آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

إعلاميون يناقشون الدهشة في الأعمال السردية في معرض الشارقة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - إعلاميون يناقشون الدهشة في الأعمال السردية في معرض الشارقة

إعلاميون يناقشون الدهشة في الأعمال السردية
الشارقة ـ نور الحلو

ناقش مشاركون في ملتقى الأدب، في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين، ندوة أسرار مخبوءة، الدهشة في الأعمال السردية، وذلك ضمن الفعاليات الثقافية للمعرض، وشارك فيها الإعلامية والروائية صبا امتياز، والباحث عبد الفتاح صبري، والروائي الأمريكي دوغلاس برستون، والدكتور أنطوان الدويهي، وأدار الندوة، فاطمة عبد الله.

وأضافت الروائية والإعلامية صبا امتياز، "عندما تكتب غالبًا قد تكون تفكر بالقارئ، وهل سيفهم ويدرك شخصياتك الروائية، لكني عندما أكتب أكون أفكر بشخصياتي ولا أفكر بالقارئ كثيرًا، لأنه في نهاية المطاف عليك أن تتخيل شخصياتك".
وتابعت: مثل هذه الفكرة تكشف عن أحد الأسرار التي تجذب القارئ، وهي أن تعيش حياة الشخصيات، ما يعني أن التفكير بالشخصيات الروائية أثناء العمل الروائي السردي هو جزء مهم من الرواية، وما هو مهم دائمًا يبدو الكاتب وكأنه عاش فترة زمنية طويلة مع شخصياته، كي يتمكن من الكتابة عنها وتصويرها كما يجب أن تكون.
واستطردت: عندما تكتب عليك أن تتخيل تلك الشخصية التي تكتب عنها، كيف تفكر وكيف تتحدث وكيف تعيش داخل روايتك، ففي العمل السردي من المهم جدًا أن يتم التفكير بالشخصية الروائية وكأنها شخص حي حقيقي.
ولفتت إلى أن الكتابة السردية تتطلب المزيد من القراءة، وهناك سؤال أساسي في الكتابة السردية وهو: "هل يمكن أن أضع نفسي مكان تلك الشخصية التي أكتب عنها".
ومن جانبه، تحدث الباحث عبد الفتاح صبري، عن الواقعية السحرية في الأعمال السردية الآتية على الأرجح من أمريكا اللاتينية وأدبها، في أعمال ماركيز وغيره من الروائيين، كما تحدث عن السحر والدهشة في الأعمال السردية والروائية عمومًا، لافتًا إلى أن ماركيز وزملاءه اعتمدوا من زاوية ما على "ألف ليلة وليلة"، واستفادوا منها وبنوا عليها، وهي رواية عربية بامتياز، ما يؤشر على أن الدهشة تأتي من التناسل في الروايات، حيث القصص التي لا تنتهي في "ألف ليلة وليلة"، والمتعة المشوقة والعوالم المتخيلة التي تبدو وكأنها حقيقية. 
وتحدث صبري عن زاوية أخرى في موضوع الدهشة التي تأتي من الأماكن، أو مرتبطة بها، كما هو الحال في روايات نجيب محفوظ مثلًا، حيث تبدو تلك الأماكن وتفاصيلها الأساسية ساحرة ومدهشة. 
وأشار إلى أن هذه الأعمال فيها من الخيال الذهني والواقعية السحرية يقودان إلى عوالم مدهشة، حيث الحكايات الشعبية وذاكرة البسطاء، وغيرهما.
وتابع: هناك أيضًا محور يصنعه الروائي حيث أجواء الحبكة والسحر الفني، فالحبكة الفنية تقود أيضًا إلى عالم الدهشة والسحر. 
وبدوره، أشار الروائي والإعلامي الأمريكي دوغلاس برستون، الذي تجاوز عدد مؤلفاته 30 كتاب في الرواية والخيال والواقع، إلى أن الحديث عن الأسرار والدهشة في الأعمال السردية هو حديث شيق جدًا.
واعتبر أن الدهشة ليست جزءًا من الأدب فحسب، بل هي جوهر الأدب، ولما يجب أن يكون عليه الأدب، بالإضافة إلى أهمية الموسيقى والجمال في العمل الأدبي، لافتًا إلى أن ما يميز لوحة الموناليزا، مثلًا، ابتسامة المرأة والسر الكامن في تلك الابتسامة، ما يجعل الناظر لها يفكر في الموسيقى والسيمفونية، وما هو الموجود في هذه الموسيقى، الأمر الذي يمنح المرء السرور والدهشة، ومثل هذه الأسرار والتفاصيل المهمة هي التي تجذب القارئ أو السامع أو المتابع عمومًا إلى العمل السردي.
ولفت إلى أنه عندما يكتب عملًا روائيًا يشعر بأن هناك نواح عالمية كونية في العمل الروائي، وهي موجودة خصوصًا في الأعمال الأدبية والسردية العظيمة، فتلك الأعمال العظيمة لديها دهشات مهمة، تأخذ القارئ خارج السياق الطبيعي الذي كان يفكر به. 
ومن جانبه، اعتبر الدكتور أنطوان الدويهي أن الدهشة في الأعمال السردية عمومًا هي أمر نسبي وليس مطلق، وهي ممكنة في كل شيء وفي كل عمل، وليس فقط في الأعمال الأدبية والسردية، وهي حاضرة في كل العلوم لكنها تبقى في عالم السرد نسبية، فالعارف في كل شيء لا يدهش، وغير العارف في أي شيء يدهش في كل شيء، وبالتالي فالدهشة لا ينضب معينها، لأنه ليس هناك إنسان عارف بكل شيء، وبالتالي يبقى باب الدهشة مفتوحًا على الدوام. 
وأوضح أنه على الرغم من أهمية الدهشة في الأعمال السردية، لكنها ليست غايتها الأساسية، لافتًا إلى أن العمل السردي الكبير يتجاوز الدهشة لأنه يهدف أساسًا إلى بناء عالم آخر فريد، مشيرًا إلى أن هناك فوارق من دهشة إلى أخرى.
ولفت إلى أن الذين لا يسعون إلى الدهشة هم المدهشون الحقيقيون، وليس هناك من أدب سردي كبير من دون لمسة شعرية وجمالية.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلاميون يناقشون الدهشة في الأعمال السردية في معرض الشارقة إعلاميون يناقشون الدهشة في الأعمال السردية في معرض الشارقة



GMT 17:40 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 18:54 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 05:14 2017 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

حسين جابر يتحدث عن أرباح صندوق "تنمية العراق"

GMT 23:37 2017 الخميس ,28 أيلول / سبتمبر

"سابع جار" للممثلة هيدي كرم قريبًا على CBC

GMT 14:30 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 05:20 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأفضل الفنادق الفاخرة في العالم

GMT 08:53 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة "العوانة" في الجزائر تسحر العيون بالطبيعة الخلابة

GMT 00:53 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

نقص الحديد يؤثّر على وظيفة المناعة وإنتاج الطاقة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca