آخر تحديث GMT 18:37:04
الدار البيضاء اليوم  -

الرواية العربية وثيقة اجتماعية في زمن التحولات

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الرواية العربية وثيقة اجتماعية في زمن التحولات

شابة لبنانية تتفقد كتابا في قسم الروايات العربية في مكتبة في بيروت
بيروت ـ أ.ف.ب

 تطبع الاحداث الدامية والتحولات السياسية والاجتماعية الكبيرة التي يشهدها العالم العربي راهنا، الرواية العربية التي واكبتها تحليلا ونقدا، لتصبح اشبه بوثيقة اجتماعية تلاقي اهتماما بترجمتها الى اللغات الاجنبية، بحسب ما يقول روائيون مشاركون في "الملتقى الاول للرواية العربية في بيروت".

ويقول الشاعر والصحافي اللبناني يوسف بزي منسق الملتقى الاول للرواية العربية الذي يختتم الاثنين في بيروت "قبل عقود، كانت التجارب الذاتية او المحلية الضيقة والتجارب النضالية اليسارية محور أعمال الروائيين العرب، و لم تكن الرواية تتناول تجربة المجتمعات بكاملها".

ويضيف "اما اليوم فتبدو الروايات العربية قبل الثورات وخلالها وبعدها، وكأنها تلاحق الحدث حتى في الوقت".

فالمسافة الزمنية تتقلص بين الحدث في سوريا والانتاج الروائي الذي يتناوله، اما في مصر فالثورة استمرت اسابيع لكن الروايات المستوحاة منها لم تتوقف، بينما شهدت تونس "انفجارا" روائيا منذ لحظة الثورة، وفقا لبزي.

فالكاتب "يعيش في مجتمع يشعد تغيرات اقتصادية وسياسية وثورية او عكسها، ويتأثر بشكل مباشر او غير مباشر مما ينعكس على عمله"، وفقا للروائية المصرية منى برنس.

وتقول "نحن نحتاج بعد الثورة او بعد حدث كبير إلى أن نستوعب اكثر ما حصل، علما ان اعمالا روائية كثيرة صدرت بعد ذلك".

 

- الاضطرابات واسلوب التعبير -

ويبدو ان الاضطرابات التي تعيشها المنطقة تترك بصماتها على اسلوب التعبير الروائي ايضا، كما في سوريا التي تمر الرواية فيها بمنعطف في الوقت الحالي، وتزداد غنى بفعل الحرب، بحسب الروائية السورية مهى حسن.

وتوضح قائلة "لا يمكن لأي كاتب سوري ان يكتب رواية من دون ان يتطرق الى ما يحدث، ولا يمكن ان يتجاهل  العنف والدم، فالقتل والجثث باتت من يومياتنا، وبالتالي باتت مفردات الرواية اكثر قساوة وفجاجة".

 

- الرواية العربية "بديل عن كتب الاجتماع" -

ويذهب الكاتب العراقي علي بدر أبعد من ذلك، واصفا الرواية العربية بأنها "الممثل الحقيقي اليوم لحركة المجتمع العربي وتحولاته" وبنها صارت بديلا عن العلوم الانسانية التي "دمرت بسبب ارتباطها بالدولة وبقوى اجتماعية وسياسية ودينية".

ويشير علي بدر الى ان الرواية العراقية الحديثة "هي رواية المنفى، بعضها  يتكلم عن العنف الديني وعن الاثنيات، عن الارمن في العراق والاقليات الدينية والقومية".

وتؤيده الكاتبة اللبنانية ايمان حميدان، اذ ترى ان "الرواية العربية حاليا أهم من اي كتاب علم اجتماع .. انها وثيقة سوسيولوجية، وليس هدف الرواية أن تنقل الواقع كما هو فحسب، بل ان تنقله وتنتقده".

في لبنان، نشأت الرواية اللبنانية الفعلية والحديثة، بحسب تعبير يوسف بزي، مع الحرب اللبنانية، مع الياس خوري وحسن داود وحنان الشيخ وعلوية صبح وايمان حميدان وجبور الدويهي ورشيد الضعيف، وهذه الاسماء "كانت دائما متأثرة بالواقع".

ثم جاء الازدهار الثاني للرواية اللبنانية بعد "السلم الناقص" او "الحرب الاهلية الباردة المستمرة" كما يقول، في اشارة الى انتهاء الحرب في العام 1990 من دون اقفال ملفاتها وتوتراتها كما يجب.

 

- حركة ترجمة -

ازاء ذلك، باتت الرواية العربية مدخلا لفهم المجتمعات العربية وتعقيداتها والمخاضات التي تمر بها، وباتت تلقى طلبا للترجمة الى اللغات الاجنبية.

ويقول يوسف بزي "لاحظنا ان حركة ترجمة الروايات العربية الى اللغات الحية، كالفرنسية والانكليزية والايطالية والاسبانية، باتت أمرا رائجا بعدما كان نادرا"، لكونها صارت في السنوات الخمس عشر الماضية "واجهة الثقافة العربية والتعبير الاحدث لها".

 ويشكل التشابك الراهن "بين الرواية العربية والحدث السياسي والاضطراب الاجتماعي والعنف العابر للاوطان"، بحسب بزي،  "جزءا اساسيا من الحماسة الى ترجمتها من دون اغفال تطور اللغة الادبية للرواية العربية".

وتقول مهى حسن "نحن بالنسبة للغرب فئران اختبار. الاقليات والارهاب الاسلامي قصص يستمتع بها الغرب ، ويستفيد من بعض الخطابات ويركز عليها الضوء".

وشارك في "ملتقى الرواية العربية" الذي تنظمه "الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية-أشكال ألوان"،  نحو 30 ناشرا وروائيا وناقدا  من بلدان عربية عدة.

وناقشت جلساته مواضيع ادبية عدة، منها مدى اعتبار الرواية العربية  "التعبير الثقافي الاول"، ودور الثورات والاضطرابات السياسية والخطاب السياسي في الرواية، وإقبال دور النشر الأجنبية على الروايات العربية.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرواية العربية وثيقة اجتماعية في زمن التحولات الرواية العربية وثيقة اجتماعية في زمن التحولات



GMT 02:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مصطفى عادل يُقدِّم نصائح للوقاية مِن تسوّس أسنان الأطفال

GMT 02:40 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أفكار بسيطة ورائعة لمطبخ منظّم وأكثر عملية

GMT 17:19 2017 الخميس ,03 آب / أغسطس

آخر صورة للراقصة غزل مع زوجها قبل الوفاة

GMT 13:51 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

​أحدث صيحات باقات الورد لموسم خريف 2017

GMT 00:38 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أحلام ابو الغيث تكشف أهداف مؤسَّسة الرأفة ومصدر تمويلها

GMT 05:54 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

الناشرون المغاربة يشاركون في الدورة الـ49 لمعرض الكتاب

GMT 14:07 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

جيل ساندر ينصح بإرتداء التنورة الجلدية والحذاء المسطح

GMT 05:48 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الرصاص الطائش في المناسبات تقليد عشائري يقتل العراقيين

GMT 08:44 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مجموعة مثيرة من الخواتم الماسية للأصابع الممتلئة

GMT 23:41 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

يوم دراسي لرصد واقع السياسات العمومية في المغرب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca