الجزائر - وكالات
وقع الرسام الشاب محمد أمين رحماني أول شريط مرسوم هزلي جزائري على طريقة المنغا اليابانية بعنوان "الجيريان لوف" أو"حب على الطريقة الجزائرية" يتناول علاقات الحب بين المراهقين.
يدخل هذا الشريط المرسوم الجديد الصادرعن منشورات "Z-Link " ضمن ما يسمى ب " الشونين "وهو نوع من القراءة الموجهة في ثقافة "المانغا" لفئة المراهقين ( ذكور واناث) وتدور أحداث قصته حول شخصية نوري طالب في الثانوي خجول يتلقى في إحدى الأيام رسالة حاملة لموعد غرامي إلا انه في واقع الأمر خدعة من قبل أصدقاءه.
استلهمت هذه القصة المكتوبة باللغة العامية في 5 فصول في تركيبها طريقة رموز" المانغا" الياباني حيث استعمل الكاتب أسلوب السخرية المباشر( هيمنة الفعل أو الحركة على السرد و تضخيم ملامح الشخصيات مع شحنة من المواقف المضحكة و تقسيم خاص للمشاهداو الصفحات التي استغلها الكاتب في وصف الوضعية محلية ووصف خصوصيات مجتمعه .
و استطاع الرسام بفضل سيناريو غني بالمواقف المثيرة أن ينقل القارئ إلى أجواء المغامرات التي يعيشها بطل القصة الذي يحاول جهيدا التصدي للخطط الجهنمية التي تحيكها رانيا (زميلة في الدراسة ) للإيقاع به في فخ عبر صفحات المواقع الالكترونية حيث تنشر صورته مع ليلى إحدى زميلاته معرضة إياه لغضب أخيها الملقب "ربيع القتال".
من خلال هذا السيناريو المحبوك يصور محمد أمين الصعوبات التي يمكن أن تواجه الطالب إذا حاول ربط علاقة حب مع الطرف الأخر و ذلك بسبب أقاويل و تأويلات البعض بغرض تشويه سمعته و على خلفية هذه الأحداث تركز القصة على إبراز التضامن بين الأصدقاء وهي احدي القيم البارزة في رسالة "المانغا".
في تقديمه للمشاهد أبدى الفنان ميلا أكثر للجانب الإبداعي على حساب رونق الخط أو الرسم و جاء اختيار اللونين الأسود والأبيض مناسبا للأحداث التي تتناولها القصة و تطوراتها السريعة التي تتلاءم أكثر مع النوع الهزلي والمواقف الحرجة التي يقع فيها البطل.
و رغم التقسيم الصارم للشخصيات بين شريرة و طيبة التي تميز الشريط المرسوم الياباني إلا أن الفنان كان متفهما في بعض الحالات كما هو الشأن بخصوص رانيا التي وصف اوضاعها الاجتماعية القاسية مما قد يفسر بعض من تصرفاتها المقيتة و غيرتها المرضية.
ويحمل الشريط المرسوم سومات ترمز إلى طرق محاولة الشباب لمعاكسة الجنس اللطيف في الشارع .
بهذا الإنتاج يساهم محمد امين رحماني الحاصل حديثا على دبلوم في الفيزياء من جامعة بسكرة في إثراء سجل منشورات " Z-Link" التي تسعى منذ نشأتها عام 2007 إلى جمع كل المواهب غير المعروفة في مجال فن الشريط المرسوم أو الفن ال9 .
يقوم حاليا الرسام بعرض بعض صفحات من " حب على الطريقة الجزائرية" رفقة مجموعة من فناني الشريط المرسوم برواق المركز التجاري لباب الزوار(الجزائر) والذي يستمر لغاية 10 جويلية الجاري في إطار تظاهرة "Dz-Manga" التي تجمع بين ورشات رسم موجهة للأطفال و بيع أشرطة مرسومة لنفس الدار.
يعرف شريط "المانغا" "الذي يعود ظهوره إلى أواخر القرن ال19 انتشارا كبيرا في اليابان حيث أصبح منغرسا في ثقافة هذا البلد و انتقل الإعجاب به إلى العالم في بداية الثمانينات من القرن الماضي .
و قدعرف هذا النوع المسمى ب"المانغا" بالجزائر في بداية التسعينات عن طريق الرسوم المتحركة التي كانت تبث في القنوات الفرنسية ثم في التلفزيون الجزائري وفي مطلع الألفية الثانية ظهر "المانغا" في مجال النشر بالجزائر بفضل الانترنيت حيث بدا الرسامون الجزائريون في استعمال هذا النوع في الشريط المرسوم الجزائري.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر