دمشق - المغرب اليوم
نشرت "لائحة حمراء" بالتحف الفنية والمواقع الأثرية السورية التي تعتبر إرثا حضاريا وإنسانيا عريقا، لكنها تتعرض للخطر جراء النزاع الجاري عبر اللصوص أو القنابل، وقد نشرت في متحف "متروبوليتان" للفن في نيويورك بمبادة من المجلس الدولي للمتاحف وبالتعاون مع منظمة اليونيسكو ووزارة الخارجية الاميركية. وقالت بوني بورنهام رئيسة الصندوق العالمي للآثار في 26 سبتمبر/أيلول إن "مواقع سورية بالغة الأهمية دمرت أو لحقت بها أضرار خلال هاتين السنتين من الحرب، كمئذنة جامع حلب الكبير وموقع أفاميا اليوناني الروماني". فالجامع الكبير في حلب الذي بني قبل ما يناهز الألف عام تهدم خلال المعارك في نيسان/أبريل الماضي بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة. أما موقع أفاميا الأثري (شمال غرب حماه) الذي يرقى إلى عصور ما قبل التاريخ، فكان ضحية "عمليات سلب ونهب واسعة النطاق"، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يواجه عدد كبير من المواقع بالغة الأهمية شتى أنواع التهديدات بسبب الحرب. فموقع تدمر، واحة الأثار الرومانية المؤلفة من المعابد والأعمدة، يتعرض للسلب والنهب وعمليات التدمير، وكذلك قلعة الفرسان في الكرك ومدينة دمشق القديمة. وتشير وزارة الخارجية الأميركية إلى أن المناطق التي تشكل جزءا من التراث العالمي لليونيسكو، "أي 46 موقعا ومئات المباني التاريخية"، باتت في "خطر". وتهدف اللائحة الحمراء إلى "تنبيه السلطات وقوات الشرطة وجامعي التحف وتجار الأعمال الفنية" إلى التحف التي يمكن أن تنتقل بصورة غير مشروعة اليوم أو في المستقبل في إطار سوق الفن، كما أوضحت آن ريتشارد المسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية لدى الإعلان عن هذه اللائحة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وتقول الخارجية الأميركية "لقد عثر على تحف قديمة فيما كان مهربون يحاولون مغادرة البلاد". وتضم اللائحة مجموعة من القطع التي "ليست تحفا مسروقة"، كما أوضح هانز-مارتن هينز رئيس المجلس الدولي للمتاحف، لكن تحفا "آتية من متاحف في سورية ومن خارج البلاد" من شأنها أن تشكل نموذجا للقطع التي يمكن أن تكون عرضة للتهريب. ومن هذه التحف، صفائح برونزية مرصعة بكتابات، وتماثيل صغيرة من الأحجار أو المعادن الثمينة وأوان من الخزف وعناصر فسيفسائية، وغير ذلك. واعتبرت ايرينا بوكوفا المديرة العامة لليونيسكو أن "حماية الإرث الثقافي يجب أن تكون جزءا لا يتجزأ من المجهود الإنساني"، مضيفة "لقد عثرنا على بعض القطع في أسواق بيروت وعمان، لكن لم يكن بوسعنا أن نفعل الكثير". والوضع السائد في سورية الذي تراه "مأساويا"، ليس فريدا، فمثل هذه اللوائح وضعت للعراق ومصر وأفغانستان. وقالت شيلا كانبي حافظة دائرة الفنون الإسلامية في متحف متروبوليتان "لا أعرف حجم الوضع في كل مكان، لكن ما رأيته في أفاميا كان صادما ورهيبا"، وأكدت أنه "أخطر مما حصل في أفغانستان".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر