الدوحه - قنا
تواصلت لليلة الثالثة على التوالي فعاليات النسخة الثانية من مهرجان الفنون الموسيقية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تستضيفه الدوحة على مدار خمسة أيام.
وشهد اليوم الجمعة الجزء الثاني من الندوة الفكرية التي تقام على هامش المهرجان تحت عنوان "الأغنية الخليجية الحديثة.. الحاضر والمستقبل" وشارك فيها كوكبة من نجوم الموسيقى والمبدعين الخليجيين الذين بحثوا على مدار يومين المعوقات التي تواجه تطور الأغنية الخليجية وحلولها.
في البداية ، تحدث الفنان البحريني أحمد الجميري خلال ورقة قدمها بعنوان "اللحن في الأغنية الخليجية" عن تجربته الشخصية والظروف التي أحاطت به كملحن ومغن، موضحا أن "اللحن" عبارة عن أداء غنائي يعبر عن معنى النص الغنائي بصورة تتسق ومعنى الأغنية والكلمات.
ولفت إلى أن النهضة الفنية التي شهدتها دولة الكويت ومنذ بداية الستينات تحديدا في فن الصوت أثرت بشكل كبير على تجربته الفنية، وكانت عاملا رئيسا في تكوين الشخصية الغنائية الخليجية، منوها في الوقت نفسه بالتجربة المصرية العريقة في هذا المجال، وبالتحديد في مجال التلحين كالرواد الملحنين أمثال رياض السنباطي وزكريا أحمد ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش.
من جانبه ، قدم الفنان الإماراتي عيد الفرج ورقة بعنوان "توظيف التراث الموسيقي الشعبي في الأغنية الخليجية المعاصرة" أكد خلالها أن الأعمال المتواجدة على الساحة الفنية اليوم خاصة الشبابية تعكس وجود فجوة كبيرة بينها وبين التراث الخليجي، لافتا إلى أن التراث الموسيقي الشعبي هو الأصل والقاعدة التي يجب أن تفرض نفسها على الساحة الفنية.
وأشار إلى أن التراث الموسيقي الشعبي الخليجي الأصيل تأثر بنغماته وإيقاعاته المتنوعة وألوانه البحرية والساحلية والجبلية والبدوية بالفنون المتنوعة من مختلف البلدان التي وفدت إليه منذ مئات السنين لتنصهر في بلدانه وتصطبغ ببيئاته حتى أصبحت جزءا من تراثه وهويته لكنه أعرب عن أسفه لندرة تراث الموسيقى الشعبي الذي لم يعد حاضرا في الساحة الفنية اليوم.
كما رفع المشاركون في ندوة اليوم مجموعة من التوصيات أبرزها دعوة كافة وسائل الإعلام وكافة الجهات المعنية في الدول إلى العمل سويا على رفع مستوى الأغنية، وذلك من خلال استلهام التراث الموسيقي الخليجي وإبراز الفنون الشعبية، مناشدين الجهات الرسمية بضرورة تبني ودعم الأعمال المتميزة ذات الصلة بالهوية، وإنتاج أعمال فنية مستلهمة من التراث ترقى بالذوق العام.
وبخصوص الحفلات الغنائية التي ينظمها المهرجان، فقد شهدت خشبة مسرح قطر الوطني الليلة حفلا غنائيا مميزا أحياه مجموعة من مطربي الخليج هم: سلطان حسين من السعودية وعائشة الزدجالية من عمان ومطرف المطرف من الكويت والمطربة ريانة من دولة قطر ، حيث قدموا مجموعة من الأغاني التراثية والشبابية لاقت استحسان جمهور المهرجان.
يشار إلى أن المطربين الخليجيين المشاركين في هذا المهرجان هم: ريانة وعلي الراشد من دولة قطر، وأروى وحسن علي من دولة الإمارات، ويوسف الجابري من مملكة البحرين، ومختار عبدالله وسلطان حسين من المملكة العربية السعودية، فيما يشارك من سلطنة عمان باسم الحوسني وعائشة الزدجالية، ومن الكويت مطرف المطرف و جاسم بن ثاني.
وقد تم توزيع الحفلات الغنائية التي أحياها هؤلاء المطربون على ثلاثة أيام، حيث شهد اليوم الأول الأربعاء تقديم الأغنية الأولى لمطربي دول (الإمارات ، البحرين، السعودية، عمان)، فيما قدم في اليوم الثاني أمس الخميس الأغنية الأولى لمطربي (دولة قطر، والكويت)، والأغنية الثانية لمطربي (الإمارات، البحرين)، وفي اليوم الثالث اليوم تم تقديم الأغنية الثانية لمطربي (السعودية، عمان، دولة قطر، الكويت)، ليحيي بذلك ليالي المهرجان اثنا عشر مطربا من مطربي دول مجلس التعاون، بواقع مطربين اثنين من كل دولة خليجية.
يذكر أن النسخة الثانية من مهرجان الفنون الموسيقية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تأتي تنفيذا لقرارات الاجتماع الثامن عشر لأصحاب السعادة وزراء الثقافة بمجلس التعاون الذي أقيم في الرياض شهر أكتوبر عام 2012 الماضي، وكانت دولة الكويت قد استضافت النسخة الأولى منه عام 2011.
وكانت الأمانة العامة لمجلس التعاون قد اشترطت أن يكون المشارك في مهرجان الفنون الموسيقية له أسطوانة مدمجة كاملة مع فرقة موسيقية، وألا يكون الفنان قد شارك من قبل في مهرجانات سابقة سواء خليجية أو غيرها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر