احتنضت محكمة الاستئناف بأغادير، اليوم الاربعاء 24 مارس الجاري، الجلسة الرسمية لأداء اليمين القانونية للمحاميات والمحامين المتمرنين والبالغ عددهم 24 من ضمنهم 5 محاميات .
وتخللت جلسة أداء اليمين القانونية للمحامين الجدد، كلمة للرئيس الأول لمحكمة الاستئناف الاستاذ ” عبد الله الجعفري” هنأ من خلالها المحامون الجدد بهيئة المحاماة بأكادير والعيون، والتي وصفها الجعفري ب “الهيئة العتيدة” التي تربطها علاقات متميزة بأسرة العدالة بهذه الدائرة مبنية على الاحترام المتبادل .
واشار ” الجعفري ” كلمته في حفل التخرج، أن المحاماة ليست مهنة فقط بل رسالة نبيلة وقيم حملها فلاسفة وأدباء، وساسة عظام سجلوا ببصمات من ذهب في صفحات التاريخ، بما قدموه للإنسانية من مواقف في سبيل تحقيق العدل والمساواة والحرية، مؤكدا أن الانتماء إليها فارق بين مرحلتين، إذ بعد أداء اليمين يكون المحامي ملزما بالقطع مع كثير من الممارسات والعادات وملتزما بالتقيد بمجموعة من القيود والتقاليد والأعراف مع التحلي بمجموعة من القيم لا تتوفر في غيره، من قيم الصدق والنزاهة – الأمانة – الشجاعة – حسن الأخلاق – التواضع، بالإضافة إلى المعرفة الجيدة بالقانون.
وأشاد ” الجعفري ” بمواقف جمعية هيئة المحامين منذ تأسيسها ومواقف القضاة عبر جمعيتهم رابطة القضاة منذ ستينيات القرن الماضي فيما يخص الدفاع عن استقلال القضاء والدفاع عن دولة الحق والقانون وحقوق الإنسان حتى تحقق ذلك بدستور 2011 بتناغم وتوافق بين الإرادة الملكية السامية والشعب المغربي.
من جانبه، هنأ الوكيل العام للملك الاستاذ ” عبد الكريم الشافعي” الفوج الجديد من المتخرجين من محاميات ومحامون خلال الجلسة الرسمية التي إعتبرها من الطقوس و التقاليد القضائية وأعراف مهنة المحاماة العريقة، التي تمر في إحترام لضوابط الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي .
مؤكدا أن أداء اليمين وهو ميثاق غليظ يجسد قيم مهنة المحاماة ونبل رسالتها للدفاع عن الحقوق وصون الحريات، ناصحا المتخرجين الجدد، بالتحلي بالصبر و التشبع بأخلاقيات المهنة وتقاليدها العريقة ذات الحمولة القانونية والحقوقية المرتبطة بماضي تليد وحاضر مشرف ومستقبل، معتبرا ان الفوج الجديد سيساهم و لا شك في حمل مشعل الارتقاء بمنظومة العدالة بتعاون مع السلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة ووزارة العدل وباقي المتدخلين في منظومة العدالة.
وأشار الاستاذ ” الشافعي ” أن المحاماة جزء من أسرة القضاء وجناحها الثاني ، تقتضي من المتخرجين الجدد الانخراط في التكوين من خلال اكتساب مهارات الرقمنة التي اصبحت ضرورة ملحة خاصة في ظل ما تم الوقوف عليه من ضرورتها اثناء جائحة كوفيد 19 .
كلمة نقيب هيئة المحامين بأكادير والعيون الاستاذ ” خليل نور الدين” تناولت تذكير المتخرجين بالمواد القانونية المؤطرة للمهنة، من ضمنها
المادة 12 من القانون رقم 08/28 المنظم لمهنة المحاماة التي تنص على صيغة القسم التي يتعين أدائها للقبول في لائحة التمرين، وأمام محكمة الإستئناف، في جلسة خاصة .
واعتبر النقيب، أن الإطلاع على هذا المقتضى القانوني يوضح بأن القسم هو شرط لازم للقبول في لائحة التمرين أولا، ويتم تخصيص جلسة خاصة له أمام محكمة الإستئناف ثانيا، مع إيلاء رئاستها للسيد الرئيس الأول وحضورها من طرف السيد الوكيل العام بصفتهما هذه ثالثا، بشكل يؤكد تلك الأهمية التي أولاها المشرع لأداء القسم لبدء ممارسة مهام الدفاع .
كما أن صيغة القسم التي حددت كيفية الممارسة المهنية، ما بين السلوك العام، والسلوك نحو المؤسسات القضائية، والسلوك نحو المتقاضي، والسلوك نحو الدولة، يؤكد بحسب النقيب، على توخي الإحاطة بكل نواحي الممارسة المهنية للمحامي، وضرورة الوعي بها عند بدء هذه الممارسة، مضيفا أن إختيار تسمية القسم بدل اليمين، يحمل دلالة تفيد دوما الأيمان الصادقة والتي لا تقبل الحنث بها ، ومشيرا ، أن المتخرجين الجدد هم مستقبل مهنة المحاماة بهذه الدائرة التي تمتد على نصف التراب الوطني، بعد أدائهم القسم القانوني بدلالته وأبعاده وآثاره، ليجسدوا من لحظة أداء هذا القسم حماة التطبيق السليم للقانون، والدرع الحقوقي الصامد ضمن منظومة العدالة، الذي سيواصل الذوذ عن ترسيخ الحقوق والحريات وإرساء قواعد المحاكمة العادلة.
قد يهمك ايضا :
محاكمة متقاعد بتهمة قتل ابنه تفتح نقاش "عقوق الوالدين" بالمغرب
موظفو العدل يحتجون في كازا ويطالبون بتعويضهم عن الساعات الإضافية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر