الرباط - الدار البيضاء
تحدث مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، جوي هود، بعد لقائه بوزير الخارجية ناصر بوريطة، عن قضية الصحراء المغربية قائلا: “إننا ندعم عملية سياسية ذات مصداقية تقودها الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار ووقف أي أعمال عدائية. نحن نتشاور مع مختلف الأطراف حول أفضل السبل لوقف العنف وتحقيق تسوية دائمة”.
وفي هذا الإطار قال سمير بنيس، الخبير المغربي المتخصص في العلاقات الدولية، إن تصريحات هود “بدت لبعض الناس غامضة، وكأنه لم يتطرق إلى مسألة الاعتراف بمغربية الصحراء” وأضاف بنيس موضحا ضمن تصريح أعلامي : “العديد من المراقبين أولوا الأمر بأن الإدارة الأمريكية ربما تستعمل هذه اللغة المبهمة كوسيلة من أجل أخذ مسافة بينها وبين الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء”، مؤكدا أن “هذه قراءة خاطئة للموقف الأمريكي، إذ إن الكثير من المراقبين كانوا يعولون على تراجع الإدارة الأمريكية عن موقفها، لكن ذلك لم يحدث”.
وأردف الخبير ذاته: “أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية قبل أسابيع أن الموقف الأمريكي تجاه مغربية الصحراء لم يتغير، ورغم ذلك مازال بعض المراقبين لم يستسيغوا هذا الاعتراف”، متابعا: “هناك مراقبون ينتظرون أي تصريح غير واضح من أي مسؤول أمريكي ليقولوا إن الإدارة الأمريكية الجديدة تعمل على الابتعاد وأخذ المسافة من الاعتراف بمغربية الصحراء”.كما أكد الخبير المغربي أن الاعتراف بمغربية الصحراء أصبح ثابتا، “وخير دليل على ذلك أن كل الإدارات التابعة للولايات المتحدة بدأت تستعمل الخريطة المغربية كاملة، فيما التقارير الصادرة عن معظم الكيانات الأمريكية، بما فيها ذلك وزارة الخارجية الأمريكية، تضمنت الصحراء في إطار التقرير الخاص بالمغرب، وهو ما يقع لأول مرة منذ أكثر من 45 سنة”، وفق تعبيره.
وأردف المتحدث ذاته: “لا أظن أنه سيكون هناك تراجع لأن هذا الاعتراف الأمريكي، خلافا لما يروج له كثير من المراقبين، لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة سياسة مدروسة ونتيجة صناعة راسخة داخل الأوساط السياسية الأمريكية حول ضرورة الاعتراف بمغربية الصحراء وإقفال هذا الملف بما يتماشى مع السيادة المغربية”.وأشار بنيس أيضا إلى أن “هذا الاعتراف يدخل في صميم التوجه الإستراتيجي لأمريكا في المنطقة، حيث تعول على المغرب كحليف إستراتيجي في شمال إفريقيا ومدخل لإفريقيا جنوب الصحراء”، مستطردا: “المغرب أيضا يعد البلد الإفريقي الوحيد الذي تجمعه مع أميركا اتفاقية للتبادل الحر، كما لهما علاقات سياسية وأمنية وعسكرية جد متجذرة وجد عميقة”.
ونبه المحلل ذاته إلى أن “استعادة العلاقات بين المغرب وإسرائيل أعطت لأمريكا حافزا أكبر من أجل الحفاظ على الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء”.وأوضح الخبير في العلاقات الدولية كذلك أنه “منذ 2007 حتى 2020 كان المسؤولون الأمريكيون في أي لقاء يجمعهم بمغاربة يستعملون دائما العبارة نفسها، التي تفيد بأن الإدارة الأمريكية تؤمن بأن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يمكن أن يشكل أساسا للتوصل إلى حل سياسي متفق عليه؛ واليوم لم تعد الحاجة إلى استعمال هذه العبارة، وبالتالي لم تظهر في الخطاب لكون مغربية الصحراء باتت أمرا مفروغا منه”.
قد يهمك ايضا :
وزير الخارجية الموريتاني يؤجل زيارته الى المغرب
تطوير الشراكة يجمع ناصر بوريطة ووزير خارجية فرنسا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر