آخر تحديث GMT 06:25:28
الأربعاء 23 نيسان / أبريل 2025
الدار البيضاء اليوم  -
أخر الأخبار

كتّاب من الثقافات العربية والمغاربية يناقشون متاهات الهوية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - كتّاب من الثقافات العربية والمغاربية يناقشون متاهات الهوية

وزارة الثقافة المغربية
الرباط - الدار البيضاء

بعيون مبدعين من فلسطين والجزائر والسودان وكوت ديفوار وفرنسا والمغرب، نوقش، بفاس، سؤال التعدد الثقافي، والتلاقح بين الثقافات، في الدورة الرابعة من مهرجان “الآداب المرتحلة”، الذي يجمع 40 قلما عالميا بمدينة من مدن المملكة.بندوتين، أولاهما بالعربية والتالية بالفرنسية، اُفتتح معرض للكتاب يحضر فيه الكاتب مع كتبه، بفضاء “جنان السبيل”، في الدورة الجديدة التي اختارت عنوانا لها شعار “من ثقافة إلى أخرى”.

عبد العزيز بركة ساكن، روائي من السودان، تحدث عن “التعقيد الكبير جدا لموضوع التنوع عند الكاتب السوداني”، وعمقه المختلف عنده، نظرا لأن كتابته باللغة العربية “لا تتماشى مع جذوره”.وتحدث بركة عن هجرة عائلته إلى الحجاز قبل العودة منها أثناء الحرب العالمية الثانية، وإقامتها في إثيوبيا، مع حملها ثقافتها بلغات مختلفة من شرق وغرب إفريقيا، وتابع: “لما أتوا إلى السودان وجدنا لغات مختلفة، وكان لهذا التكوين أثرٌ في كتابتي بصورة واضحة (…) وأهمية فنية في تكويني الشخصيات الروائية التي تتحدث لغاتها المحلية؛ فالشخصية تحكمها اللغة، وأنا غنيمة لغات”.

ومع وجود 120 لغة في السودان و100 قبيلة، يحول هذا المعطى، بالنسبة للمتحدث، دون نسبة الكتابة إلى لغة أو ثقافة، فالكتابات “تنتمي للكاتب”.وفي تفاعل مع القاعة، تساءل بركة: “هل الكُتاب بالفرنسية في المغرب العربي فرنسيون؟ وهل الكتاب بالإنجليزية إنجليز؟ وهل أنا عربي؟”، واسترسل: “هوية الشخص تنبع من اللغة ومن مكانه وأصدقائه ومدارسه والكتب التي قرضها، وهو ما يكوّن هويته.. أنا مجموعة من الهويات المتداخلة المتصالحة المتطاحنة.. العربية جزء من هويتي لا هويتي”.

يوسف زيدان، روائي من مصر، اختلف مع هذه الفكرة، وصعد إلى المنصة معقبا بالقول: “الأدب نتاج القديم، نتيجة لغة، ولا يوجد أدب دولة ولكن يوجد أدب عربي”، واستشهد في هذا السياق بـ”الشاعر” محمود درويش، كما وصفه، وقصيدته التي قال فيها “أنا لغتي”، وأضاف: “اللغة ليست أداة تواصل، بل أداة تفكير، ونفكر من خلال المفردات. كل أديب هو لغته، وربط الأديب بدولته وصف ساذج”.

وحول موضوع الندوتين، رأى زيدان أن الاعتلاء بالذات “خبل إنساني لا ينتهي”، وتابع: “التعدد ليس في اللغات والثقافات فقط، بل فينا، في الفرد الواحد، ويحاسب المرء على مجمل أعماله (أخرويا)؛ والشخص في العشرين يختلف تماما عن الأربعين والسبعين: فعن أي شيء يحاسب؟ (في مرحلة من مراحل عمره). ويقال إن إنسانا متقلبٌ وكأن الأصل في الإنسان الثبات، ولم أر إنسانا ثابتا، والتعدد صفة فعلية في الوعي الإنساني، وغيره مرض نفسي ينبغي أن نقاومه”.وبقصيدة من قصائده، تجول الشاعر الفلسطيني نجوان درويش بالجمهور في تركيب الهوية، ثم اختصاراتها التي نتواطأ على اعتبارها “نحن”.زينب لعوج، شاعرة جزائرية، استهلت حديثها بتذكر “بلدها الثاني المغرب”، نظرا لنشأتها بوجدة، قرب الحدود بين البلدين.

وقالت المتدخلة: “إن الإنسان تراكم ثقافي وسياسي وحضاري… وبدونه لا يمكن أن نبدأ شيئا جديدا؛ فالمخزون الإنساني الذي يرجع إلى عصور نجهلها يسري في دمنا بطريقة أو أخرى، وبعد لغة الإشارات والأصوات الأثرُ الأول للشعر، منذ التنويمات أو التهويدات التي هي شعر أمهاتنا وجداتنا”.وواصلت المتحدثة: “نصبو إلى تقاسم هذا التراكم مع الآخر (…) وينبغي تعليم أطفالنا تقبل الآخر، والابتعاد عن الأفكار المسبقة القاتلة. ولا يمكن تجريم ثقافة من الثقافات واللغات والأديان، بل أن نجرم الخطاب حولها الذي يستغلها ليدعو إلى العنف”، واستمرت قائلة: “في مدارسنا نخلق طفلا ليقوم بدوره بعد سنوات، وليغير الذهنيات، وذلك عبر تدريس القيم الإنسانية، وتعليمه خلق مجتمع جديد يمكنه تغيير ما لم نتمكن من تغييره”.

وللدلالة على إلحاح مقصد تغيير الذهنيات استحضرت الشاعرة مآسي وقعت في الجزائر، “من قبيل منع بعض الكتب خلال تصاعد التيار الإسلاموي، من طرف أشخاصٍ لا من طرف السلطة، فمنعت كتب من طرف مدرسين وأئمة لا علاقة لهم بالأدب، وكانت هناك قائمة من الكتب التي لا يمكن أن تدرّس، كما منعت الفلسفة في بعض المعاهد”.

قد يهمك ايضاً

فرقة سوهاج للفنون الشعبية تشارك في معرض للكتاب المستعمل

افتتاح معرض للكتاب في الجهة الشرقية تحت شعار "جهة تقرأ جهة تتطور"

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتّاب من الثقافات العربية والمغاربية يناقشون متاهات الهوية كتّاب من الثقافات العربية والمغاربية يناقشون متاهات الهوية



GMT 17:43 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 00:06 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

كيفانش تاليتوغ الشهير بـ"مهند" يُحاول إخفاء خبر حمل زوجته

GMT 15:48 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

المخابرات المغربية تستعين بخبرة الشيوخ لمحاربة الإرهاب

GMT 08:35 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تمتع بسحر الإقامة في فندق "Amanfayun" في هانغتشو الصينية

GMT 13:56 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

حمادي يكشف عن سعيد بأول لقب احترافي في فرنسا

GMT 04:31 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحدث ديكورات الأسقف الحديثة والعصرية في 2018

GMT 04:33 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

السباحة تُنقذ قطة سمينة من زيادة وزنها

GMT 10:07 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق الجيش الملكي الأكثر تتويجًا بلقب كأس العرش المغربي

GMT 13:42 2014 الأربعاء ,09 تموز / يوليو

الكسكسي الليبي

GMT 05:30 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

واق ذكري جديد لمكافحة فيروس الإيدز في الأسواق

GMT 01:44 2015 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

وصال التركي تحيي التراث العربي بتطويع الصلصال الحراري

GMT 04:26 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

سيلينا غوميز تخطف الأنظار بإطلالة مثيرة في نيويورك
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca