الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
كشف الدبلوماسي الموريتاني محمودي ولد سيبوط رئيس الحزب الموريتاني للعدالة والديمقراطية، أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، الألماني هورست كوهلر، استقال من منصبه وهو مقتنع تماما بإمكانية اندلاع حرب بين المغرب والبوليساريو، عقب تنظيمه لمائدتين مستديرتين في جنيف في ديسمبر/ كانون الأول، ومارس/ آذار الماضيين.
وكشف الدبلوماسي الموريتاني "أنه التقى بكوهلر في نواكشوط في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، وأن الأخير كان يعتقد أن هناك حرب وشيكة بين المغرب والبوليساريو بسبب الصراع القائم على الصحراء.
وأضاف ولد سيبوط أن هناك تضارب في الآراء بخصوص السبب الحقيقي لاستقالة كوهلر من منصبه، مشيرًا إلى أنه يستبعد وجود "أسباب صحية" تقف خلف قراره، مؤكدا أن كوهلر خرج بخلاصة مفادها أن هناك حرب تلوح في الأفق بين المغرب والبوليساريو.
وقطع كوهلر أشواطا مهمة في ملف الصحراء، في ظرف 20 شهرا فقط، حيث تمكن من عقد مائدتين مستديرتين في جنيف في ديسمبر ومارس الماضيين، بمشاركة المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا، وكان سيعقد مائدة مستديرة ثالثة شهر يونيو المقبل، وهو الأمر الذي فشل في تحقيقه سلفه كريستوفر روس الذي لم يحرز تقدما ملحوظا في تدبير النزاع حول الصحراء.
وتميزت فترة كوهلر بإعطاء مجموعة من النعوت لطبيعة وأولويات الحل المطلوب في نزاع الصحراء، على غرار "الحل السياسي العادل والتوافقي والواقعي والعملي والوسطي والمستدام"، وتجديد الإشادة بالمبادرة المغربية بالحكم الذاتي، وهي النقط التي أزعجت جبهة البوليساريو، التي لم تُخف غضبها عقب القرار الأخير لمجلس الأمن، معتبرة أنه ينحاز بشكل واضح للمغرب.
وتتطلع المملكة باهتمام كبير إلى المبعوث الشخصي المقبل للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء عقب استقالة كوهلر، الذي قضى أقصر مدة مقارنة مع سابقيه، حيث لم يمكث في منصبه أكثر من 20 شهرا.
ويذكر أن المبعوث الأممي في الصحراء جيمس بيكر استمر لسبع سنوات في منصبه، ما بين مارس/ آذار 1997 ويونيو/ حزيران 2004، وخلفه بيتر فان فالسوم بين يوليو/ تموز 2005 وسبتمبر/ أيلول 2008، ثم كريستوفر روس ما بين يناير/كانون الثاني 2009 ومارس/ آذار 2017، والذي تميزت فترته بالتوتر في العلاقات مع المغرب وجمود المفاوضات.
قد يهمك ايضا :
تفاصيل جديدة حول استقالة هورست كوهلر من منصبه
كوهلر يناقش قضية الصحراء المغربية أمام البرلمان الأوروبي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر