آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

الإنترنت واللغة والهوية بين الفرص والتهديدات

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الإنترنت واللغة والهوية بين الفرص والتهديدات

القاهرة ـ وكالات

يقول الدكتور بسيوني حمادة عميد الاكاديمية الدولية لعلوم الاعلام: ينتابني قلق ومخاوف بشأن مكانة اللغة العربية كجوهر للهوية العربية الاسلامية, قلق ومخاوف يدعمها الواقع المعيشي والتهديدات التي يحملها بين طياته الاعلام الجديد ممثلا في الواقع الافتراضي للانترنت والفضائيات ولغة التليفون المحمول, وسيطرة العامية علي اللغة الفصحي, وانتشار التعليم الاجنبي علي حساب اللغة العربية وغير ذلك كثير. فاللغة هي السياج الذي تتحصن به الثقافة بل هي الثقافة ذاتها وهي السياج الذي تتحصن به الهوية بل هي الهوية ذاتها, فاللغة هي اصل الثقافة والثقافة هي جوهر الهوية وتحمل العولمة بين جنباتها وعلي رأسها الانترنت تهديدا حقيقيا للغة العربية, وذلك لهيمنة اللغة الانجليزية علي لغة الانترنت ولغة الاعلام الجديد ولغة التخاطب الاعلامي والسياسي, والمشكلة ليست في سعةانتشار اللغة الانجليزية وانحسار العربية, ولكن الخطر يكمن في ارتباط اللغة بالقيم وانماط الاستهلاك الحياة والزواج والمعيشة والعلاقات الاجتماعية والاسرية وفي الدين, ومن ثم اثرها وتهديدها للهوية. إلا ان ذلك لايعني البتة ان الهوية هي لغة ودين فقط, ولكنها تراث انساني مشترك والهوية ليست ماضيا فقط ولكنها مستقبل ايضا وهي قابلة للتطور والتفاعل, المهم الا يكون ذلك علي حساب القواسم المشتركة والجذور التي يؤدي اقتلاعها الي ضياع الوجود.. أما الدكتور محمد الخولي فيري ان اللغة كائن حي يعيش وينمو.. يضعف ويقوي فقد كان من حظ اللغة العربية ان تزدهر أولا بفضل المشروع الذي تولاه خليفةعباسي مثقف هو عبدالله المأمون حين أنشأ اكاديمية الترجمة التي حملت اسم بيت الحكمة, وثانيا حين كانت العربية هي اداة ابدعت بها قامة فكرية سامقة تمثلت في الفيلسوف الاندلسي المسلم الوليد بن رشد الذي وصفته المجامع الاوروبية بانه المعلم الثاني بعد ارسطو حجة فلاسفة اليونان. ولان اللغة تقوي بقوة أهلها فقد جاءت اللحظة الباهرة التي استمع فيها عالم النصف الثاني من القرن العشرين الي أول خطاب سياسي يلقي باللغة العربية ومن فوق منبر الامم المتحدة في نيويورك, وكانت المناسبة هي الاحتفال بانعقاد الدورة الخامسة عشرة للجمعية العامة, وقد حملت شعار( دورة الرؤساء) يومها جاء من الوطن العربي جمال عبدالناصر ليلقي أول خطاب باللغة العربية امام الجمعية العامة, وقد نال إعجاب كل الرؤساء من بينهم ايزنهاور وخروشوف ثم بعد ثلاثة عشر عاما طرح العرب انفسهم في صورة ايجابية من جديد عقب انتصارات اكتوبر علي العدوان ـ الاحتلال الاسرائيلي.. ولم يكن مصادفة إذن أن تتخذ الجمعية العامة خلال دورتها الثامنة والعشرين قرارا في ديسمبر1973 يقضي بالاعتراف بالعربية لغة سادسة ضمن اللغات الرسمية المعتمدة علي المنظمات الدولية. أما الاعلامي زينهم البدوي باذاعة صوت العرب فيقول: الحديث عن لغة الاعلام الجديد وما تطرحه من تحديات وما تمثله من خطورة علي لغتنا العربية يدفعنا الي التساؤل عن افضل الصيغ للافادة من وسائله العصرية في صيانة مقومات هويتنا وعلي رأسها اللغة من اجل ذلك اطلقنا مبادرة باسم المرصد اللغوي بجمعية حماية اللغة العربية وبدأنا حملة لاستخدام الفصحي لغة للتواصل عبر شبكة المعلومات الدولية, وتقوم هذه المبادرة علي اساسين هما تجنب استخدام اللهجات العامية, تجنب استخدام الالفاظ الاجنبية.. وتستهدف هذه المبادرة وتلك الحملة صيانة لغتنا العربية درءا لخطر العولمة علي عروبتنا وعقيدتنا, فلغتنا ليست مجرد اداة للتعبير ووعاء للفكر بل هي الفكر والعقيدة معا واذا كان الحفاظ علي هويتنا الثقافية من الاهمية بمكان, فان استيعاب المعني الحقيقي للثقافة لايقل اهمية, وأبسط تعريف لها عندي انها انعكاس ايجابي للمعارف والخبرات علي الافكار والسلوكيات, واذا كان التفاعل مع التراث الانساني العام ضرورة عصرية فإن هذا التفاعل ينبغي ان يبني علي أساس من التفاعل مع تراثنا العربي والاسلامي الخاص أولا, حتي لانقع في فخ التأثير السلبي علي هويتنا.  

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإنترنت واللغة والهوية بين الفرص والتهديدات الإنترنت واللغة والهوية بين الفرص والتهديدات



GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 18:13 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

"حق الله على العباد" محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 02:33 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

زاهي حواس يكشف حقائق مُثيرة عن مقبرة "توت عنخ آمون"

GMT 08:52 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقيف أحد اللصوص داخل مدرسة التقدم في أغادير

GMT 07:35 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريتا أورا تُناهض التحرّش وتثير الجدل بإطلالة مثيرة

GMT 01:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مصادر تنفي خبر مقتل الفنان اللبناني فضل شاكر في غارة جوية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca