برلين ـ وكالات
فاز الكاتب السويسرى لوكاس بيرفوس بجائزة برلين الأدبية فى العاصمة الألمانية، وللفائز عديد من المؤلفات أشهرها رواية "مائة يوم" التى ترجمها مشروع "كلمة" للترجمة فى هيئة أبو ظبى للسياحة والثقافة قبل سنتين، وذلك فى إطار سعى المشروع لتزويد القارئ العربى بروائع الأدب العالمى.وتقدم الجائزة من قبل مؤسسة برويسيشه سيهاندلونغ الألمانية، وتبلغ قيمتها 30000 يورو، كما تتضمن حصول الفائز على كرسى أستاذ ضيف فى جامعة برلين الحرة لمدة عام، يلقى خلالها محاضرات أدبية فى موضوع محدد."مائة يوم" هى أول رواية للمؤلف المسرحى لوكاس بيرفوس تتحدث عن حروب الإبادة الجماعية فى راوندا فى الفترة من أبريل وحتى يوليو من عام 1994، من خلال قصة الشاب دافيد هول، وهو شاب مثالى، أتى إلى العاصمة الرواندية كيجالى ليعمل فى إطار برنامج المساعدات التنموية السويسرية، وهناك يقع فى غرام أجاثا، وهى فتاة من قبائل الهوتو تتميز بالأناقة والجاذبية، إضافة إلى أنها فتاة غامضة لا يمكن سبر أغوارها، وتنشأ بينهما علاقة حب قوية، ويدعوها لقضاء أيام معه فى فندق خارج كيجالى عاصمة رواندا، ولكن سرعان ما يتأزم الوضع السياسى فى البلاد، مما حال دون تمكنها من المغادرة إلى بروكسل التى كانت تدرس فى إحدى جامعاتها، وأدى فى نهاية المطاف إلى موتها بداء الكوليرا فى أحد مخيمات اللاجئين، فتتولد لديه عقدة الذنب، ويحمل نفسه مسئولية موت أجاثا، التى انتظر من أجل رؤيتها مائة يوم مختبئاً فى كيجالى، فى خضم الحرب الأهلية الطاحنة قبل أن يعود إلى بلاده سويسرا، وهو يجر أذيال خيبة الأمل ويتجرع كأس المرارة.يدور مغزى رواية "مائة يوم" حول الحسابات الخاطئة للناس "الخيرين" وصعوبات تخمين ومعرفة الغرباء بشكل صحيح، والبعد الأخلاقى للسياسة بشكل عام، إلا أن الكاتب بيرفوس لا يريد من خلال روايته أن يعطينا درساً فى الأخلاق بل يريد أن يكون مراقباً محايداً، فهو لا يقوم بإدانة أى شيء، ولا يعرف ما هو الأفضل، بل يوضح تناقضات ما يسمى بالتعامل الأخلاقى "الصحيح".ولد الكاتب لوكاس بيرفوس عام 1971 فى سويسرا ويعد من أهم المبدعين المسرحيين فى السنوات الأخيرة. عُرضت مسرحياته على أهم المسارح العالمية، وتم اختياره من قبل صحيفة تياتر ليكون أفضل مسرحى لعام 2008. يعيش ويعمل اليوم مع زوجته وطفليهما فى زيورخ بسويسرا.
نقل الرواية إلى العربية المترجم سامى أبو يحى. الحاصل على دبلوم الترجمة (ألمانى/عربى/إنجليزى) من جامعة يوهانس غونتبيرغ فى مدينة ماينتس، ثم شهادة الدكتوراه من الجامعة نفسها متخصصاً فى العلوم السياسية والدراسات الإسلامية ولسانيات الشعوب الإسلامية، وبعد ذلك مارس نشاطه سنوات طويلة فى ميادين الترجمة والأبحاث، وكان آخرها عمله باحثاً إعلامياً فى سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة فى ألمانيا حتى نهاية عام 2007.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر