آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

توقيع الطبعة الثانية من ديوان "رماد اليقين" في القنيطرة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - توقيع الطبعة الثانية من ديوان

ديوان "رماد اليقين" للشاعر محمد بلمو
الرباط_ المغرب اليوم

احتضنت مدينة القنيطرة، في نهاية الأسبوع الماضي، حفل توقيع الطبعة الثانية من ديوان "رماد اليقين" للشاعر محمد بلمو، ضمن ليالي رمضان التي تنظمها شبكة المقاهي الثقافية في المغرب.

اللقاء المنظم بتعاون واحتضان مقهى سفير بلاص ومشاركة مديره السيد أبو الوفا البقالي، قدمه وأدار جلسته الفنان المسرحي طارق بورحيم عن الشبكة، متحدثا عن السياق الذي يندرج فيه هذا الحفل ضمن عمل الشبكة للخروج بالفعل الثقافي نحو الجمهور الواسع، خصوصًا في المقاهي، كما تحدث عن تجربة الشاعر الذي سبق للشبكة أن نظمت له حفل توقيع سابق في مدينة سيدي يحيى.

بعد ذلك أعطى الكلمة للناقدة زهرة الخطابي التي تكلفت بقراءة مساهمة الكاتب إدريس كثير الذي تعذر عليه القدوم من مدينة أصيلة لسبب قاهر، والتي عنونها ب "أريجُ أزهارِ الألم"، منطلقا من مقطع شعري يقول فيه الشاعر: "هل يحدث أن/تتزاحم الصور/والكلمات/على باب قلمك/فينسد عنق الكتابة/على الكآبة"، خالصا إلى أن "الكآبة والكمد والحزن والشماتة والانكسار والحلم والخوف والغضب والشكوات والنكبات والأوجاع و... هي مرارة هذا الديوان.. مثلما كان الألم والشر هما معا رماد أزهار بودلير"، بعد طرحه جملة من التساؤلات عن أسباب هذا الألم، مستنتجا أن "الديوان هو ما تبقى شعرًا رماديًا من مكابدات الشاعر: مع الحياة (من الخوف / سترتعش / أصابع جبانة / وتركن لنظارتها السوداء / عيون المخبرين)، مع اللغة (كي تزعم أن الحروف / عبيد نزواتك)، مع الأمل (لو بمقدوري / أن أسرج خيول زئبق / أن أركب عواصف عنقاء /  أن ألوذ بالضياء)، مع الحب (أنت / عنب الذاكرة / تين المرارات)" وأن "الشاعر في حزنه هذا، ككل الرومانسيين الذين يفتحون جراحهم لكل القلوب، لينكأ شماتة الطفيليين في وجه العشاق وتوهج الجمر في المقل ووداعة الشعر في الاستعارات وشهدة الرحيق في "الأريج". الزرنيج ضرب من أضرب "الشمائت" (شمّاتون)". ومن خلال استحضار مقاطع شعرية من الديوان والتفاعل معها يوضح الناقد أن الشاعر باستثناء قدرته على الكتابة لا يستطيع شيئا في مواجهة أسباب الحزن والكآبة هاته، ف" كل المهارات الشعرية والفنية التي امتلكها أورفيوس  لم تُنْجِ  جميلتَه  أوريديس من الموت، وكل العشق الذي أضمره المجنون لِلَيلى لم يشفع لها بليلة ليلاء، وكل "سقوف المجاز" لم تُدثّر وحدة  إلزا ولا وحشتها.. حتى صافو لم تستطع شيئا أمام لغز الكآبة  والكربة".

بعد ذلك تناول الكلمة السيناريست والمسرحي عبد الإله بنهدار الذي أكد في ورقته، من خلال العلاقة التي ربطته به منذ بداية هذا القرن، أنه لا يمكنه الحديث عن بلمو الشاعر إلا بالحديث عنه كجمعوي بحكم سهر الشاعر على المهرجان السنوي لقصبة بني عمار الذي كان يحج له الفنانون من داخل الوطن وخارجه، فأخذ بعدا دوليا رغم الإمكانيات البسيطة أو الشبه منعدمة التي توفرت له، وأيضا كإعلامي "تدرج في عدة منابر إعلامية، وكانت بصمته واضحة في جميع صفحات وملاحق المنابر التي اشتغل فيها. أما بالنسبة لبلمو الشاعر، فقد خصه بنهدار بالحيز الأوفر بعد هذا التقديم، مذكرا بأول نص سمع الشاعر يلقيه في ذلك المهرجان، وكان يلح عليه في كل مرة لإعادة قراءته لأنه سحره ك "درة من درر قصائده المبثوثة في ديوانه الأول "صوت التراب"، من تلك القصيدة، يضيف السيناريست، "تيقنت أنني أمام شاعر متكن من أدواته، وله رؤيته ورؤياه للقصيدة". بعد ذلك تحدث عن غلاف الديوان ومكوناته خصوصا لونه الرمادي وصورة أريج حفيدة الشاعر والمقطع الشعري المرتبط بها. كما تحدث عن العنوان ثم النصوص الواردة في الديوان حيث وقف عند قاموسه موضحا آن لغته يهيمن عليها المعجم الحديث، دون أن يغيب الأصيل عنه، مثل مفردة "سقيع" (بالسين وليس الصاد) التي لها علاقة وطيدة بمفردة "الرماد".الواردة في العنوان من خلال قول الشاعر:"قد يصل الزبى/حافة الأرض/حدود السقيع/فأشعلُ نارَ كَمَدٍي/في كَبِدي".

وعلى إيقاعات عازف العود الفنان الشاب عز الدين بنانة، انساب صوت زهرة الخطابي وهي تقرأ قصيدة "هل أنا الريح أيها المداد"، النص الشعري الأطول في ديوان "رماد اليقين"، قبل أن يقرأ الشاعر نفسه بعض "التعريفات البدائية". وفي النقاش تحدث الأديب العربي بنجلون عن علاقته بالشاعر التي تعود إلى 27 سنة، حين كانا يتبادلان الرسائل الورقية، في زمن لم يكن للحواسيب والانترنيت والفايسبوك أي وجود، وكان الشاعر طالبا، جصل على إجازته زوجه حامل بأم اريج ويبحث عن عمل قبل أن يلتحق بالصحافة، وكيف كان يصرف ألمه ومعاناته إبداعا شعريا. موضحا أن المعاناة بالنسبة للمبدع ليست دائما هي الفقر والمرض، بل هي أيضا حب إنسان ما، حب أرض، حب قضية.. وفي خضم استكناه تيمة الألم  في  كتابات الشاعر، قالت الشاعرة فتيحة  النوحو أن الألم هو إنساني بالأساس، كل الذوات الإنسانية تعرفه، لكن الذات المبدعة تتعاطى معه بشكل مختلف ومغاير يتناغم مع تمثلاتها الوجدانية الموسومة بالحساسية المفرطة تجاه شعور عام،  تختزله كأداة  للتفرد في مجاز بهي وأليم في آن معا.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توقيع الطبعة الثانية من ديوان رماد اليقين في القنيطرة توقيع الطبعة الثانية من ديوان رماد اليقين في القنيطرة



GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 18:29 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 15:06 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالة أنيقة للفنانة المغربية دنيا بطمة تظهرها كالأميرات

GMT 09:13 2022 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

العلماء يكتشفون دور توقيت العلاج المناعي بمواجهة السرطان

GMT 02:38 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

وصفة سهلة للحصول على شعر ناعم ومفرود دون عناء

GMT 03:33 2017 الثلاثاء ,06 حزيران / يونيو

زينة الداودية توجه رسالة خاصة للإعلامية آمال صقر

GMT 22:26 2015 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

صراع مغربي جزائري لضم اللاعب زين الدين مشاش

GMT 20:13 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قناة أون بلس تقدم المسلسل المصري حلم الجنوبي من جديد

GMT 11:01 2015 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نصف انواع الاشجار في غابات الامازون في خطر

GMT 07:49 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

المفاوضات السورية وآفاق السلام

GMT 14:27 2016 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

حلويات رمضان2016: طريقة عمل الكنافة بالنوتيلا

GMT 14:35 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أرملة إيزيدية تتحدث عن قتل أطباء "داعش" لزوجها المصاب

GMT 09:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

وجدة تتصدر المدن الأفريقية من حيث عدد المساجد
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca