آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

"خطاب الماريغوانا" يشرخ جدران "العدالة والتنمية" في المغرب

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

حزب العدالة والتنمية
الرباط _ الدار البيضاء اليوم

هز قانون تقنين زراعة القنب الهندي (الماريغوانا) في المغرب، حزب العدالة والتنمية الحاكم، في وقت يسعى به الحزب للفوز بولاية حكومية ثالثة خلال الانتخابات البرلمانية والبلدية المقررة الصيف المقبل.وفي قرار يرتقب أن تكون له "تداعيات وخيمة على تماسك الحزب"، أعلن الزعيم السابق للحزب عبد الإله بنكيران تجميد عضويته، وقطع علاقاته مع مجموعة من القيادات البارزة وعلى رأسها رئيس الحكومة الحالي سعد الدين العثماني.
وجاء قرار بنكيران، الذي ترأس أول حكومة يقودها حزب إسلامي في المغرب عام 2011، بعد ساعات قليلة من مصادقة الحكومة على مشروع قانون لتقنين زراعة القنب الهندي لأغراض طبية وصناعية.وبعد أسبوعين من التأجيل بسب خلافات بين مكوناتها، صدقت الحكومة المغربية في جلستها الأسبوعية التي انعقدت الخميس، على مشروع قانون يجيز زراعة "الكيف" لأغراض طبية وصناعية، مع الحفاظ على الطابع اللامشروع لكل استعمال للنبتة المخدرة، خارج هذا الإطار.
وفي منشور على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" كتبه بنكيران بيده، أعلن الرجل أنه "تبعا لمرور قانون تقنين زراعة القنب الهندي"، فإنه قرر تجميد عضويته داخل الحزب وقطع علاقاته بمجموعة من القيادات الحزبية، هم الأمين العام للحزب رئيس الحكومة، والوزراء مصطفى الرميد وعبد العزيز الرباح ومحمد أمكراز، إضافة إلى القيادي والوزير السابق لحسن الداودي.وكان الأمين العام السابق للحزب قد هدد قبل أيام بتجميد عضويته "في حال وافقت الأمانة العامة الحالية على تمرير مشروع القانون"، وبالانسحاب منه كليا إذا صادق نواب الحزب على النص داخل البرلمان.
ويعرف بنكيران بمعارضته الشديدة لتقنين زراعة القنب الهندي، حيث رفض خلال ولايته الحكومية بين عامي 2011 و2017، مناقشة مقترح تقدمت به بعض الأحزاب لتقنين هذه الزراعة لأغراض طبية وصناعية.وفي قراءته لقرار بنكيران تجميد عضويته داخل حزب العدالة والتنمية، يرى الأكاديمي والمحلل السياسي محمد بودن أن الأمر يتعلق بـ"موقف نابع عن تعبير عاطفي" من قضية تقنين زراعة الكيف.
ويعتبر بودن ، أن عدم تضمن رسالة بنكيران لمرسل إليه معين، ينم عن "رغبة الرجل في التوجه إلى الرأي العام المغربي وليس إلى هياكل الحزب"، في وقت تتنافس به قيادات الصف الأول من العدالة والتنمية على الشعبية.وأكد الأكاديمي المغربي أن ما صدر عن بنكيران بعد مصادقة الحكومة التي يقودها حزبه، يشكل "ضربة قوية للحزب الإسلامي من أمينه العام السابق، وليس من خصومه السياسيين"، ويشير إلى أن "هذا الشرخ الذي يسبق الانتخابات البرلمانية والبلدية بأشهر قليلية، من شأنه أن يعمق الانقسامات الداخلية للحزب، وأن يؤثر على أدائه في هذه الاستحقاقات".
ومن جهة أخرى، يعتبر المحلل السياسي محمد العمراني بوخبزة أن اعتماد الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية موقف تجميد عضويته بهذه الطريقة، يعطي انطباعا بأن الحزب "لم يستطع أن يبصم بالفعل على صفة الاستثناء التي حاول دوما إلصاقها بمؤسسته الحزبية، وبطريقة تدبير مشاكله الداخلية".
وفي حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أكد بوخبزة أن "أثر 10 سنوات من السلطة أصبحت ظاهرة بشكل واضح على حزب العدالة والتنمية، الذي بات منهكا على الصعيد الداخلي بفعل الخلافات حول مجموعة من القضايا، خاصة تلك التي تخالف مرجعية الحزب الإسلامي".
ويعتبر بوخبزة أن تفجر قضية "الكيف" في هذا التوقيت، سيجعل الحزب يدخل بشكل "مترهل" للانتخابات البرلمانية والبلدية المقبلة، وهو ما ينذر بأن مستقبله السياسي أصبح غامضا، ويرى أن قطيعة بنكيران مع قيادات كبرى تشارك معها نفس المبادئ والمواقف لسنوات طويلة، يشكل "لحظة فارقة قد تكون لها تبعات مدمرة في حال لم يتم تدبيرها بالاعتماد على مرجعية صلبة".ومع انطلاق المشاورات حول مشروع قانون تقنين زراعة القنب الهندي آواخر فبراير الماضي، أعاد بنكيران نشر مقطع فيديو قديم على صفحته الرسمية على "فيسبوك" بعنوان "دعاوى تقنين زراعة الكيف شرعنة للمخدرات".
ويظهر في الفيديو بنكيران أثناء تجمع حزبي، وهو ينتقد بشكل شرس المقترح الذي أطلقه في 2013 حزبا الأصالة والمعاصرة والاستقلال بشأن تقنين زراعة النبتة، واللافت أن رئيس الحكومة السابق اقتبس مجموعة من الأحاديث الدينية للدفاع عن طرحه.وفي هذا السياق، يؤكد بودن أن "موقف بنكيران مؤسس على مرجعية دينية، وعلى مغالطات لا تعتمد على العلم فيما يتعلق بالاستعمالات المشروعة لنبتة القنب الهندي في المجالات الطبية والصناعية".
وهو نفس الرأي الذي يذهب إليه بوخبزة، حين يبرز أن "بنكيران يركز في مقاربته لموضوع القنب الهندي على الجانب الديني بحديثه عن الطبيعة المخدرة للنبتة"، ويعتبر أن هذا التوجه "ينسجم مع مرجعيته الإسلامية، لكن السياسي البارز يعلم في الوقت نفسه أن هذا الجانب الديني هو الذي يحظى باهتمام الغالبية العظمى للمجتمع المغربي".ويؤكد المتحدث أن "ما يعاب على بنكيران هو إغفاله لكل الجوانب الأخرى المتعلقة بالاستعمالات المشروعة للنبتة، والفوائد التي يمكن أن يجنيها منها المغرب والمناطق التاريخية لزراعة الكيف".
يرى عدد من المراقبين أن قرار الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية ليس الغرض منها مشروع قانون الكيف بحد ذاته، بقدر ما هو الرغبة "في استعادة الزعامة" أو "الطموح لإنشاء حزب جديد"، خاصة أنه يعلم جيدا أن حزبه لا يملك حرية اتخاذ القرارات بمفرده داخل الحكومة، بل هو يشتغل إلى جانب مكونات الأغلبية.
ويؤكد بوخبزة أن "هذه الفرضية واردة، خاصة أن بنكيران من السياسيين الذين عمروا طويلا في زعامة حزب المصباح (رمز حزب العدالة والتنمية)"، لكنه يعتبر أن السياق الحالي مختلف تماما، ويعلل موقفه بالقول إن "بنكيران لا يملك حاليا القاعدة الشعبية التي تؤهله لتأسيس حزب كبير بحمولة ووزن حزب العدالة والتنمية. كما أن عهد الزعامة الشعبوية في المغرب قد ولى" حسب رأي المحلل السياسي.ويشير بذلك بوخبزة إلى حقبة بنكيران وعدد من القيادات الحزبية التي نهجت طريقة شعبوية في التواصل مع الجمهور المغربي.

قد يهمك ايضا

مجلس النواب المغربي يصوت على مشاريع قوانين جاهزة‎

برلماني يطالب ب”الرد الحازم” على تصريحات الغنوشي ضد المغرب

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطاب الماريغوانا يشرخ جدران العدالة والتنمية في المغرب خطاب الماريغوانا يشرخ جدران العدالة والتنمية في المغرب



GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca