بكين - أ ش أ
أعلن علماء الآثار الصينيون أنه تم اكتشاف جمجمة متحجرة لقرد صغير السن، يبلغ عمرها أكثر من ستة ملايين سنة في مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين، الأمر الذي قد يقدم دليلا جديدا للبحوث في مجال أصل الإنسان على أن أصل ظهور الإنسان في آسيا وليس أفريقيا، على حد قولهم.
وقال جي شيويه بينغ، الباحث في معهد الآثار الثقافية وعلم الآثار بمقاطعة يوننان، في مؤتمر صحفي اليوم الاربعاء، إن هذه تعد ثاني جمجمة يتم اكتشافها لقرد صغير السن قطن في منطقة أوراسيا في العصر الميوسيني ، الذي يعود تاريخه الى ما قبل ستة ملايين سنة، موضحا أن هذه الجمجمة تتمتع بأهمية كبيرة في مجال البحث في تاريخ أسلافنا، لأن الزمن الذي عاش فيه هذا القرد قريب من زمن ظهور الانسان الذي يقدر ما بين 5 إلى 7 ملايين سنة.
من جانبه أشار لو تشينغ وو، البروفيسور في معهد علم حفريات الفقاريات وعلم التاريخ الطبيعي للإنسان القديم فى اكاديمية العلوم الصينية، الى أنه قد عثر على عدد من الحفريات المتحجرة لرئيسيات قديمة في ذلك العصر في افريقيا، ولكن هذا النوع من الاكتشافات نادرا ما يحدث بآسيا .. لذلك يعد هاما للغاية خاصة وأن تحديد تاريخ القرد الأحفوري يتجاوز 2. 6 مليون سنة في أواخر العصر الميوسينى، وينتمي الى نوع "لوفنغ بيتكوس"، وهو أصغر سنا بين جميع الرئيسيات القديمة التي اكتشفت سابقا في مقاطعة يوننان الصينية.
يذكر ان "لوفنغ بيتكوس هو اسم يطلق على بقايا القرود الأحفورية التي اكتشفت في كاييوان، ولوفنغ، ويوانمو، وتشاوتونغ في مقاطعة يوننان الصينية منذ عام 1950، ويرجع تاريخها الى ما بين 7 إلى 11 ملايين سنة، وقد تعرض معظمها للتلف والتشويه بشدة، الا أن الجمجمة المكتشفة محتفظة بمعظم الهيكل العظمي للوجه، ومتكاملة وغير مشوهة .. مما يقدم معلومات ثمينة حول تشكل ونمو نوع "لوفنغ بيتكوس".
وأشارت الدراسة التى كشف عنها العلماء فى الصين الى أن هذا القرد القديم يشترك مع البشر في بعض السمات "ومن اهم هذه السمات أن عرض محجر العين أطول من الإرتفاع مثلنا تماما"، وأنه على الرغم من ان الإكتشاف الجديد يوحي بوجود علاقة مع أول ظهور للبشر من حيث التوقيت والتشكل، ولكنه لا تزال الأدلة الأحفورية غير كافية لتوضيح علاقته بأنواع اشباه البشر القدماء.
وأضاف البروفسور لو تشينغ وو، أنه رغم وجهة النظر السائدة التي تقول بأن أسلاف الإنسان نشأوا في افريقيا .. الا أنه في السنوات الأخيرة اقترح بعض العلماء نظرية مفادها أن آسيا وليس أفريقيا، هي مهد أصل الإنسان .. وذلك على أساس سلسلة من الاكتشافات الأخيرة .. موضحا أن أمام العلماء الكثير من البحث لإثبات أو رفض مثل هذا الاحتمال".
من جهته ذكر جي ان هذا النوع من القردة القديمة نجا في يوننان بينما إنقرضت القردة التي عاشت في أجزاء أخرى من أوراسيا في أواخر العصر الميوسينى بسبب تدهور المناخ، وأن وامكانية تأثيرات عوامل المناخ الحار والرطب والغابات الاستوائية وشبه الإستوائية التي كانت منتشرة في المناطق الواقعة اليوم بجنوب غربى الصين في أواخر العصر الميوسيني، قد وفرت بيئة ملائمة لنشوء البشر وتطورهم، الأمر الي يجعل مقاطعة يوننان موقعا محتملا لكشف ذلك الغموض.
على الجانب الآخر أكتشف علماء الآثار الصينيون ونظراؤهم من الولايات المتحدة بموقع أكتشاف حفرية القرد هياكل عظمية محطمة لثلاثة أفيال قديمة عاشت قبل ستة ملايين سنة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر