آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

المسلمون واليهود في المملكة المغربية يقدسون الأولياء ويزرون الأضرحة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - المسلمون واليهود في المملكة المغربية يقدسون الأولياء ويزرون الأضرحة

الأضرحة
الرباط_ المغرب اليوم

تتجاوز الحالة التي عاش عليها المسلمون واليهود في المغرب لسنوات طويلة مفهوم التعايش، إلى التثاقف أو التداخل الثقافي والروحي، مُشكلة بذلك نموذجًا فريدًا في العالم. هذه الظاهرة التي خفتت اليوم بعد تراجع الوجود اليهودي في المغرب، نحاول تلمسها في حلقات من خلال كتابين فريدين، غير مترجمين إلى العربية، للكولونيل الفرنسي لويس فوانو، والباحث المغربي الفرنسي أسشار بن عمي، حول موضوع "المزارات المشتركة بين اليهود والمسلمين في المغرب". وفي هذه الحلقات نقدم نموذجا على هذا التقاطع والتداخل الذي طال المستوى الديني العقدي، متمثلا في الاعتقاد المشترك في قدسية نفس الأولياء والمزارات، وهي الظاهرة التي رافقت التاريخ اليهودي الإسلامي المشترك في المغرب.

مولا تاصبرانت:

يوجد ضريح مولا تاصبرانت على مبعدة حوالي كيلومترين من ملاح فم أجماع الذي يقع على بعد 15 كيلومترا جنوب شرق بزو. وضريحه عبارة عن كوخ طيني كبير تتقدمه باحة واسعة محاطة بسور وجنبها سقيفة تأوي زوار الضريح الذي لا يضم قبرا بارزا وشجرة تين. وفيما يعتقد البعض أن مولا تاصبرانت مدفون داخل الكوخ الطيني، يقول البعض الآخر إن جثمانه دفن تحت شجرة التين الوحيدة بالباحة.

وحسب المعتقد اليهودي، فإن مولا تاصبرانت هو الحبر يهودا بن إسرائيل ليفي، وأخ داوود درعة، كما يعتقدون بأنه أحد الربيين العشرة المبشرين، الذين وفدوا قديما على المغرب من أرض فلسطين لإدخال المغاربة إلى الدين اليهودي.

ويتم اللجوء إلى مولا تاصبرانت في حالة الإصابة بأمراض الحمى والسعال الديكي وأمراض العيون والمس بالجن والعقم، كما تتردد على ضريحه الفتيات الراغبات في الزواج واللواتي يعلقن خيوطا من أحزمتهن بشجرة التين ثم يغتسلن داخل الضريح، وإذا ما شملتهن بركة مولا تاصبرانت وحصلن على زوج فإنهن يكن ملزمات بالعودة إلى الضريح لتقديم الشكر إلى مولا تاصبرانت، وهذا يسري حتى على النساء الراغبات في الإنجاب، حيث توجد منهن من تقضي أسبوعا كاملا بالضريح. ينظم الموسم الكبير لمولا تاصبرانت يوم 25 ديسمبر/كانون الأول من كل سنة، حيث تذبح الأضاحي التي يوزع لحمها على فقراء المنطقة.

ويتناوب على حراسة الضريح يهود ومسلمون. ورغم أن مسلمي منطقة نتيفة لا يشككون في يهودية مولا تاصبرانت، فإنهم يحرصون على زيارته علنا ويلتمسون، مثل اليهود، بركته، كما يستقبل الضريح مسلمين من مناطق مختلفة خصوصا من النساء الراغبات في الإنجاب وأيضا اللواتي يعانين من تساقط الشعر، حيث يقمن بمشط شعورهن بالضريح فينبت لهن شعر جديد.

ويوجد ضريحه بقبيلة نتيفة، على بعد حوالي 30 كيلومترا من من بزو. ويجهل اليهود كل شيء عن هذا الولي، مع قول بعضهم إنه جاء في زمان غابر من القدس. يزار مول أزاد في حالة الإصابة بالحمى وأمراض العيون والمس بالجنون وعقم النساء. كما يتردد عليه التجار الذين يعانون من كساد بضاعتهم. ويحكي المعتقدون في بركة مول أزاد، أن هذا الأخير ظهر لبعض المرضى جالسا على ربوة ورفقته ثلاثة رجال، وفجأة زحف باتجاههم ورماهم بأوراق فأغمي عليهم، وعندما استفاقوا وجدوا أنفسهم وقد شفوا من المرض. وينظم لضريح مول أزاد موسمان في السنة في شهري مارس/آذار وسبتمبر/ايلول.

أما المسلمون فيترددون على ضريح مول أزاد في نهاية كل شهر، رغم معرفتهم بأصوله اليهودية، ويزورونه أساسا مصحوبين بدوابهم ومواشيهم حتى يتضاعف نسلها. كما يتناقل المسلمون أن مول أزاد صاحب كرامات، منها أن أحدهم رأى ذات ليلة ضريحه مضاءً وكان مول أزاد يتناول عشاءه رفقة بعض زواره. كما يحكون أن مول أزاد ظهر في إحدى المرات لأحد الفلاحين وهو يمتطي صهوة حصان أبيض، ووبخه على سوقه مواشيه إلى قرب الضريح.

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسلمون واليهود في المملكة المغربية يقدسون الأولياء ويزرون الأضرحة المسلمون واليهود في المملكة المغربية يقدسون الأولياء ويزرون الأضرحة



GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 18:29 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 15:06 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالة أنيقة للفنانة المغربية دنيا بطمة تظهرها كالأميرات

GMT 09:13 2022 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

العلماء يكتشفون دور توقيت العلاج المناعي بمواجهة السرطان

GMT 02:38 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

وصفة سهلة للحصول على شعر ناعم ومفرود دون عناء

GMT 03:33 2017 الثلاثاء ,06 حزيران / يونيو

زينة الداودية توجه رسالة خاصة للإعلامية آمال صقر

GMT 22:26 2015 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

صراع مغربي جزائري لضم اللاعب زين الدين مشاش

GMT 20:13 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قناة أون بلس تقدم المسلسل المصري حلم الجنوبي من جديد

GMT 11:01 2015 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نصف انواع الاشجار في غابات الامازون في خطر

GMT 07:49 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

المفاوضات السورية وآفاق السلام

GMT 14:27 2016 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

حلويات رمضان2016: طريقة عمل الكنافة بالنوتيلا

GMT 14:35 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أرملة إيزيدية تتحدث عن قتل أطباء "داعش" لزوجها المصاب

GMT 09:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

وجدة تتصدر المدن الأفريقية من حيث عدد المساجد

GMT 21:12 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزيرة الإماراتي يفاوض الإسباني خوان كارلوس غاريدو

GMT 01:54 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تقنية "3D" تحدّد غموض مومياء فرعونية محنّطة منذ 2000 عام

GMT 06:56 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فوز فتاة من بيلاروس بلقب ملكة جمال العالم على كرسي متحرك

GMT 08:51 2022 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

البرهان يكشف عن تسوية وشيكة لحل أزمة السودان بوساطة أممية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca