آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

"إخوان" الخليج وجباية الأموال

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

بقلم: عائشة المري

صرح الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2012 أنه «يجب على دول الخليج التعاون لمنع جماعة الإخوان المسلمين من التآمر لتقويض الحكومات في المنطقة». كان حديث الشيخ عبدالله جرس إنذار للدول الخليجية ودعوة للتعاون في وجه مخططات تنظيم «الإخوان» على أراضيها، وسرعان ما تكشفت المؤامرة الإخوانية في الخليج، فبعد أن أعلنت السلطات الإماراتية عن الكشف عن خلية إرهابية إخوانية بدت تتضح الصورة وتتضح الصلات التنظيمية بين المكاتب الفرعية في دول الخليج وشكلت دولة الإمارات ودولة الكويت والمملكة العربية السعودية مؤخراً مثلثاً أمنياً يسعى لكشف شبكة الخلايا الإرهابية الإخوانية ولاجتثاث مخططات «الإخوان» في الخليج. وقد أثار كشف الخلية الإخوانية في الإمارات المخاوف من عمليات تمويل وتخطيط خارجية حيث أثبتت التحقيقات الأولية «وجود خيوط شبه مؤكدة تقود إلى تورط عدد من إخوان الكويت في مخطط الخلية، سواء عبر التمويل أو التخطيط والإشراف على التنفيذ والمشاركة في إعداد المخطط تنفيذاً لتوجيهات خارجية». وقد صرح برلمانيون كويتيون بأن رئيس الوزراء الشيخ جابر مبارك الصباح أبلغهم في جلسة سرية عقدت يوم الخميس الماضي بأن مواطنين كويتيين قدموا دعماً مالياً لأعضاء من جماعة «الإخوان المسلمين» في الإمارات. قد أثار فوز «الإخوان المسلمين» في مصر النشوة في «إخوان» الخليج، وبدأت نبرة منتمي حركة «الإصلاح» تعلو في وسائل التواصل الاجتماعي ومن على المدونات وبدت لتغريدات «إخوان» الإمارات ممن كانوا يدعون انتمائهم «الفكري» لا التنظيمي لجماعة «الإخوان المسلمين» أصداء في تغريدات «إخوان» دول الخليج، وبدا جلياً للمتابع التناغم الفكري بين «إخوان» الخليج مع بعضهم بعضاً من جهة، و«إخوان» الخليج والتنظيم الأم في مصر من جهة أخرى، وتباعاً انكشف التعاون المادي والتنظيمي بين تنظيمات «الإخوان» في الخليج، وبدأت الهجمة على دولة الإمارات بالتصاعد. ولعل إشكالية «إخوان» الخليج في أعقاب صعود «إخوان» مصر على أكتاف الثورة هي استعجال القطاف، فقبل أن تستقر الأوضاع السياسية في جمهورية مصر تعجل «الإخوان» القطاف في بعض الدول الخليجية. وعلى مدار عقود مضت تسامحت الدول الخليجية مع جماعة «الإخوان المسلمين» وسمحت لهم بتأسيس فروع تحت مسميات مختلفة تشترك في الأساس الفكري، رغم التشكيك المستمر والنفي المتواصل في موضوع «البيعة» و«الولاء»، ورغم بعض التباينات بين خط الإسلام السياسي المصري والإسلام السياسي الخليجي لاختلاف التجربة السياسية إلا أن ضخ الأموال الخليجية ظل قائماً طيلة عقود، وتحددت علاقة «الإخوان المسلمين» بدول الخليج عبر مجالين مالي وسياسي، حيث تعد القيادات القـُطرية في الدول الخليجية أحد مصادر تمويل أنشطة «الإخوان المسلمين»، إذ ورد ذلك في اللائحة التنفيذية لتنظيم «الإخوان» الصادرة في عام 1982 والتي تنص في المادة 53 على التزام «كل قـُطر الاشتراكات بتسديد اشتراك سنوي تحدد قيمته بالاتفاق مع مكتب الإرشاد العام»، أي بعبارات أخرى تتراوح الالتزامات المالية للأعضاء حسب دولهم. وإضافة للاشتراكات كانت التبرعات الخيرية والتمويلات المالية أحد أهم مصادر التمويل من دول الخليج. أما سياسياً فقد شكلت دول الخليج ملاذاً آمناً للقيادات الإخوانية الهاربة من بطش الأنظمة السياسية سواء في مصر وغيرها، وكانت المجتمعات الخليجية بتسامحها وتدينها الفطري بيئة خصبة لازدهار الفكر الإخواني وتغلغله في المؤسسات التعليمية والمجتمعية والخيرية ومؤسسات النفع العام مستعيناً بالنموذج المصري بالأساس، ورغم تفاوت تجربة «الإخوان» في الدول الخليجية تبدو تجربة «إخوان» الكويت الأبرز خليجياً والأنضج سياسياً والأقرب في تطبيق خطة التمكين في نسختها الخليجية، وهي الأعلى صوتاً. ستظل علاقة «إخوان الخليج» بدولهم وحكومات الخليج ملتبسة وشائكة وتحكمها مرجعيتهم السياسية في مصر، وستسمر حركة «إخوان» الخليج في لعب دور الممول المالي وفي جباية الأموال دعماً للتنظيم الأم ومع «أخونة الدولة» في مصر انطلقت الدعوات مؤخراً من على المنابر ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لدعم «الاقتصاد المصري»، لتؤكد على علاقة التبعية المطلقة بين الفرع والتنظيم الأم في مصر ودور «إخوان» الخليج. عن جريدة "الاتحاد"

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إخوان الخليج وجباية الأموال إخوان الخليج وجباية الأموال



GMT 07:16 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين والقدس الأبية

GMT 07:02 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 07:02 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 06:53 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أنا النزيل الأعمى على حروف الهجاء ( في رثاء أمي الراحلة)

GMT 13:53 2023 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

سأغتال القصيد

GMT 10:26 2023 الإثنين ,10 تموز / يوليو

لن أرحلَ

GMT 12:08 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 21:11 2022 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مسرح "الراويات" المنسي والمغيب

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca