آخر تحديث GMT 06:25:28
السبت 22 آذار / مارس 2025
الدار البيضاء اليوم  -
أخر الأخبار

كتّاب من الثقافات العربية والمغاربية يناقشون متاهات الهوية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - كتّاب من الثقافات العربية والمغاربية يناقشون متاهات الهوية

وزارة الثقافة المغربية
الرباط - الدار البيضاء

بعيون مبدعين من فلسطين والجزائر والسودان وكوت ديفوار وفرنسا والمغرب، نوقش، بفاس، سؤال التعدد الثقافي، والتلاقح بين الثقافات، في الدورة الرابعة من مهرجان “الآداب المرتحلة”، الذي يجمع 40 قلما عالميا بمدينة من مدن المملكة.بندوتين، أولاهما بالعربية والتالية بالفرنسية، اُفتتح معرض للكتاب يحضر فيه الكاتب مع كتبه، بفضاء “جنان السبيل”، في الدورة الجديدة التي اختارت عنوانا لها شعار “من ثقافة إلى أخرى”.

عبد العزيز بركة ساكن، روائي من السودان، تحدث عن “التعقيد الكبير جدا لموضوع التنوع عند الكاتب السوداني”، وعمقه المختلف عنده، نظرا لأن كتابته باللغة العربية “لا تتماشى مع جذوره”.وتحدث بركة عن هجرة عائلته إلى الحجاز قبل العودة منها أثناء الحرب العالمية الثانية، وإقامتها في إثيوبيا، مع حملها ثقافتها بلغات مختلفة من شرق وغرب إفريقيا، وتابع: “لما أتوا إلى السودان وجدنا لغات مختلفة، وكان لهذا التكوين أثرٌ في كتابتي بصورة واضحة (…) وأهمية فنية في تكويني الشخصيات الروائية التي تتحدث لغاتها المحلية؛ فالشخصية تحكمها اللغة، وأنا غنيمة لغات”.

ومع وجود 120 لغة في السودان و100 قبيلة، يحول هذا المعطى، بالنسبة للمتحدث، دون نسبة الكتابة إلى لغة أو ثقافة، فالكتابات “تنتمي للكاتب”.وفي تفاعل مع القاعة، تساءل بركة: “هل الكُتاب بالفرنسية في المغرب العربي فرنسيون؟ وهل الكتاب بالإنجليزية إنجليز؟ وهل أنا عربي؟”، واسترسل: “هوية الشخص تنبع من اللغة ومن مكانه وأصدقائه ومدارسه والكتب التي قرضها، وهو ما يكوّن هويته.. أنا مجموعة من الهويات المتداخلة المتصالحة المتطاحنة.. العربية جزء من هويتي لا هويتي”.

يوسف زيدان، روائي من مصر، اختلف مع هذه الفكرة، وصعد إلى المنصة معقبا بالقول: “الأدب نتاج القديم، نتيجة لغة، ولا يوجد أدب دولة ولكن يوجد أدب عربي”، واستشهد في هذا السياق بـ”الشاعر” محمود درويش، كما وصفه، وقصيدته التي قال فيها “أنا لغتي”، وأضاف: “اللغة ليست أداة تواصل، بل أداة تفكير، ونفكر من خلال المفردات. كل أديب هو لغته، وربط الأديب بدولته وصف ساذج”.

وحول موضوع الندوتين، رأى زيدان أن الاعتلاء بالذات “خبل إنساني لا ينتهي”، وتابع: “التعدد ليس في اللغات والثقافات فقط، بل فينا، في الفرد الواحد، ويحاسب المرء على مجمل أعماله (أخرويا)؛ والشخص في العشرين يختلف تماما عن الأربعين والسبعين: فعن أي شيء يحاسب؟ (في مرحلة من مراحل عمره). ويقال إن إنسانا متقلبٌ وكأن الأصل في الإنسان الثبات، ولم أر إنسانا ثابتا، والتعدد صفة فعلية في الوعي الإنساني، وغيره مرض نفسي ينبغي أن نقاومه”.وبقصيدة من قصائده، تجول الشاعر الفلسطيني نجوان درويش بالجمهور في تركيب الهوية، ثم اختصاراتها التي نتواطأ على اعتبارها “نحن”.زينب لعوج، شاعرة جزائرية، استهلت حديثها بتذكر “بلدها الثاني المغرب”، نظرا لنشأتها بوجدة، قرب الحدود بين البلدين.

وقالت المتدخلة: “إن الإنسان تراكم ثقافي وسياسي وحضاري… وبدونه لا يمكن أن نبدأ شيئا جديدا؛ فالمخزون الإنساني الذي يرجع إلى عصور نجهلها يسري في دمنا بطريقة أو أخرى، وبعد لغة الإشارات والأصوات الأثرُ الأول للشعر، منذ التنويمات أو التهويدات التي هي شعر أمهاتنا وجداتنا”.وواصلت المتحدثة: “نصبو إلى تقاسم هذا التراكم مع الآخر (…) وينبغي تعليم أطفالنا تقبل الآخر، والابتعاد عن الأفكار المسبقة القاتلة. ولا يمكن تجريم ثقافة من الثقافات واللغات والأديان، بل أن نجرم الخطاب حولها الذي يستغلها ليدعو إلى العنف”، واستمرت قائلة: “في مدارسنا نخلق طفلا ليقوم بدوره بعد سنوات، وليغير الذهنيات، وذلك عبر تدريس القيم الإنسانية، وتعليمه خلق مجتمع جديد يمكنه تغيير ما لم نتمكن من تغييره”.

وللدلالة على إلحاح مقصد تغيير الذهنيات استحضرت الشاعرة مآسي وقعت في الجزائر، “من قبيل منع بعض الكتب خلال تصاعد التيار الإسلاموي، من طرف أشخاصٍ لا من طرف السلطة، فمنعت كتب من طرف مدرسين وأئمة لا علاقة لهم بالأدب، وكانت هناك قائمة من الكتب التي لا يمكن أن تدرّس، كما منعت الفلسفة في بعض المعاهد”.

قد يهمك ايضاً

فرقة سوهاج للفنون الشعبية تشارك في معرض للكتاب المستعمل

افتتاح معرض للكتاب في الجهة الشرقية تحت شعار "جهة تقرأ جهة تتطور"

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتّاب من الثقافات العربية والمغاربية يناقشون متاهات الهوية كتّاب من الثقافات العربية والمغاربية يناقشون متاهات الهوية



GMT 19:30 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة

GMT 04:09 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

كشف النقاب عن "قاتل آيفون X" الأحد المقبل

GMT 18:11 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

حادث سير مروع تسفر عن مقتل عشريني في مراكش

GMT 14:03 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

خط مصر الأحمر يصل سدّ النهضة

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:43 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"ديكورات القناطر" تضفي جوا من الدفء على المنزل

GMT 13:27 2018 الأربعاء ,28 آذار/ مارس

ابرز اهتمامات الصحف البريطانية الاربعاء

GMT 08:25 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

العثور على جثة فتاة داخل شقة في حي جليز

GMT 13:06 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

إضراب أصحاب السيارات الأجرة في وجدة لليوم الثاني

GMT 08:37 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مواجهات بالأسلحة الثقيلة حول مطار معيتيقة الدولي في طرابلس
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca