آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

"كل يوم لوحة" وسيلة لإثبات الذات في عالم الفن

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

برلين ـ وكالات

يتبع الفنان البرليني إدوارد غوردون مبدأ "لوحة كل يوم" ويعيش في رحلة بحث يومي عن الأفكار الجديدة للوحات التي يعرضها للبيع في مزاد على شبكة الإنترنت. ورغم أن عمله يحرمه من العطلات إلا أنه لا يرغب في التخلي عن هذا التحدي. في منطقة صناعية سابقة في أطراف العاصمة الألمانية برلين وفي الشطر الشرقي منها يقع معرض إدوارد بي. غوردون في منطقة Berlin Schِoeneweide بعيدا عن أحياء برلين الصاخبة والشهيرة. العديد من نقاط الشبه تربط بين غوردون/47 عاما/ والحي الهادئ الذي افتتح فيه معرضه ، فسرواله الواسع وقميصه المقلم وشعره اللامع المثبت للخلف يتشابه كثيرا مع الشكل التقليدي  لفناني القرن التاسع عشر. لكن هذا المظهر الخارجي لا يمنع أن غوردون شخصية متماشية مع العصر الحديث بشكل كبير فهو يستفيد في عمله من التكنولوجيا الحديثة كما يعمل بمبدأ "لوحة في اليوم" الذي يحاول من خلاله التواجد بشكل مستمر في السوق الفني. مبدأ "لوحة في اليوم" مستمد في الأصل من الولايات المتحدة الأمريكية ومن قبل فنانين يحاولون شق طريقهم بأنفسهم في عالم الفن عن طريق عرض أعمالهم وبيعها عن طريق مزادات على شبكة الإنترنت. يواظب غوردون منذ 15 عاما على رسم لوحة كل يوم حجمها 1515x سنتيمترا. ولتحقيق هذا الهدف يعيش غوردون وفقا لجدول يومي صارم للغاية إذ يقول:"أحاول أن أستقر على الفكرة قبل الظهيرة إذ أقوم بالتمشية أو بإجراء ترتيبات هنا في معرضي. في الثالثة عصر أبدأ العمل". وبحلول منتصف الليل تكون اللوحة غالبا جاهزة ومعروضة على الإنترنت. تظهر معظم هذه "اللوحات اليومية" التحول الذي شهدته مدينة برلين أو التفاصيل الصغيرة التي لا يلاحظها غالبا سكان العاصمة . فالأركان الصغيرة التي لا يلتفت إليها الناس أثناء تسوقهم ورجال جمع القمامة في ساعات الصباح المبكرة أو شابات برلين في إشارات المرور وأماكن السهر كلها من الأفكار التي يجسدها غوردون في أعماله. يعتبر الرسام الهاوي غوردون مراقبا يرصد التطورات في العاصمة الألمانية ولذلك فإن أعماله لا تلقى الرواج على شبكة الإنترنت فحسب بل إنه يحقق شهرة كبيرة من خلال الصحافة الورقية أيضا إذ تحقق صوره التي ينشرها ملحق صحيفة "دي تسايت" الأسبوعية ، رواجا كبيرا بين قراء الصحيفة. ويستفيد غوردون من كافة الإمكانيات التي توفرها التكنولوجيا الحديثة إذ يتزايد عدد زوار مدونته بشكل منتظم وكلها أمور تساعد في بيع كافة أعماله. رسم غوردون خلال الأعوام الماضية ما يقرب من 2300 لوحة لا يقل سعر الواحدة منها عن 150 يورو. زبائن حول العالم  التنوع الكبير هو السمة الواضحة في زبائن غوردون فمنهم الطلبة ورجال القانون وسماسرة العقارات من مختلف أنحاء العالم معظمهم أشخاص لم يسبق لهم زيارة معرض فني في حياتهم لكنهم مع ذلك يقدرون الفن. أما بيع اللوحات هنا فهو يختلف عن التقاليد المتعارفة في المعارض الفنية فالزبائن هم من يحدد في النهاية سعر اللوحة بحسب درجة الإقبال عليها في المزاد. ولا تقتصر سعادة غوردون على الأموال التي يجنيها من لوحاته فحسب بل إن ضغط الزبائن بعد الشراء على زر "أعجبني" لصفحته على موقع الفيسبوك  من قبل زبائنه يمنحه سعادة لا تقل عن سعادته بالمال. تثير فكرة عرض الأعمال الفنية على شبكة الإنترنت حفيظة بعض النقاد الذين يرون أن من يقتني عملا فنيا يجب أن يتواصل معه في البداية بمعنى أن يلمس اللوحة ويشم رائحة الألوان وهي أمور لا تتوافر لدى الزبائن الذين يشاركون في مزادات الإنترنت للحصول على أعمال غوردون. عمل متواصل بدون عطلة  جاء قرار دار " Kein und Aber"السويسرية للنشر بتجميع أعمال غوردون ونشرها في كتاب بمثابة تكليل لجهوده خلال السنوات الماضية. كتب مقدمة الكتاب ناشر صحيفة "فرانكفورتر ألغماينة تسايتونج"، فرانك شيرماخر ، أحد المعجبين بأعمال غوردون ومنهم المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر. لم يحقق غوردون قدرا كبيرا من الثراء رغم تواجده بشكل كبير في سوق البيع عن طريق الإنترنت ورغم أن العمل اليومي منعه من الحصول على عطلة خلال الأعوام السبعة الماضية. يعمل الفنان البرليني حتى منتصف الليل كل يوم لينام أربع ساعات فقط يستيقظ بعدها ليبحث عن فكرة جديدة للوحته اليومية ورغم كل هذه المتاعب لا يرغب غوردون في التخلي عن فكرة "لوحة كل يوم".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كل يوم لوحة وسيلة لإثبات الذات في عالم الفن كل يوم لوحة وسيلة لإثبات الذات في عالم الفن



GMT 19:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 03:11 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

السلطات الإسبانية تطلق النار على مغربي هتف "الله أكبر"

GMT 14:17 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

أفكار مميزة لتزيين مدخل منزلك ومنحه "الحياة"

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,10 إبريل / نيسان

أصالة نصري تعود إلى لبنان مجددًا بلا شروط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

عطور "أنفاس" تعزز الشعور بالسعادة

GMT 15:11 2018 الثلاثاء ,20 آذار/ مارس

مالك الجزيري يتقدم في بطولة كيو غينج الصينية

GMT 00:22 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

عطور "مارك جاكوبس" لإطلالة ساحرة برائحة الفواكه

GMT 12:49 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

أزياء "دولتشي آند غابانا" لخريف 2018 للرجل العصري بامتياز
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca