الرباط - وكالات
يمتلك الفنان الكوميدي المغربي البشير السكيرج أكثر من 500 قفطان مغربي، يعود تاريخها إلى ما بين 100 و300 سنة، فضلاً عن تحف فنية من مشغولات يدوية وستائر وأدوات وأثاث منزلي يعكس الثقافة الحضرية القديمة للمغرب.
ويحكي السكيرج هذا الرجل السبعيني في حديث لـ"العربية نت"، أن سرّ ولعه بجمع التحف وإدخال لمسات فنية عليها يعود إلى الوسط الذي عاش فيه، إضافة إلى تجربته الفنية.
ويضيف أنه تنسَّم الذوق الرفيع من الوسط الذي عاش فيه، مشيراً إلى أن خالته كانت تمتلك قفطاناً يبهر العين ويُضرب به المثل في الأناقة بين نساء تطوان، فضلاً عن انتمائه لطنجة هذه المدينة التي كانت منطقة دولية إبان الاستعمار، ففتحت له مجالاً للاحتكاك ومجالسة كُتاب وفنانين من طينة تنيسي وليامز، بول بولز، وليام بورووز، جون جونيه، وغيرهم.
ويؤكد أن هذه المدينة التي احتواها واحتوته، قادته بصحبة صديق طفولته الراحل محمد شكري نحو السينما والمسرح، غير أن شكري لم يفلح في أن يفرض نفسه في أول "كاستينغ" أشرف عليه الراحل الطيب العلج، بينما سيحالفه هو الحظ.
ويبرز السكيرج أنه تعلّم من أندريه فوزان وعبدالصمد الكنفاوي في المجال المسرحي، أن يكون الفنان شاملاً ومتعدد المواهب، وأن هذه الخصلة هي ما ميّزت الجيل الذي كان ينتمي إليه من رواد المسرح المغربي كالطيب الصديقي والراحلين أحمد الطيب العلج، ومحمد عفيفي وآخرين.
ويشير إلى أنه مدين إلى أندريه فوزان الذي حفز ملكاته واهتماماته ليصبح أيضاً طباخاً ومصمم ملابس وممثلاً وكاتباً في نفس الآن.
ويوضح البشير أن عراقة الصناعة التقليدية المغربية جعلته يفكّر في أن يرد إليها الاعتبار بإدخال تقليمات وتصميمات إضافية، كتوظيف الدانتيلا أو اعتماد توشيحات وتطريزات وعقد وغيرها من التقنيات التي تعيد إليها حياة أخرى، فتجعل تبعاً له من الجلباب أو القفطان الرجالي زياً نسائياً أو العكس.
ويعبر السكيرج عن أسفه لكون المغرب لم يستطع أن يكرّس علامات تجارية خاصة به في كل مجالات الصناعة التقليدية. ويعلن أنه بصدد إعداد أول معرض له في المغرب سيخرج إلى الوجود حين تتوافر له بعض الشروط للكشف عن خزائنه الموزعة ما بين الدار البيضاء وطنجة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر