آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

اكتشاف أثري يختصر ألفي عام من تاريخ العاصمة الجزائرية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - اكتشاف أثري يختصر ألفي عام من تاريخ العاصمة الجزائرية

يتفقد الآثار في ساحة الشهداء في الجزائر
الجزائر ـ المغرب اليوم

عثر علماء آثار قرب مسار قطار للأنفاق في الجزائر على مبان ومواقع تختصر ألفي عام من تاريخ العاصمة بين العصر الروماني والعصر العثماني، لتكون متحفا مفتوحا للمسافرين.

ويصف علماء الآثار هذا الاكتشاف الذي تعود بداياته إلى العام 2009، بأنه أهم اكتشاف أثري في الجزائر.

ويقول كمال ستيتي عالم الأثار الذي كان أول من اكتشف الموقع "كان شيئا مذهلا، بنظرة واحدة يمكنك أن تستعيد ألفي سنة من التاريخ".

وكانت المدينة تعرف باسم "إيكوسيوم" في العصر الروماني.

 بدأت قصة هذا الاكتشاف أثناء تفقد مسار قطار الأنفاق في العاصمة، وفي العام 2013 أطلقت أبحاث للكشف عن روائع العمارة من العصر الروماني، نهاية القرن الأول قبل الميلاد، إلى الاستعمار الفرنسي للجزائر، مرورا بالعهدين البيزنطي والعثماني.

والاكتشاف عبارة عن ساحة من الفسيفساء تعود إلى القرن الخامس، ومقبرة كبيرة من العهد البيزنطي من القرن السابع تضم عشرات القبور، ويمتد الموقع على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع.

وتم جمع عدد كبير من الموجودات الأثرية والأدوات، أغلبها مهشمة، منها مجموعة من 385 قطعة نقدية من العهد الروماني وذخيرة حربية هي كرات لمدفع منجنيق.

وظهرت في الموقع أيضا أجزاء من مسجد السيدة الذي بناه العثمانيون قبل أن يهدمه الفرنسيون في بداية استعمارهم للبلد سنة 1831 لإنشاء "ساحة كبيرة، ساحة الملك، التي تحولت إلى ساحة الحكومة"، وهي اليوم تحمل اسم ساحة الشهداء منذ استقلال الجزائر في 1962، بحسب كمال ستيتي.

وأوضح الباحث أن الجزائر تضم آثارا رومانية (في الهواء الطلق) تعد من بين الأهم في العالم، لكن الكثيرين كانوا يعتقدون أنها انمحت، بالنظر إلى التغييرات الكبيرة التي عرفتها العاصمة الجزائرية.

لكن تبين أن المواقع الأثرية بقيت في حالة جيدة، كما أظهرت الأبحاث التي يقودها المركز الوطني للأبحاث الأثرية بالجزائر والمعهد الفرنسي للأبحاث الاثرية الوقائية.

وما زالت النتائج في مرحلة التحليل، على أن يصدر التقرير النهائي في نهاية السنة.

- متحف في محطة -

واضطرت السلطات إلى تعديل مشروع مترو الجزائر في شطره الذي يمر بساحة الشهداء، "وهي سابقة" في الجزائر، بحيث أدرجت الآثار في مشروع تنموي، كما أشار ستيتي.

وأضاف أن الآثار أصبحت "مكسبا" يرافق التنمية "بدون أن تكبحها"، معترضا على الوصف السائد عن علماء آثار أنهم يمنعون مشاريع البناء.

وللحفاظ على التراث التاريخي لمدينة الجزائر، تم تقليص مساحة محطة المترو إلى 3250 مترا مربعا بدل ثمانية آلاف كانت مقررة في الدراسة الأولى. وأصبح النفق على عمق 35 مترا.

وعمل علماء الآثار على مدار الساعة وحتى في أيام العطل "كي لا يعرف مشروع المترو أي تأخير يسبب تكاليف إضافية" بحسب ستيتي.

وشارك في الأبحاث الأثرية أكثر من 150 شخصا من جنسيات وتخصصات مختلفة، ما أتاح لعلماء الآثار الجزائريين الشباب الاحتكاك بهم والاستفادة من تجاربهم.

وستكون محطة المترو التي تشيد في ساحة الشهداء ابتداء من تشرين الثاني/نوفمبر متحفا مفتوحا لكل المسافرين، على شاكلة ما هو موجود في اليونان أو إيطاليا.

وأشار ستيتي إلى خصوصية الموقع الجزائري قائلا "المتاحف في روما أو أثينا تعرض مراحل معينة من التاريخ أما هنا فالزائر يمكنه أن يلمس ألفي سنة من تاريخ مدينة الجزائر، وهذا فخر لنا".

وسيعرض جزء من الآثار المكتشفة في متحف عادي خارج الموقع، أما المباني فستبقى في مكانها، في متحف على عمق سبعة أمتار ومساحة 1200 متر مربع.

ويثير هذا المشروع اهتمام السكان في الجوار، وتقول عائشة البالغة سبعين عاما "أنتطر بفارغ الصبر فتح المحطة ونهاية الإزعاج الذي سببته الأشغال، سأتنقل بالمترو مع حفيداتي".

أما سعيد وهو أستاذ التاريخ والجغرافيا في مدرسة مجاورة لساحة الشهداء فيحلم "بزيارة الشباب  للموقع حتى يعرفوا تاريخ مدينتهم الذي يعود لآلاف السنين".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتشاف أثري يختصر ألفي عام من تاريخ العاصمة الجزائرية اكتشاف أثري يختصر ألفي عام من تاريخ العاصمة الجزائرية



GMT 02:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مصطفى عادل يُقدِّم نصائح للوقاية مِن تسوّس أسنان الأطفال

GMT 02:40 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أفكار بسيطة ورائعة لمطبخ منظّم وأكثر عملية

GMT 17:19 2017 الخميس ,03 آب / أغسطس

آخر صورة للراقصة غزل مع زوجها قبل الوفاة

GMT 13:51 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

​أحدث صيحات باقات الورد لموسم خريف 2017

GMT 00:38 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أحلام ابو الغيث تكشف أهداف مؤسَّسة الرأفة ومصدر تمويلها

GMT 05:54 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

الناشرون المغاربة يشاركون في الدورة الـ49 لمعرض الكتاب

GMT 14:07 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

جيل ساندر ينصح بإرتداء التنورة الجلدية والحذاء المسطح

GMT 05:48 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الرصاص الطائش في المناسبات تقليد عشائري يقتل العراقيين

GMT 08:44 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مجموعة مثيرة من الخواتم الماسية للأصابع الممتلئة

GMT 23:41 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

يوم دراسي لرصد واقع السياسات العمومية في المغرب

GMT 14:44 2014 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

إيمان العاصي تصوّر أربعة أعمال في وقتٍ واحد

GMT 19:39 2015 الثلاثاء ,17 شباط / فبراير

تشغيل "واتس آب ويب" دون استخدام "غوغل كروم"

GMT 13:58 2016 الأربعاء ,02 آذار/ مارس

نوال الزغبي تنشر صورة لها نائمة على الوسادة

GMT 15:17 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الملاهي الليلية في مراكش تعود إلى خرق القانون
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca