القاهرة ـ أ ش أ
أكد الروائي فؤاد قنديل أن حرب أكتوبر المجيدة التى دارت رحاها على أرض سيناء، أوقعت الأدب والأدباء والفنانين والساسة في موقف تخجل منه الأجيال المقبلة لأنها كانت من الإبداع والتضحية والتأثير ما لا ينكر ولا يُنسي خاصة وقد انتهت تماما حجة من يصرون على ضرورة مرور السنوات على التجربة، إذ مر أكثر من أربعين عاما منذ خمدت نيرانها. وقال في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن التقصير ليس كاملا فقد كتب من الشعراء عبد الصبور وحجازى وأبو سنة وسويلم والحوتى وغيرهم ومن القاصين؛ فؤاد حجازى والفيل وقاسم مسعد عليوة ودراز ونجم والغيطانى وعلاء مصطفى وصاحب هذا التصريح وآخرين؛ لكن جبل الثلج ما زال يتصدر المشهد فما كتب من تجارب وتضحيات وأحوال لا يمثل غير عشر ما جرى على الأرض، والأسباب عديدة يتحمل مسئوليتها السياسيون والأدباء معا.
واستطرد قائلا: مبارك مثلا لم يهتم بدفع الأدباء للكتابة ولو بالجوائز ومختلف المحفزات وقد كتبت إليه عدة مرات أدعوه لانتهاز فرص قيادته للطيران في الحرب ورئاسته بعد ذلك للجمهورية ووفرة الأموال كي يخصص الميزانيات لتشجيع الكتاب كما فعل صدام في العراق لأن الكتابة تحتاج إلى تفرغ وأبحاث وزيارات ولقاءات وسفر، كما دعوته لأن يحرص على إكمال المهمة بإنتاج أفلام سينمائية لأن الحرب التى لم تتجاوز أسبوعين تحفل بعشرات البطولات وكل منها يصنع فيلما عالميا ومبهرا. وأضاف: لم يستجب مبارك على أي نحو ولا تحرك غيره واكتفوا بالأوبريتات الاحتفالية التى لا يعتد بها أحد، وما زالت الدعوة قائمة بإلحاح كي نلحق بعبقرية هذه الحرب التى ربما لا تتكرر في أي موضع بالعالم.
أما الأدباء ومنهم من خاض الحرب فلا أجد غضاضة فى اتهام بعضهم بالتقاعس عن نقل التجربة التاريخية النادرة وما زلت أدعوهم أيضا للاقتراب مجددا مما عاشوه واستعادته إبداعيا، فعما نكتب إذا لم نكتب عن هذه اللحظات الملتهبة والشائقة والنبيلة؟ أما المسابقات التى تعلن عنها إدارة الشئون العامة بالقوات المسلحة فهى مبتسرة وتعتبر من قبيل سد الخانة لأن المدة المتاحة للإعداد والتقدم قصيرة، ولأنها فقيرة للغاية وتكتفى بالقصة القصيرة والقصائد، وفي الأغلب ويا للعجب تسمح فقط بمشاركة الشباب الذين بالطبع لم يكونوا قد ولدوا بعد ويفتقدون للحماسة والعلم بمجريات الأحداث خاصة بعد المستجدات السياسية والاقتصادية التى أثرت على الرؤى الوطنية إلى حد ما.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر