آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

تفسير قوله تعالى "ولقد كرمنا بني آدم"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - تفسير قوله تعالى

الأزهر الشريف
القاهرة - المغرب اليوم

يتناول علماء مركز الفتوى بالأزهر الشريف اليوم معني الكرامة، من خلال قول الحق سبحانه "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" { الإسراء : آية 70}.

الكرامةُ مقوّم أصيلٌ من مقومات الإنسانيّة، ومن دعائم القدرة على السواء في التّعامل، ولقد تعاهد الله الإنسان منذ خلقه بالتّكريم، فخلقه بيده، وأمر الملائكة بالسجود له، إمعانًا في إظهار كرامته على مولاه، قال سبحانه:

"وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ" {الأعراف: آية11} وإتمامًا للكرامةِ فقد خلقه في أحسن صورة، قال تعالى: "وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ" {غافر: 64} ومن إكرامِ ابن آدم أن حباهُ الله العقل والفهم، والنّطق، والقدرةَ على الإبانة، والتمييز، وتدبير أمر المعاش والمعاد، وأن جعله متصرفًا في طيّبات الأرض، كلّها مسخّرةٌ له، ومن أعظم صور التكريم المخاطبة بالشرائع، وحصر التوجه بالعبوديّة إلى الله وحده، وتحرير الإنسانية من أغلال الوثنية، وعبوديّة الفكر، ومن ذلك جعل التّقوى هي المعيار الأساسيّ الّذي يتفاضلُ به البشر، وليس الجنس، أو اللون، أو الصورة، يقول الله تعالى في سورة الحجرات: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ" { الحجرات : آية 13} الأمر الذي جهر به النّبي – صلى الله عليه وسلم – مذكرًا في حجّة الوادع: "أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى" فمن أراد الكرامةَ حقّ الكرامة، فليتّق الله، ومن كرامة الإنسان على الله كذلك أن عقد له الخلافة في الأرض، ووكل إليه إعمارها، وحمّله أمانة ومسئولية القيام بذلك على أوفق الوجوه، وربط له ذلك بأهداف عليا محررًا إرادته، ومطلقًا لها العنان في أنْ تشرّق وتغرّب، ما دامت تسيرُ على منهاج الله، إنّ حفظ كرامة الإنسان هو ما تصلح معه المطالبة بالتبعة، وتتحقق به المسئولية، والقرآن الكريم مشحون بالآيات التي تنهى عن ظلم الإنسان، بأي صورة من صور الظلم بما في ذلك النّيل من كرامته، إن النفوس الكريمة تستشرف للمهام الكريمة، وتقهر الصعاب، أمّا ذلك الّذي يرغم الأنفس تحت صنوف المذلة والمهانة فلا أرضًا قطعَ، ولا ظهرًا أبقى.

نقلًا عن بوابة الأهرام

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفسير قوله تعالى ولقد كرمنا بني آدم تفسير قوله تعالى ولقد كرمنا بني آدم



GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca