آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

إندونيسيا تجتهد لتشجيع القراءة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - إندونيسيا تجتهد لتشجيع القراءة

جاكرتا ـ وكالات

بذلت كيسوانتي (46 عاما) جهودا جبارة لحمل الناس على القراءة في إندونيسيا، وهو بلد يدمن مواطنوه شبكات التواصل الاجتماعي ويهملون الكتب. فعلى مدى ست سنوات كان تجوب الدروب الموحلة للبلدات النائية على متن دراجة هوائية في جاوا الغربية بصفتها بائعة لأعشاب طبية، حاملة معها الكتب على دراجتها لإعارتها للأطفال. غير أن جهودها المتواضعة كان لها أثر متنام، وباتت بلدتها الفقيرة الآن تضم مكتبة حقيقية، وهو أمر نادر حتى في مدن إندونيسيا الكبرى. وتؤكد كيسوانتي أن "القراءة توفر المعرفة والمعرفة هي قوة.. ينبغي ألا يحرم أحد من القراءة مهما كان فقيرا". وأوقفت كيسوانتي نشاطها بوصفها "أمينة مكتبة جوالة" في العام 2005 عندما أصيبت بمرض في الكبد، مما جعلها حبيسة منزلها الصغير في بلدة بيماغارساري، حيث تؤدي دروب مغبرة غير معبدة إلى الطريق الرئيسي للبلدة.لكن أحد جيرانها أبقى نشاط المكتبة المتنقلة التي أثارت اهتمام أطراف مانحة محلية ودولية، مما سمح بتوفير الأموال لمشروع "ليباكوانغي ريدينغ هاس" وهي مكتبة باتت تضم الآن مجموعة من 5000 كتاب.وتقول كيسوانتي في المكتبة التي أقيمت في منزل مجاور لمسكنها "هذه المكتبة حلم تحقق. أحيانا أكاد لا أصدق أن ذلك حصل فعلا". ويزور المكتبة نحو مائة شخص يوميا غالبيتهم من التلاميذ، وتخطط كيسوانتي لتوسيع مجال نشاطها من خلال جذب مدرسين وتلاميذ مدارس في ثلاث بلدات أخرى. وتتمتع إندونيسيا بنسبة تعلم عالية جدا مقارنة بالدول النامية الأخرى، إذ إن تسعة من كل عشرة بالغين يتقنون القراءة، حسب تقارير البنك الدولي، إلا أن الكتب ليست في متناول الكثير من سكان هذا البلد البالغ عددهم 240 مليونا، إذ إن نصفهم يعيشون بأقل من دولارين في اليوم.لكن البلاد تتمتع بتقليد شفهي للحكايات، مع عروض دمى قديمة جدا، ومسرحيات لا تزال تتمتع بشعبية كبيرة. كما أن المكتبات قليلة وبعيدة بعضها عن بعض، والكثير منها تديرها مؤسسات مثل "ياياسان أوساها موليا" التي تدير مكتبتين في جاوا الغربية وكاليمانتنا وسط البلاد.وتقول المديرة التنفيذية للمؤسسة نوريانا باراباواتي "ثمة بعض المكتبات العامة القليلة وغالبيتها تضم الموسوعات وليس الروايات التي يستمتع الشخص بقراءتها".غير أن الإندونيسيين يقرؤون الكثير يوميا عبر الإنترنت، فهم يشكلون ثالث أوسع مجموعة على فيسبوك في العالم، والخامسة عبر تويتر، وهم يدمنون توجيه الرسائل النصية القصيرة.ويقول توم أبنور، وهو أستاذ محاضر في معهد جاكرتا للفنون، إن وسائل التواصل الاجتماعية والتلفزيون "أصبحت إدمانا وهي تشجع الأفراد على الإصغاء والمشاهدة أكثر من القراءة".وثمة تشكيك راسخ بالكتب في إندونيسيا، حيث كان الدكتاتور سوهارتو يستخدمها أداة لدعايته الخاصة في ظل حكمه الحديدي.غير أن كيسوانتي لا تزال تأمل بدفع سكان بلدها إلى اختيار الكتب، ويبدو أن العدوى انتقلت إلى آخرين، فثمة 16 متطوعا غالبيتهم من ربات المنازل يساعدونها على إدارة مدرسة للصغار لتعليم الإنجليزية والرياضيات في المبنى نفسه حيث توجد المكتبة.وتضم المكتبة الواقعة في طابقين كتب أطفال وروايات فضلا عن كتب نصائح غالبيتها باللغة الإندونيسية. وثمة كتب بالإنجليزية منها أعمال لكتاب مشهورين مثل باولو كويلو وسيدني شيلدون وأغاتا كريستي.واضطرت كيسوانتي إلى ترك المدرسة في سن الثانية عشرة. وأمضت طفولتها وهي تقطف الثمار والفستق، وكانت تنفق الأموال التي تتقاضاها لشراء الكتب. وعندما كبرت كانت تقوم بأعمال تنظيف في منازل موظفين أجانب في بلادها مقابل حصولها على روايات.ودفعها شغفها بالقراءة إلى فرض شرط غير اعتيادي لزواجها من عامل البناء نغاتمين. ويقول نغاتمين (57 عاما) إنه اضطر إلى الموافقة على السماح لها بشراء ما ترغب به من الكتب.ويختم قائلا "من الواضح أن زوجتي تحب الكتب أكثر مما تحبني.. لكن لأني أحبها لا أمانع أبدا أن أكون خيارها الثاني".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إندونيسيا تجتهد لتشجيع القراءة إندونيسيا تجتهد لتشجيع القراءة



GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca