أبوظبي ـ وكالات
حصل متحف “اللوفر أبوظبي” على شهادة “ثلاث درجات لؤلؤ” ضمن تصنيف درجات اللؤلؤ للتصميم المستدام التي يمنحها مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني كجزء من “نظام تصنيف المباني” ضمن برنامج “استدامة”. وتعد هذه الشهادة الأولى التي تنالها منشأة ثقافية على هذا المستوى في المنطقة، مما يعكس التزام إمارة أبوظبي بتطوير مشاريع تتبع تصاميمها أعلى المعايير البيئية، بحسب بيان صحفي لشركة التطوير والاستثمار السياحي.
وجاء هذا التقدير بعد مراجعة شاملة ودراسة تفاعلية وافية لمخططات تصميم المتحف أجراها فريق من مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، وموظفي شركة التطوير والاستثمار السياحي، وفريق استشاري متعدد التخصصات يتضمن مجموعة من المهندسين المعماريين واستشاريي الإضاءة وغيرهم من المشاركين في تشييد المتحف. وأظهرت النتائج التي توصل إليها الفريق انخفاضاً واضحاً في امتصاص المتحف للحرارة بنسبة 71.7% نظراً للجدران المعزولة بإحكام. وتسهم هذه الجدران، بالإضافة إلى وجود النوافذ ضمن الحد الأدنى، في تحقيق انخفاض كبير في مستوى تسرب الحرارة إلى داخل المتحف، والمعروفة بالمصطلح العلمي “الأداء العالي القيمة” (U- value performance).
وقال علي الحمادي، نائب العضو المنتدب في شركة التطوير والاستثمار السياحي: “نفخر بحصول متحف “اللوفر أبوظبي” على شهادة “ثلاث درجات لؤلؤ” للتصميم المستدام، وهو المشروع الأول ضمن محفظة مشاريعنا الذي يحصل على هذا التصنيف. ويعكس هذا الإنجاز حرص الشركة الدائم لاتباع أعلى معايير التنمية المستدامة، من خلال استخدام أفضل الممارسات والمواد البيئية في جميع المشاريع التي تطورها في مختلف أنحاء أبوظبي”.
ومن جهة أخرى، أظهرت النتائج أن تصميم المتحف يسهم في ترشيد استهلاك الطاقة بنسبة 30.8%، وذلك من خلال القبة التي يبلغ قطرها 180 متراً وتغطي معظم مساحة المتحف وهي تسمح لأشعة الشمس بالنفاذ من خلالها إلى داخل المتحف، ما يسهم في الاستفادة من الإنارة الطبيعية، إضافة إلى دور القبة كمظلة تغطي المناطق الخارجية حول المبنى لتقلل من الحرارة الداخلة إلى أروقة المتحف وساحاته. ومن العوامل الأخرى التي تسهم في ترشيد استهلاك الطاقة لأدنى مستوى ممكن، استخدام المشربيات التقليدية التي توضع على شكل نوافذ خارج القبة، وكذلك استخدام الألوان الفاتحة ومواد البناء التي تعكس حرارة الشمس. أما مستلزمات وتجهيزات المياه التي جرى تركيبها في مختلف أرجاء المتحف، فقد اختيرت بعناية فائقة بحيث تحقق ترشيداً في استهلاك المياه العذبة بنسبة 27.3%، فضلاً عن استخدام أنظمة ري فعالة لسقي النباتات حول المتحف.
وقالت الدكتورة نتالي ستايلنس، رئيس الخدمات البيئية في شركة التطوير والاستثمار السياحي: “يقوم وجود القبة ضمن تصميم المتحف بحد ذاته بدور مهم في ترشيد استهلاك الطاقة، حيث تعمل كمظلة تغطي الساحات والأماكن الخارجية وتحجب عنها أشعة الشمس، كما تظلل المبنى والجدران بشكل يساعد على تقليل استهلاك الطاقة في المبنى بشكل عام”.
من جهة أخرى، يضم نظام التهوية في متحف “اللوفر أبوظبي” مراوح ذات أداء عالٍ تستهلك طاقة قليلة تتكامل في عملها مع أنظمة تنقية مرتبطة مع أجهزة تدوير الهواء لتقلل من الحاجة إلى الطاقة، علاوة على وجود أنظمة ضخ متغيرة السرعة تعد من العناصر المتميزة بفعاليتها البيئية.
وأضافت الدكتورة ستايلنس: “تحرص شركة التطوير والاستثمار السياحي طوال مراحل تطوير مشاريعها على ضمان التزام المقاولين باتباع “الخطة الشاملة للإدارة البيئية في التشييد”، التي وافقت عليها هيئة البيئة في أبوظبي، و”خطة الإدارة البيئية في التشييد” المخصصة للمقاولين قبل بدء العمل على تطوير أي مشروع”.
ويشكل متحف “اللوفر أبوظبي”، عند إنجازه في العام 2015، واحداً من المعالم الثقافية الرائدة التي تقع في قلب المنطقة الثقافية في السعديات والتي ستحتضن أيضاً متحف زايد الوطني الذي سيفتتح في العام 2016، ومتحف “جوجنهايم أبوظبي”، الذي سيفتتح في العام 2017، واللذين صممهما أيضاً معماريان مشهوران فازا بجائزة بريتزكر العالمية. وتسهم هذه المعالم البارزة في إضفاء طابع خاص على أسلوب الحياة في السعديات التي أصبحت اليوم وجهة عالمية لما تضمه من مرافق سكنية وترفيهية وثقافية وسياحية فاخرة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر