آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

يوميات رمضانية لعرب ألمانيا

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - يوميات رمضانية لعرب ألمانيا

هامبورغ ـ المغرب اليوم

بحلول شهر رمضان، يلجأ العرب في ألمانيا إلى طرق مختلفة من أجل الإحساس بالأجواء الرمضانية: فمنهم من يختار المطاعم العربية ومنهم من يفضل الإفطار الجماعي في المساجد. وهناك من هو غير معني برمضان نظرا لأسلوب الحياة في ألمانيا. "رمضان لا يعني شيئا من غير الجماعة ومائدة الإفطار مع الأسرة، وهذا ما أفتقده هنا مع الأسف لأنني أعيش لوحدي بعيدا عن أسرتي" يقول أحمد إبراهيم وهو شاب مصري جاء لألمانيا من أجل الدراسة. حال أحمد تصف حالة مجموعة من الطلبة العرب في ألمانيا الذين يبحثون عن أماكن الإفطار الجماعي ليتخلصوا من الوحدة في هذا الشهر المعروف بأنه شهر الاجتماعات العائلية. أحمد، الذي يحضر بشكل يومي للإفطار الذي ينظمه المسجد في مدينة بون، يقول لـ DWعربية "على الرغم من أنني لا أعرف أحدا في هذا المسجد ولا أتحدث مع أحد لكنني اشعر على الأقل بأن هناك رمضان، فقط هذا المشهد والناس مجتمعة على مائدة ويتبادلون الحديث يبعث على الارتياح ويجعلني أنسى أنني أعيش لوحدي". وإذا كان الإفطار الجماعي في المساجد يخفف ولو قليلا من الشعور بالوحدة في رمضان، إلا أنه ليس الطريقة الوحيدة لاستشعار أجواء رمضان: فبين الخيم الرمضانية والمطاعم العربية تتعدد سبل العرب لقضاء شهر رمضان في ألمانيا. مطاعم يعرض أصحابها مختلف وأشهر أطباق المطبخ العربي على الزبائن ليجد كل واحد منهم أكلته المفضلة، خاصة بعد يوم طويل من الصيام. لذلك فإن سعيدة، وهي امرأة مغربية تعيش في ألمانيا منذ سنوات، تقول: "أفضل المطاعم التي تقدم الأطباق العربية حتى أنوّع كل يوم على الرغم من أنني يمكن أن أطبخ في المنزل، لكن هنا يمكن أن ألتقي بالناس وبالأصدقاء ونفطر سويا ونتحدث ونضحك على مائدة الإفطار". قد تحتوي مائدة الإفطار أكلة من المغرب وأخرى من مصر أو من سوريا ليجد المرء نفسه أمام الوطن العربي مجسدا في مطعم بألمانيا. وهذا البعد هو ما ركزت عليه السورية منى خليل، التي تعيش في ألمانيا منذ أكثر من عشر سنوات: "أفرح كثيرا عندما أحضر للمطعم  وأرى هذا التنوع في الجنسيات وكذلك الجو الحميمي والعائلي وكأن الجميع أسرة واحدة". رمضان إذن هو فرصة من أجل التعارف واجتماع الجالية العربية لاستحضار القليل من نسمات الشهر الذي يرتبط لدى كثيرين بالجماعة والجو العائلي. نصبت خيم في ساحة تقع بين مسجد وكنيسة بمدينة هامبورغ الألمانية من أجل الاحتفال بشهر رمضان والتعريف بقيمه. خيم خصص بعضها للمأكولات العربية وأخرى من أجل الحوار وتبادل الأفكار بين أبناء مختلف الثقافات. وفي هذا الصدد يقول أيمن عمر، وهو ناشط تونسي: "هذه الخيم تم نصبها في هذا الموقع من أجل التأكيد على الحوار بين الديانات. وقد حضر ممثلون عن الكنيسة لتبادل الأفكار وشجعونا على تنظيم مبادرات أخرى من هذا القبيل". الحوار والانفتاح على الثقافات والديانات الأخرى كان السمة البارزة لهذه الخيم، وهو ما أكد عليه طاهر إبراهيم، عراقي وأحد منظمي الخيم الرمضانية، عندما تحدثت إليه DWعربية: "ما أسعدني كثيرا هو أن غير المسلمين شاركونا الإفطار وتبادلنا الكثير من الأفكار الإيجابية التي من شأنها أن تقرب المسلمين وغير المسلمين في ألمانيا. وهذه هي روح رمضان الداعية للتعاون والتكافل بين مختلف أفراد المجتمع". إذا كان للعرب في ألمانيا مذاهب شتى في خلق جو رمضاني، فإن رمضان لا يعني للبعض شيئا. من هؤلاء كريم، الذي يشتغل نادلا في مطعم طيلة اليوم: "لا أستطيع الصيام وأنا أقضي اليوم في التنقل بين الطاولات لخدمة الزبائن. كما أن عدد ساعات الصيام كثير هنا في ألمانيا ولا أقدر على تحملها نظرا للجهد الذي أبذله في العمل". طول النهار في ألمانيا وكذلك صعوبة العمل ليست وحدها السبب في عدم صيام البعض حيث هناك من أصبح لا يعرف عن رمضان أي شيء كما يقول عبد الرؤوف أحمد، وهو صاحب محل تجاري: "مع الأسف الكثير من الزبائن العرب لا يعرفون عن رمضان شيئا لأنهم أصبحوا يعيشون وفق نمط حياة خاص بهم ولا يعيرون أي أهمية لرمضان". بعد أن ينفض الجميع من على مائدة الإفطار سواء داخل مطعم أو مسجد أو خيمة رمضانية، يكون لكل واحد وجهته. البعض يجد متعته في المقهى وارتشاف كأس شاي وتدخين الشيشة أو لعب الطاولة، وهذا هو حال العراقي محمد منصور: "عندما أنتهي من الإفطار في البيت أذهب للمقهى من أجل مجالسة الأصدقاء وقضاء بعض الوقت بعيدا عن التوتر وتعب اليوم، خاصة بعد صيام نهار طويل". المقهى ليس الوجهة الوحيدة للصائمين فمنهم من يتجه إلى المسجد لأداء صلاة التراويح أو يفضل العودة للبيت من أجل الاستعداد ليوم جديد.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوميات رمضانية لعرب ألمانيا يوميات رمضانية لعرب ألمانيا



GMT 12:58 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس السبت 26-9-2020

GMT 17:23 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

المهاجم إيكادري يقترب من الانتقال إلى مانشستر يونايتد

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 12:30 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الخارجية الروسي يلتقي نظيره الأرجنتيني

GMT 11:30 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

تعرف على أبرز ديكورات الحمامات العصرية

GMT 14:13 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

دوافع رونالدو تُهدّد أحلام "لاتسيو" بالفوز على "يوفنتوس"

GMT 20:28 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

عائلة بوتفليقة "تخشى على سلامتها" في حال انتقال السلطة

GMT 02:11 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

قائمة تضم أفضل عشرة مطاعم على مستوى العالم
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca