آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

غزنة: عاصمة الثقافة الإسلامية المحاصرة من طالبان

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - غزنة: عاصمة الثقافة الإسلامية المحاصرة من طالبان

كابول ـ وكالات

مرة أخرى تم اختيارالمدينة الأفغانية العتيقة غزنة كعاصمة للثقافة الإسلامية في آسيا لعام 2013. غير أن مشاريع الأعمار المتعثرة والوضع الأمني المتدهور تعرقل مسيرتها، وهناك من يقترح انفتاح المدينة على الناس وليس العكس.تقع مدينة غزنة على بعد 140 كيلومترا إلى جنوب غرب العاصمة الأفغانية كابول وعلى الطريق المؤدي إلى مدينة قندهار. وهي مدينة تاريخية، كانت عاصمة للملكة الغزنوية التي حكمت أجزاء من شمال الهند وبلاد فارس وآسيا الوسطى خلال العصور الإسلامية القديمة. ويعود الفضل في أن تصبح غزنة مركزا للثقافة والفنون وعاصمة للمملكة آنذاك إلى السلطان محمود الغزنوي (971 – 1030 ميلادية)، الذي وسّع من أطراف مملكته وجعل من سكانها خليطا من الثقافات الفارسية والإسلامية والآسيوية. "نجح الملك الغزنوي في خلق جو من التعدد الثقافي والديني في عاصمته من خلال استقباله لفنانين وأدباء وعلماء من وسط آسيا والهند  في بلاطه ، بصرف النظر عن ديانتهم. إن ذلك هو ما نطلق عليه اليوم في أوروبا صفة "الاندماج الثقافي"، كما يؤكد كارستن لي من جامعة آخن، والذي يعمل مع فريق ألماني يقوم بترميم المدينة التاريخية. منارة مدينة غزنة التاريخيةيركز فريق عمل جامعة آخن بقيادة ميشائيل يانزين على ترميم سور المدينة التاريخية ومنارتها. "صدمنا في البداية من الوضع المزري للسور والمنارة ذات ألاثنتي عشر زاوية". ويضيف كارستن لي أن هذين المعلمين يعتبران رمزا لتاريخ المدينة. وللحفاظ عليهما قدمت الحكومة الألمانية معونة لدعم أعمال ترميمهما بلغت قيمتها 1.7 مليون يورو. حول ذلك يؤكد كارستن لي، أن دوره لا يقتصر على الترميم فقط. ويقول" لم نأت هنا لنعلم الناس كيف يمكن ترميم السور والمنارة، بل إن دورنا هو حث سكان المدينة على الحفاظ على تراث مدينتهم التاريخية أيضاً".مساعدة الناس لكي يساعدوا أنفسهم. هذا هو الأمر المرغوب فيه، لكن هناك أمر آخر يعيق العمل ويعرضه للخطر. ألا وهو "غياب الأمن" في أفغانستان. الانتقال بين كابول وغزنة يستغرق ساعتين بالسيارة. وبالنسبة للصحافي الأفغاني عارف، فإن هذا الطريق محفوف بالمخاطر. إذ يقول"لا استطيع الذهاب إلى مدينتي غزنة، فحركة طالبان تهدد كل شخص بالاختطاف أو القتل إذا تعاون مع الصحافة الأجنبية أو عمل لحسابها ". فكيف يمكن لمثل هذه المدينة المهددة من طالبان أن تصبح عاصمة الثقافة الإسلامية في آسيا لعام 2013 ؟. ورغم ذلك فأن فرحة سكان المدينة أكبر من تهديدات طالبان وخطرهم. فمدير محطة غزنة الإذاعية وحيد الله عمراير يشعر بالفرح لاختيار مدينته عاصمة للثقافة الإسلامية في آسيا. "لقد نسيّ العالم هذه المدينة، وتذكرها من جديد". كما يؤكد وحيد الله.هناك أسباب أخرى تهدد فرحة سكان المدينة. فقد تم ترميم جزء صغير من المدينة فقط، الأمر الذي يهدد بسحب لقب عاصمة الثقافة الإسلامية منها، إن لم يتم انجاز الجزء الأكبر من عمليات إعادة الترميم. وسعيا في إنجاز مرافق بالمدينة تم تحويل 15 مليون دولار من الحكومة الأميركية إلى الحكومة الأفغانية. "لم أشاهد مشروعا واحدا تم انجازه من هذه الأموال، لم يتم بناء مطار لاستقبال الناس، فكيف للناس الوصول إلى هنا دون مطار؟" هكذا يتساءل وحيد الله. ما وُعد به سكان المدينة هو انجاز شبكة كهرباء لخدمة سكانها البالغ عددهم مائة وأربعين ألفا. بالإضافة إلى تعبيد 150 كيلومترا من الطرق بالأسفالت. ويقال أن 50 كيلومترا منها أنجزت. أما ترميم سور المدينة الذي تكفلت به الحكومة الألمانية فقد تم الاتفاق على عدم الإلتزام بموعد إنجازه عام 2013. لا يمكن للمواطنين الأفغان ولا لغيرهم من الأجانب زيارة المدينة أو الوصول إليها جوا لأن الطريق المؤدي إلى مطار المدينة لم يتم إنجازه بعد. فكيف يمكن زيارتها إذاً؟. القائمون على مشاريع الترميم والخبراء يقترحون من جانبهم أن تنتقل المدينة إلى الناس عوض أن يذهب الناس إليها.  وذلك عن طريق إنتاج أفلام وثائقية ومعارض للصوّر والإعلانات، مما قد يساعد  في التعريف بمدينة غزنة التاريخية، عاصمة المملكة الغزنوية، التي حكمت في قديم الزمن بلاد فارس وأجزاء من الهند وآسيا الوسطى.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزنة عاصمة الثقافة الإسلامية المحاصرة من طالبان غزنة عاصمة الثقافة الإسلامية المحاصرة من طالبان



GMT 05:00 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

أفكار عملية بسيطة لتنسيق حديقة منزلك في صيف 2018

GMT 05:38 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

"ماتشو بيتشو" مدينة ألانكا لغز وعظمة طاغية

GMT 18:14 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 17:50 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الاختلاف والتميز عنوان ديكور منزل الممثل جون هام

GMT 01:19 2016 السبت ,17 أيلول / سبتمبر

د. باسم هنري يُبشّر بعلاج للإنزلاق الغضروفي

GMT 18:18 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 07:12 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

جهزي طعامك بنفسك في مطعم " Dinning Club" في لندن
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca