آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

لغة الصفير تعود الى الحياة بفضل حصص تدريس في البيرينيه الفرنسية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - لغة الصفير تعود الى الحياة بفضل حصص تدريس في البيرينيه الفرنسية

حصة تعليم على الصفير في مدرسة لارانس
لارانس ـ المغرب اليوم

 تشهد مدرسة لارانس في جنوب غرب فرنسا حصص تعليم غير اعتيادية يعمد خلالها التلامذة الناطقون باللغتين الفرنسية والاكسيتانية الى الصفير باستمرار ما يبث الروح في لغة طواها النسيان في هذه المنطقة غير أنها لا تزال موجودة في اليونان او جزر الكناري الاسبانية.

ويشارك في اعطاء هذه الحصص المدرس في جامعة بو الفرنسية فيليب بيو الذي جاء الى المدرسة لمساعدة زميلته نينا روث مدرسة اللغة الاكسيتانية في مدرسة لارانس.

ويحاول بول ابن الثانية عشرة بصوت رفيع ترداد جملة تلفظ بها استاذه من خلال وضع اصبعين تحت اللسان وسط تصفيق زملائه المتحمسين، قبل ان يعمد الى ترجمتها بالفرنسية.

وتوضح نينا روث أن حصة زميلها فيليب بيو تحفز التلامذة قائلة "للتمكن من الصفير، يتعين بداية التمكن من اللغة الاكسيتانية. وبما ان الصفير امر مسل بالنسبة لهم، هم يحرزون تقدما سريعا بهذه اللغة".

وتواظب قلة من التلامذة في مختلف المراحل التعليمية على تعلم لغة الصفير هذه. غير أنها "اقل اثارة للضجر بالمقارنة مع تعلم الانكليزية" بحسب بول الذي يثني على الطابع المرح لهذه اللغة.

غير أن شارلوت وفيليبين البالغتين 14 و12 عاما تتعلمان هذه اللغة مع اسف كبير سببه "عدم التمكن حتى الان من اصدار اي اصوات".

وفي هذا اليوم، يشارك استاذ يوناني متخصص في لغة الصفير في قرية انتيا الواقعة في جزيرة ايفيا اليونانية في هذه الحصة، معلما التلامذة كيفية القاء التحية بهذه اللغة.

ويؤكد المدرس فيليب بيو أن تقنية التدريب التي يمارسها "تسمح باستعادة اي لغة كانت من خلال الصفير".

 

- "جوهرة لغوية" -

وقد اعيد اطلاق تقليد لغة الصفير في بيارن (جنوب غرب فرنسا) في خمسينات القرن الماضي بفضل عالم الصوتيات رينيه - غي بونيل الذي انجز اول دراسة في شأن لغة الصفير في قرية اس التي تضم 70 نسمة والواقعة على بعد بضعة كيلومترات من لارانس.

ولاحظ بونيل أن سكان هذه القرية اعتادوا على التواصل من مسافات بعيدة كالتحادث من قاطع جبل الى آخر بفضل صافرات قد تصل الى مدى كيلومترين.

ويمثل مارسيل لاسكوريت البالغ 76 سنة احد اخر الشهود في القرية على هذا التقليد الذي كان يمارسه افراد من عائلته بينهم والده.

ويستذكر الماضي قائلا "عندما كنت طفلا، كان الجميع يتحدث بلغة الصفير هذه" غير أنها كانت تنتقل من الاهل الى ابنائهم "كما لو أنها لعبة شارع".

وكانت هذه اللغة لتزول تماما لولا عزيمة المتشبثين بها ممن اطلقوا منذ سنة 2011 جمعية "لو سيولار داس" (مصفرو آس) التي يعملون من خلالها على ايجاد تدابير للحماية والتطوير لهذه اللغة التي تمارس بأشكال عدة في مناطق جبلية مختلفة في البلدان المتوسطية من جزر الكناري الاسباني الى اليونان مرورا بالمغرب وتركيا.

ويوضح رئيس الجعية جيرار بوشو وهو استاذ متقاعد أنه ذهب سنة 2006 "الى منبع تعليم لغة الصفير"، قائلا "راقبنا الطريقة التي تدرس فيها هذه اللغة في غوميرا (جزر الكناري) ما شكل حافزا لنا. قلنا إنه يتعين علينا نقل هذه الطريقة الى منطقتنا. لدينا جوهرة لغوية يجب ان نحافظ عليها".

 

- صفير من دون الأصابع -

وينتهي اليوم في جامعة بو بـ"حصة مركزية" يشارك فيها استاذ لغة الصفير اليوناني لمناسبة اخر الحصص المقدمة هذه السنة من جانب فيليب بيو. وتكمل هذه الدروس مواد اخرى اختيارية للغة الاكسيتانية موجهة لجميع الطلبة في قسم الاداب او العلوم.

وفي القاعة، ثمة قلة من الطلبة لكن يوجد بعض من افضل المتحدثين بلغة الصفير على غرار برنار ميكو البالغ 65 عاما والذي يقول "نحن نصفر باستخدام الاصابع. اما اليونانيون فيصفرون من دون الاصابع ما يعطي نغمة اكثر عذوبة".

ولا يبدو فيليب بيو محبط العزيمة بسبب النقص في العزيمة لدى الطلاب. ويقول "السن الفضلى للتعلم هي بين 11 و12 عاما. على المستوى الفني، لغة الصفير +جاحدة+ اذ يتعين العمل بكد قبل التمكن من اصدار اي صوت".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لغة الصفير تعود الى الحياة بفضل حصص تدريس في البيرينيه الفرنسية لغة الصفير تعود الى الحياة بفضل حصص تدريس في البيرينيه الفرنسية



GMT 09:43 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

أناقة خبير الرياضيات فيلاني تتغلّب على أزياء ماكرون

GMT 02:38 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد عمور يُعلن خفض ديون "أليانس" للتطوير العقاري

GMT 07:01 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

تعرفي على اتيكيت التقديم وفنونه المختلفة

GMT 09:22 2017 السبت ,28 كانون الثاني / يناير

تعديلات مبهرة في سيارة لامبورغيني "Aventador S"

GMT 07:43 2015 الإثنين ,23 آذار/ مارس

أقراص الكوسا والجبن

GMT 00:05 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تضيء أهرامات الجيزة بالعلمين الفرنسي والروسي

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:23 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

وفاة سائح فرنسي اصطدمت دراجته بحافلة في مراكش
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca