الرباط - وكالات
أتحفت المجموعات الغنائية والموسيقية للأمداح النبوية والسماع الصوفي،(السبت) الجمهور الذي حضر بكثافة إلى فضاء المندوبية(ساحة 9ابريل)، لمتابعة فقرات اليوم الثاني من فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان ليالي رمضان بطنجة، التي انطلقت الجمعة وتختتم الليلة الاحد.ومنحت تلك السهرة الغنائية المفعمة بفيض صوفي وقدسي بهي، للجمهور من داخل وخارج المغرب، لحظات راقية، تجاوب معها بشكل كبير، فكانت كلها صلاة على النبي سيدنا محمد الكريم، ومناجاة للإنية الإلهية، طمعا في الثواب والأجر الحسن في هذا الشهر الكريم.
وسافرت تلك اللوحات الموسيقية الأصيلة المشبعة بحس صوفي أنيق ونادر، بالمتلقي إلى عوالم شريفة، تزهر بسحر التصوف، وصفاء سريرته، صحبة أشعار الحلاج وابن الفارض، واشراقات رابعة العدوية والسهروردي، وذلك في سياق عشق صوفي ومحمدي خارق، وما في الجبة لا الله.
وتناوب على فضاء مسرح السهرة، والذي تم إخراجه بطريقة فنية غاية في الروعة، جمعت بين الهندسة المعمارية المغربية الأصيلة، والإضاءة الفسيفسائية المزركشة، مجموعات غنائية من داخل وخارج المغرب، اجتمعت كلها على محبة الله ورسوله الكريم وآله واتباعه الأخيار، على ارض مشهود لها، بترسيخ قيم الهجرة والهوية والتاريخ والحضارة، منذ زمان.
وأدت الفرق المشاركة، التي تجاوب معها المتلقي بشكل تلقائي رائع، لوحات موسيقية، وتطريزات فنية وموسيقية، أعادت الى الأذهان الى سحر الموسيقى الصوفية، والأبعاد الكونية والإنسانية للأغنية الملتزمة، بكل مكونتاها الدينية والروحية الممتعة.
واستهل الحفل الفني، الثاني لليالي التي ينظمها منتدى الابداع بدعم من مجلسي البلدي الجالية المغربية بالخارج، وجهة طنجة تطوان، بتلاوة آيات بيات من الذكر الحكيم، تلها فرقة الشريف الإدريسي الآتية من سبتة المحتلة، وضمت عشرين فردا، من الصبايا والكتاكيت، فكان غنائها أحلى وأداؤها ليس له مثيل.
وشقشقت تلك العصافير البهية، بالمناسبة، التي تقام خلال شهر رمضان الابرك، وبمناسبة الذكرى 14 عيد العرش المجيد، تحت شعار "هجرة وهوية"، بلكنتها الاسبانية الجميلة، وباللغة العربية، تراتيل إلهية وربانية، وأناشيد صلت على النبي محمد عليه الصلاة والسلام، فلفت أداؤها الممتاز الجمهور، الذي صفق لها كثيرا والله اكبر الله اكبر.
وتنتمي هذه المجموعة الموسيقية الصوفية للمركز الثقافي الإدريسي بسبتة المحتلة، حيث يؤكد مديرها ادريس القاسمي انها صورة حقيقية لصيانة القيم والهوية المغربية والإسلامية الأصيلة هناك.
وأحيت بالمناسبة فرقة الإمام الغزالي بدورها، وسط حضور استثنائي، سهرة فنية متميزة ادت فيها فيضا من الأغاني والوصلات الموسيقية المشرقية والمغربية الكلاسيكية، أعادة الى الذاكرة الموسيقية إبداعات، العديد من المنشدين والفنانين المغاربة، كالراحل عبد القادر الراشدي، والتي لا تنسى.
ومزجت تلك الفرقة التي يترأسها الفنان محمد حنيني، في أغانيها الملتزمة الجميلة، بين المقامات الموسيقية الأصيلة، وبين الانشاد الموسيقي الصوفي، والتراثي العريق، الذي يمنح المتلقي في شهر رمضان الكريم هدوء وسكينة روحية لا يعلمها إلا الله.
كما قدم الفنان احمد بنعمر، ومنير التمسماني القادم من بلجيكا، رفقة المع نجوم مدينة طنجة، سهرة فنية، كانت غاية في الأداء، والامداح النبوية الشريفة، ذكرت الجمهور الحاضر بالكثير من الإبداعات الخالصة التي صنعت فرجتها عائلة التمسماني في هذا اللون الغنائي الرقيق.
وأسدل الستار على سهرة اليوم الثاني من ليالي رمضان بأداء غنائي ثنائي مغربي بلجيكي، رائع، أدى فيه كل من الفنان منير التسماني، واحمد بنعمر مواويل صوفية رائعة على مقام النهاواند، ضبطت إيقاعها فرقة نجوم مدينة طنجة برئاسة محمد براق.
كما تم بالمناسبة توزيع عدد من الشواهد التقديرية والدروع التذكارية، تكريما وتقديرا لمساهمات هؤلاء المشاركين في إنجاح سهرات الدورة، التي تختتم اليوم الاحد، بندوة فكرية حول موضوع(الفن بين المحلية والعالمية) بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين من داخ وخارج المغرب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر