آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

"في ظلمة غيابك.. احلم"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

الجزائر ـ خالد علواش

ينقطع التيار الكهربائي فجأة ، يعمّ الظلام الدامس فتنمحي اشياء الغرفة في سواد داكن رهيب .. م تُبدي انزعاجا كبيرا هذه المرة، ولا سارعت كما كلّ ليلة تتلمّس شمعة من شموع عيد ميلادها التي باتت تضعها كل مساء عند طرف طاولة الزّينة، تحسّبا لأي طارئ، بل ألقت بجسدها المتعب على السرير الذي كانت تقف بجانبه ،غارقة في صمت رهيب، ما فتئ يتحوّل إلى صرخات عميقة راحت تتفجّر في نفسها، لتتسلّل إلى شفتيها فتخاطب طيف شبحها في الظلام الداكن: وليكنْ، هي هكذا الأحلام الجميلة تجيء دوما في الظلام، تكبر في الظلام، تُضمِّخ الليل بعطور الحنين فيتنسّم العشّاق من ياسمينها اللّيلي، ينتشون من فيضها، يرقصون، يهيمون.. منذ عام وأنا أتلصص خلف نافذة الغرفة، أرقب مجيئك صباحا مساءً فلا تأتي ..سمعت كل أغاني الشوق ،أعدت سماعها ألف ألف حنين وما جئت، أهرقت كل حروفي، سكبت من جرار الحزن ما لا يطيقه جسدي النحيف ،أما تأتي؟ مدت يدها تتلمّس موضع الهاتف النقال، ضغطت على زرّ من أزرار لوحته ، ضوء خافت أزرق اللون، تتوسّطه صورة الحبيب، يبتسم لها، صورة تذكّرها به على الدوام ،فلم يبق منه أثر سوى تلك الصورة، رقمه لم يعد في الخدمة، بريق عينيه السوداوين يزيدها شوقا إلى لقائه، يرسل لها رسائل الوجد النابض فيها، ملامح وجهه المتموّج بالدفء كشاطئ هادئ عند المساء.. عيناها غارقتان في عينيه في ضوء شاشة الهاتف النقال وقد استحالت بحيرة بجع كبحيرات العشاق ..ماذا لو؟ مسحت بأصابعها على وجهه، أحست بنبضه ،خفق قلبها( أحبك ) لاح في وسط الشاشة رقم يومض ..تبعه رنين الهاتف النقال .. أيكون رقمه؟ توهّج مصباح الغرفة من جديد، انقطع الرنين للحظة، انبعث لهيب أنفاسها، تأففت.. صرخت: اللعنة على من يقطع أحلامنا وأنفاسنا كل ليلة.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ظلمة غيابك احلم في ظلمة غيابك احلم



GMT 07:16 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين والقدس الأبية

GMT 07:02 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 07:02 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 06:53 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أنا النزيل الأعمى على حروف الهجاء ( في رثاء أمي الراحلة)

GMT 13:53 2023 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

سأغتال القصيد

GMT 10:26 2023 الإثنين ,10 تموز / يوليو

لن أرحلَ

GMT 12:08 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 21:11 2022 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مسرح "الراويات" المنسي والمغيب

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 12:24 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

عودة الإلترات

GMT 07:22 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

زوري أيسلندا للتمتع بمغامرة فريدة من نوعها

GMT 01:38 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

ميغان ماركل تنوي شكر صديقاتها في حفلة زفافها الثانية

GMT 06:54 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يوضّح كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 05:59 2016 الأحد ,07 شباط / فبراير

5 حيل ذكية لتهدئة بكاء الطفل سريعًا

GMT 12:20 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

حسين فهمي وشيري عادل يفضلان الرسم ومحمد رمضان يعشق الرياضة

GMT 00:17 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بريطانية تتيح درجة البكالوريوس في "البلايستيشن"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca