رأت صحيفة أميركية أن "الاحتجاجات التي تشهدها السودان للمطالبة برحيل الرئيس عمر البشير لن تحقق أهدافها"، معتبرة أنه "حتى الآن لا يوجد ما يشير إلى أن الرئيس السوداني سوف يتنازل عن السلطة".
ففي تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية حول الاحتجاجات السودانية التي تشهدها البلاد على منذ أسبوعين والتي تطالب بإقالة الرئيس البشير الذي أمضى 30 عاما في السلطة، وسط الحروب الأهلية والنزاع العرقي وإنهيار الإقتصاد، أوضحت الصحيفة، أن هذه الاحتجاجات هي الأكبر في التاريخ الحديث تشهدها الدولة الواقعة في شمال أفريقيا وتطالب بانتهاء حقبة البشير، حيث رددت الحشود شعارات مستوحاة من حركات "الربيع العربي" التي ضربت عدداً من الدول العربية في العام 2011 ، لكن في الوقت الراهن، لا يوجد ما يشير إلى أن البشير سوف يتنازل عن السلطة، بحيث نجا من موجات من الاحتجاجات باستخدام القوة، حسب قول الصحيفة.
وأضافت: "في الأيام الخمسة الأولى من المظاهرات، قُتل نحو 40 متظاهراً على يد قوات الأمن، فيما يقول المراقبون إن عشرات آخرين قتلوا منذ ذلك الوقت، وتزعم الحكومة أن 19 فقط قتلوا".
ورأت الصحيفة الأميركية، أنه حتى الآن الاحتجاجات عفوية رغم التخطيط السابق لتنظيم مظاهرة في جميع أنحاء البلاد أمس الأحد، خاصة أن الطبيعة اللامركزية للاحتجاجات في السودان تعود إلى "الربيع العربي"، الذي بدأ باحتجاجات اقتصادية، ولكنها تحولت إلى استياء شعبي ضد "قادة متسلطين".
ومنعت الحكومة السودانية الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء البلاد لمحاولة احتواء الاحتجاجات، ولكن الاستخدام الواسع للشبكات الخاصة الافتراضية سمح للإنترنت بالبقاء ليس فقط من أجل تبادل المعلومات، ولكن شمل أيضاً الصور والرسوم البيانية، ومقاطع فيديو للمتظاهرين والجرحى و القتلى.
وأشارت الصحيفة إلى أن اقتصاد السودان تحت قيادة البشير تعرض لهزات عميقة، فقد انفق البشير الذي وصل الى السلطة في انقلاب عام 1989 ، مليارات الدولارات على عقود الدفاع والتسليح، بينما كانت قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية تعاني من أزمات.
ولفتت الصحيفة، الى "التظاهرات التي تطالب برحيل البشير ليست الأولى، ففي عام 2013، قوبلت احتجاجات في الخرطوم "بقوة وحشية" من الحكومة، وقتل حوالي 200 شخص، لكن العديد من المتظاهرين يشعرون بالأمل هذه المرة". وأوضحت الصحيفة، أن البشير يدافع عن حياته أيضا لأنه في حالة إقصائه، قد يواجه المحكمة التي تهرب منها لسنوات.
وتأتي الاحتجاجات في الوقت الذي تسعى أوروبا والولايات المتحدة للتخفيف من العقوبات المفروضة على السودان، مقابل وعود البشير بتقديم مساعدات إنسانية لجنوب السودان، والمساعدة في الحد من الهجرة نحو أوروبا.
وقال إليوت إنجل، الرئيس الجديد للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي: "لقد عادت الحكومة السودانية إلى السلوك القمعي العنيف". ودعا إلى مراجعة مسألة رفع العقوبات عنها.
وتحول البشير بشكل متزايد نحو دول عربية أخرى، وخاصة المملكة العرية السعودية للحصول على الدعم الاقتصادي، لكنها لم تستجب لمساعدته. ولتدارك هذه الأزمة، فقد أرسل أكثر من 10 آلاف من السودانيين للقتال على الخطوط الأمامية في حرب اليمن الى جانب قوات التحالف العربي، مقابل الحصول على مساعدات مالية، وباع كميات هائلة من الأراضي الزراعية السودانية إلى العرب الأثرياء. ولم تصل فوائد هذه الصفقات إلى معظم السودانيين.
ولا يزال السودان بلداً تحد فيه المصارف من عمليات السحب لـ 15 دولاراً في اليوم، ويمكن أن يؤدي إلغاء الإعانات على المواد الغذائية اليومية مثل الخبز إلى الآلاف من الجوعى.
قد يهمك ايضا : الرئيس البشير يُؤكِّد أنَّ السودان يتعرّض لمؤامرة "خارجية"
تطوُّر جديد للأوضاع في السودان وسُلطات الأمن تعتقل قيادات سياسية ونشطاء
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر