكيران، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، اعتبر أن طريقة العمل المعتمدة من طرف المرشحين في حزب “الحمامة” للقيام بحملتهم الانتخابية لهذه السنة ستعرف مجموعة من التغييرات؛ من خلال ابتعادها قدر الإمكان عن النمط التقليدي المتعارف عليه وسط السياسيين الذين اعتادوا الترشح بشكل منتظم.
وقال بنكيران، الذي يشغل أيضا منصب المنسق الإقليمي ل حزب التجمع الوطني للأحرار بعين الشق في مدينة الدار البيضاء، في تصريح لهسبريس: “أمام استمرار تفشي فيروس كورونا بشكل مقلق، فإننا سنراهن بشكل كبير على الحملة الرقمية من أجل ضمان تواصل أوسع مع المواطنين؛ حرصا منا على تفادي استعمال الطرق التقليدية في التواصل، كتوزيع المنشورات بشكل مكثف أو عقد لقاءات مع السكان في المنازل أو في القاعات المغلقة، وذلك بهدف عدم المساهمة في تفشي فيروس كورونا أو التسبب في خلق بؤر لانتشارها”.
ويضيف المتحدث في التصريح نفسه: “اللقاءات المتواصلة التي عقدها حزبنا مع المواطنين، طيلة السنوات الخمس الأخيرة، ساهمت في التعريف بالبرنامج الاقتصادي والاجتماعي للحزب؛ وهو ما يعني أن التواصل الفعلي لمناضلي التجمع الوطني للأحرار مع المواطنين، على كافة الأصعدة المحلية والجهوية والوطنية منذ سنة 2016، يشكل نقطة قوة بالنسبة إلى مرشحينا”.وذهب شفيق بنكيران إلى أن هذه الانتخابات، التي ستمر في ظل الاحترام التام للشروط الصحية الاحترازية، ستعطي فرصة حقيقية للمواطنين قصد اختيار الأصلح بالنسبة إليهم؛ وهو ما يعني أن التجربة التي ستمر فيها هذه الاستحقاقات ستكون بنكهة خاصة وغير مسبوقة.
من جهته، اعتبر محمد لمزابي، عضو المكتب الإقليمي لحزب الاستقلال بالحي الحسني في الدار البيضاء، أن الظرفية الصحية التي يمر منها المغرب ستساهم في إضفاء بعض الصعوبة على الحملات الانتخابية للمرشحين، مشددا على أن التواصل المباشر مع المواطنين مسألة لا مناص منها، لافتا إلى أن الإجراءات الاحترازية المشددة لـ”كورونا” ستؤثر من دون شك على الحملات الانتخابية المقبلة لمرشحي الأحزاب بالدار البيضاء.وقال لمزابي، في تصريح لهسبريس، إنه “من الصعب التخلي عن الطريقة التقليدية في التواصل مع الناخبين خلال فترة الحملة التي ستنطلق يوم 26 غشت الجاري، حيث سنعتمد على توزيع المناشير الورقية مع الحرص على احترام شروط التباعد والتعقيم، مع عدم إغفال الحملات على منصات التواصل الاجتماعي”.
قد يهمك ايضا
أخنوش يعد بتحويل مقترحات المغاربة من أفكار إلى برامج قابلة للتنزيل
“الأحرار” يُرحب بمصادقة الحكومة المغربية على “تقنين الكيف” بإجماع كل الوزراء
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر