آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

سيرة "الشعيبية" تجد الطريق إلى الشاشة الكبرى بفيلم ليوسف بريطل

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - سيرة

يوسف بريطل
الرباط – المغرب اليوم

يخلد المخرج الشاب يوسف بريطل في فيلمه الطويل الأول "الشعيبية" تجربة تشكيلية متفردة ومسارًا إنسانيًا حافلًا بالدروس للفنانة الراحلة الشعيبية، إحدى رائدات الإبداع التشكيلي الفطري عبر العالم.

وبهذا الفيلم الذي عرض مساء أمس الثلاثاء في طنجة في إطار المسابقة الرسمية للدورة 16 للمهرجان الوطني للفيلم، يطرق بريطل بطموح جدير بالتنويه باب سينما السيرة الشخصية التي تصبح ذاكرة جماعية تحتفظ ببصمات فنانة عصامية حملت ألوان المغرب وأجواءه ومخزونه التراثي إلى أرقى المحافل الفنية العالمية.

ويكتشف جمهور السينما من خلال هذا الفيلم كم تأخرت السينما المغربية في الالتفات إلى سيرة حياة انسانية وفنية زاخرة بالمنعطفات والتجارب.

ويقدم بريطل الهندسة الزمنية والدرامية للعمل كالتالي: سنة 2029 ستصادف الذكرى المائوية لميلاد الشعيبية. يبدأ الفيلم في بيت أسرة ميسورة تمتلك لوحات للشعيبية، تتطلع إليها طفلة تمارس على الورق شغبها الأول بالألوان. ويبدأ استرجاع ذاكرة فنانة ابتداء من مولدها عام 1929، ليتابع نموها في مراحل مختلفة من عمرها، بدءًا من طفولتها في اشتوكة مرورًا بمرحلة اقامتها لدى عمها في الدار البيضاء وزواجها المبكر برجل عجوز يرحل ليتركها في مواجهة القدر، فتكافح من اجل التكفل بطفلها الصغير، الذي سيصبح لاحقا الفنان الحسين طلال.

وينتقل الفيلم بسلاسة واختصار غير مخل من مرحلة لأخرى ليركز الاهتمام على مرحلة النضج الفني للشعيبية، التي شخصت دورها الفنانة السعدية أزكون. ينوع بين التصوير الداخلي وفضاءات للتصوير الخارجي تنقل المشاهد إلى أجواء الرحلات الفنية التي قادت الفنانة إلى أروقة باريس ولندن وكوبنهاغن وروما وغيرها.

يسمح الفيلم أيضا بالاطلاع على تطور مسار الفن التشكيلي في المغرب كما يسلط الضوء على رائدي الحركة التشكيلية المعاصرة في المغرب، الجيلالي الغربالي ومحمد الشرقاوي، اللذين ارتبطا بعلاقة صداقة مع الشعيبية. إجمالا، فإن فيلم "الشعيبية" يطرق مسمارا في جدار الصمت الإعلامي والفني الذي لف مسار شخصية فريدة من نوعها جاب صيتها أرقى المحافل الفنية في العالم. ولعل الفيلم يفتح شهية مخرجين آخرين للالتفات إلى رموز وطنية بارزة في مختلف القطاعات، لا سيما أنه يأتي بعد وقت قليل من إنجاز المخرج إدريس المريني لفيلم "العربي" الذي يستعيد سيرة لاعب كرة القدم الراحل العربي بنمبارك.

بدأ بريطل التفكير في مشروع " الشعيبية" بوحي من رسومات ابنته التي أحالته الى سيرة فنانة ظلت تبدع لوحاتها دائما من وحي طفولتها. لقد بقيت طفلة تمارس شغبها وتكتب ذاكرتها في اللوحة.

بعد إقناع المنتج هشام حجي بتبني المشروع، والاتفاق مع كاتب سيناريو بفرنسا، بدأ المخرج رحلة البحث والتوثيق وجمع الشهادات حول الفنانة الراحلة. حياة حافلة ومنعطفات درامية وإبداع عانق العالمية، لكنه، كما يقول في حديث سابق لوكالة المغرب العربي للأنباء، اكتشف بذهول كيف أن "الشعيبة لم تجد لها مكانا قط في صورة غلاف إحدى المجلات النسائية الوطنية، من باب الوفاء لذكرى امرأة وفنانة فطرية عظيمة. بل حتى اللقاءات المصورة القليلة تعاملت معها باستصغار، من منطلق أنها سيدة ساذجة لا تحسن التعبير باللغة العالمة".

يذكر أن الفيلم استفاد من دعم بمبلغ 5ر4 ملايين درهم من صندوق دعم الإنتاج السينمائي، انضافت إلى ميزانية تقدر ب 15 مليون درهم

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيرة الشعيبية تجد الطريق إلى الشاشة الكبرى بفيلم ليوسف بريطل سيرة الشعيبية تجد الطريق إلى الشاشة الكبرى بفيلم ليوسف بريطل



GMT 11:50 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:56 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:15 2020 السبت ,16 أيار / مايو

بريشة : هارون

GMT 22:06 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كيفية التعامل مع الضرب والعض عند الطفل؟

GMT 00:54 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم"يكشف تفاصيل أزمة محمد رشاد ومي حلمي كاملة

GMT 20:23 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مسرحية "ولاد البلد" تعرض في جامعة بني سويف

GMT 22:59 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت تزيين الطاولة للمزيد لتلبية رغبات ضيوفك

GMT 16:49 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

العراق يستلم من إيطاليا تمثال "الثور المجنح" بعد ترميمه رسميًا

GMT 08:07 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والإيجابي

GMT 02:07 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

كواليس عودة " عالم سمسم" على الشاشة في رمضان
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca