القاهرة ـ أ ش أ
أكد الكاتب الروائى خالد إسماعيل إن الفنون المرتبطة بحرب العبورالمجيدة تعرضت لمشكلة سياسية أدت إلى التعتيم على تفاصيل هذا المنجز، فالبعض تعامل معه على أنه نصر منقوص والبعض تكلم عن "حرب تحريك "و"حرب تحرير"، وهذا تزامن مع سيطرة فريق الرئيس الراحل السادات الذى رأى أن النصر هو مقدمة لعملية تفاوض سياسى.
وقال إسماعيل إنه مع غياب الحماس القائم على تمجيد المجهود البشرى الذى قام به المصريون ،اقتصر النصرعلى تمجيد "صاحب قرارالعبور" ، وهذا الحماس جاء على حساب صناع النصر الحقيقيين "الجنود والعمال والضباط والفلاحين "ومع صدور مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلى ظهرت حالة تذبذب جعلت التحرك فى اتجاه تخليد النصر يتناقص لأن الاعلام اكتفى بتلخيص العبور والنصر فى شخص الرئيس، لافتا إلى وجود أغنية تقول: "هناك أغنية مشهورة تقول عاش اللى قال للرجال عدوا القنال ".
وتابع:المثقفون لم يشاركوا فى الحدث والمعلومات ناقصة فهناك من المواقف والحكايات على الجبهة مازال يندرج تحت مسمى الاسرارالعسكرية وهذا معناه انتظار 9 سنوات حتى يكتمل نصف القرن اللازم للافراج عن الوثائق والمعلومات العسكرية ،ورغم عشرات المحاولات لإنتاج فيلم يليق بحرب العبور إلا أن الدولة المصرية ترفض الاحتفال بجهد الشعب الذى حارب ست سنوات "حرب الاستنزاف التى اسغرقت ألف يوم" لأنها اخترقت من جانب الذين لايريدون تخليد بطولات الشعب، ولديك مثال حى يمكنك التأكد من صدقه ، والبطل فى هذا المثال هو الفنان لطفى لبيب الذى كتب سيناريو تحت عنوان "الكتيبة 26"، ولم توافق الرقابة عليه لسبب وحيدهو أن السيناريو يهتم ببطولات الجنود لا القادة ولم يجد الفنان الوطنى وسيلة غير طباعة السيناريو فى كتاب منذ سنوات قليلة.
وأشار إلى أنه وبخصوص الافلام الستة التى تحتوى الكلام عن الحرب والعبور فهى اجتهادات فقيرة لاتليق بانتصار صنعه شعب بأكمله وبالنسبة للادب فلا يوجد نص يتكلم عن الحرب غير "الرفاعى " الرواية التى كتبها جمال الغيطانى ،بحكم ما أتيح له من اتصال بجبهة القتال من خلال عمله مراسلا حربيا لصالح مؤسسة "أخبار اليوم".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر